واستنادا الى دوائر اسرائيلية فان الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة تجري في ذروة تغيرات يشهدها العالم العربي وتلامس مصالح اسرائيل الامنية، كذلك، تجري هذه الانتخابات في فترة استبدال طواقم الادارة الامريكية ، فالرئيس الامريكي اوباما الذي تولى مهامه رسميا قبل يوم من اجراء الانتخابات الاسرائيلية سيجد نفسه أمام حكومة منتخبة مستقرة في اسرائيل في اليوم الثاني لبداية ولايته الثانية، وحسب هذه الدوائر فان اسرائيل قد تجد نفسها في الايام القليلة القادمة التي تلي عملية الانتخابات أمام ادارة امريكية لطاقم جديد ومشهد سياسي فلسطيني داخلي مختلف، بمعنى آخر، هناك العديد من المسائل والملفات التي ستفتح وتناقش مع اسرائيل من بينها امور تتعلق بالوضع الاقتصادي والاغلاق في قطاع غزة، ومسألة اعادة الاعمار وطبيعة التعامل مع حكومة يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومدى تأثير ذلك على عملية التفاوض واحياء عملية السلام، كما أن التغيرات المرتقبة سواء على مستوى تشكيل الائتلاف في اسرائيل وعلى مستوى ما يثار من اقتراب المصالحة، جميع هذه المسائل والملفات يضاف اليها ما يخطط له في الولايات المتحدة ودول اوروبية لاحياء عملية السلام، تجعل اسرائيل على موعد مع تحرك سياسي واسع، وعليها أن تستعد لذلك بالشكل المطلوب وبحذر شديد.
ـ ولادة عسيرة .,. متعمدة!! ـ
ويدرك نتنياهو أن هناك فسحة من الوقت حتى ولادة الحكومة التي سيرأسها بشكل كامل، فنتنياهو الذي يرغب في اطالة مدة مفاوضات تشكيل الائتلاف سيجعل ولادة حكومته عسيرة، حتى يستفيد من كل لحظة يبقى فيها الباب مغلقا أمام أي اتصال خارجي، ففترة تشكيل الائتلاف هي فترة جمود، ونتنياهو لا يرغب في ادارة مفاوضات "مهلكة" مع الفلسطينيين على حد قول الدوائر ذاتها، لادراكه باستحالة تمرير أية تنازلات قد يسعى ويرغب الفلسطينيون في الحصول عليها وانتزاعها من اسرائيل، ويؤمن نتنياهو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يعطي موافقة على اية اتفاقيات سياسية لا تحقق ما يطرحه من مطالب، وهو ايضا يرفض الحلول الانتقالية المؤقتة وهذا ما يصرح به الرئيس عباس في كل مناسبة، وفي ذات الوقت يدرك عباس أن اسرائيل غير مستعدة لتقديم اية تنازلات في المرحلة الحالية مهما كانت الضغوط التي ستمارس عليها، وعباس وهو شخص ذكي يدرك أن امريكا لن تذهب الى مجلس الامن لفرض عقوبات على اسرائيل لدفعها الى حسن المعاملة مع القيادة الفلسطينية.
أما فيما يتعلق بالتعامل اليومي مع السلطة الفلسطينية، فان اسرائيل في ظل ولاية نتنياهو القادمة لن تبادر الى كسر الادوات وردم القنوات في ظل العلاقة اليومية، لكنها ستحافظ على وتيرة منخفضة، ويدرك نتنياهو طبيعة الالغام التي سيضطر الى التعايش معها سواء داخل قائمة الحزب في الكنيست أو داخل الحكومة، وهو لن يغامر في التعامل مع تلك الالغام حتى لا تنفجر به جالبة معها الكثير من المشاكل التي هو في غنى عنها، وبالتالي، اسرائيل غير مستعدة شعبيا لدفع ثمن مشابه للثمن الذي دفعته في خطة فك الارتباط عن غزة وشمال الضفة.
اذن تقول الدوائر، أن علاقة نتنياهو مع عباس في المرحلة المقبلة ستكون استمرارا لما شاهدناه في الولاية الاولى لنتنياهو، وهذا لا يعني أن المفاوضات لن تبدأ، واللقاءات لن تعقد بما فيها اللقاءات الثانية، لذا، لن نشهد أو نسمع عن نتنياهو تراجعا عما أعلنه في فترة ولايته الاولى من موافقة على حل الدولتين ، مشروطا بقدرة تحمل القيادة الفلسطينية مسؤولياتها اتجاه أمن اسرائيل والالتزام بالتعهدات التي يتم التوقيع عليها، أما بالنسبة للضغوطات التي تهدد بها دوائر أمريكية، تسريبا، فهي ضغوطا مسرحية، حيث أن الولايات المتحدة المعنية بالاستقرار في الشرق الاوسط تؤمن بأن هذا الاستقرار لن يتأتى دون أن تكون اسرائيل قوية.