2024-11-25 12:54 ص

بعيدا عن القلق الأوروبي والغضب الأمريكي.. العمل يتواصل في مشروع خط أنابيب «نورد ستريم 2» شمال ألمانيا

2018-12-15
تدوى موسيقى الريجي في مخزن السفينة "أوداسيا "، التي يبلغ طولها 225 متراً، وهي على مسافة نحو 35 كيلومتراً عن الشريط الساحلي الشمالي لألمانيا على بحر البلطيق، ولكن ما من حفلة هنا.

تتمثل مهمة السفينة وطاقمها الذي يعمل بجد في تجميع أجزاء من أنبوب وتثبيتها في قاع البحر، في إطار مشروع خط أنابيب غاز مشروع "نورد ستريم 2"، المثير للجدل الواسع.

ومنذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، يعمل أكثر من 250 عاملاً من دول عديدة، على مدار الساعة، على متن السفينة لمد خط أنابيب الغاز والذي يبلغ طوله ألفا و230 كيلومترًا .

يقول قائد الفريق، الهولندي هانز هولديرت: "رقمنا القياسي هو كيلومتران في اليوم الواحد". أما المعدل اليومي فيصل إلى 6ر1 كيلومتر.

وفي الوقت الحالي، ترسو السفينة "أوداسيا " قبالة الشاطئ الشرقي لجزيرة روجين الألمانية. وحتى الآن ، تم إنجاز حوالي 100 كيلومتر من خط الأنابيب العملاق، في المياه الإقليمية الألمانية.

الشعور قوي وجلي بأهمية هذه المهمة وأنها تتطلب عملا سريعا، حيث من المتوقع أن تتدفق الدفعة الأولي من الغاز الروسي انطلاقا من مدينة سان بطرسبرج إلى نهاية خط الانابيب في بلدة لوبمين، شرقي ألمانيا، بحلول نهاية عام 2019.

ويبعد خط الأنابيب الجديد كيلومترا واحدا عن خط أنابيب ""نورد ستريم 1" الذي تم تشغيله في عام 2011. وسينقل الخطان معا 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى ألمانيا.

ووفقا للمتحدث باسم "نورد ستريم 2"، شتيفن إيبرت ، تعمل قرابة 30 سفينة في خط الأنابيب الثاني، حيث تقوم بحفر خنادق في قاع البحر لتضع أنابيب قطرها 15ر1 متر داخلها، ثم تطمرها مرة أخرى.

ويثير المشروع الضخم الذي تبلغ تكلفته 9.5 مليار يورو (10.8 مليار دولار) وتملكه شركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم، قلق دول أوروبية، والولايات المتحدة، حيث تنتاب أوكرانيا مخاوف من خسارة الارباح التي تحصل عليها بوصفها بلد عبور مهم لنقل الغاز إلى غرب أوروبا، فيما تحذر بولندا ودول البلطيق من الاعتماد المتزايد على الغاز الروسي. وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يراه تقاربا بين ألمانيا وروسيا، وهدد بفرض عقوبات.

لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تقع دائرتها الانتخابية في ولاية مِكلنبورج فوربومرن في شمال البلاد، حيث بلدة لوبمين، ملتزمة بشدة بالمشروع.

وأوضح المتحدث إيبرت: "نراقب الوضع بعناية شديدة".

ويتطلب المشروع الحصول على موافقة خمس دول لها سواحل على بحر البلطيق، وهى روسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا. وإلى الآن، لم تعلن الدنمارك موافقتها، وتشير إلى اعتبارات أمنية، ضمن أسباب أُخرى.
وأكد إيبرت أنه تمت الموافقة رسميا على جميع الأعمال الجارية الخاصة بخط الأنابيب، وليست هناك حاجة لتغيير أي شيء فيما يتعلق بالإطار القانوني. وقال: "نأمل أن يعطي الدنماركيون الضوء الاخضر للمسار المفضل." ولكن من الواضح أيضًا أن مسارا بديلا لن يعرض الجدول الزمني للمشروع لخطر.

وتقبع آلاف القطع من الأنابيب في مخزن بجزيرة روجين، وتقوم سفينتان برحلات مكوكية ذهابا وإيابا لإحضارها إلى السفينة أوداسيا .
وتمضي عملية مد خط الأنابيب بشكل منتظم وبحسب الوقت المقرر، من الشاطئ، مرورا بعملية لحام الانابيب على متن أوداسيا ، وحتى وضع الانابيب داخل الخندق الذي يتم حفره في قاع البحر، ويسير العمل دون توقف.

وفي مقدمة السفينة، يتم جلب أنبوب جديد على ظهر السفينة في نفس الوقت الذي يرقد فيه جزء بطول 12 مترا تحت مياه البلطيق الباردة.

وحين يتم وضع جزء من الأنبوب في مكانه في قاع البحر، يتم استخدام أربع سفن لتثبيت السفينة أوداسيا في موضعها، ثم تحريكها بطول أنبوب كل ثماني دقائق. وعلى بعد أمتار قليلة من مقدمة السفينة، توجد سفينة أخرى "يونيون مانتا"، للإشراف على وضع الأنبوب في قاع البحر.

العاملون على ظهر السفينة أوداسيا جميعهم من الرجال، ولكن توجد امرأة واحدة، هي الإسبانية جلوريا، مسؤولة الأعمال المنزلية. الرجال هنا بعيدون عما يدور من جدل سياسي بشأن خط الأنابيب الجديد.

ويقول ديفيد ديجين، مدير الإنتاج: " نؤدي عملنا فقط". ولا يشاهد ديجين نشرات الأخبار، كما أنه ليس له أي ميول سياسية.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 54عاما، وقد لمع بريق في عينيه وهو يفكر في زيارة قادمة تستمر خمسة أسابيع لبلاده: "أنا لا أهتم إلا بعائلتي في تكساس"