ازدات حدة العنف المتبادل بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري "السترات السفراء" رغم تراجع الحكومة عن تطبيق قرار فرض الضرائب على المحروقات.
وتراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوة رئيسية أخرى، الأربعاء الماضي، في مواجهة الاحتجاجات التي خرجت على مستوى البلاد ضد حكومته.
وقالت متحدثة باسم مكتب ماكرون إن الزيادة المقررة على ضريبة الوقود لن يتم تطبيقها في عام 2019.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، قد أعلن في وقت سابق أن رفع الضرائب سيتأجل لمدة ستة أشهر من أول يناير المقبل.
ولم يهدأ المتظاهرون عقب تجميد قرار زيادة الضرائب على المحروقات، بل طالبوا برفع الحد الأدنى للأجور، وأبدوا اعتراضهم على خروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، كما رفعوا سقف مطالبهم إلى رحيل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن السلطة.
وخرجت تظاهرات حاشدة اليوم في مسيرة إلى قصر الإليزيه، للمطالبة بإسقاط الرئيس، وجرت مواجهات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع فى محاولة لإبعاد مئات المحتجين.
وفي سياق متصل، أعلن إدوار فيليب، رئيس الحكومة الفرنسية في تصريحات لفرانس 24، ارتفاع عدد المعتقلين فى باريس إلى أكثر من 500 معتقل، خلال احتجاجات "السترات الصفراء" التي تدخل أسبوعها الرابع ضد سياسات الرئيس ماكرون الاجتماعية والاقتصادية.
تفاصيل الأزمة
وازدادت حدة التظاهرات التي شهدتها فرنسا احتجاجا علي رفع أسعار الوقود، والضرائب، السبت الماضي، وشهدت باريس أعمال تخريب وسلب ونهب، ومواجهات عنيفة مع قوات الأمن، أسفرت عن سقوط مئات المصابين والمعتقلين.
وتصاعدت المواجهات بين الأمن الفرنسي والمتظاهرين، واستخدمت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لمحاولة تفريق صفوف المحتجين، الذين يهتفون بطلب استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.
ولم تقتصر المظاهرات في العاصمة باريس، فقط بل شملت جميع أنحاء البلاد، ومنها مدينة مرسيليا التي شهدت حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تقوم بمحاولة تفريقهم عن طريق استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع.
سلب ونهب المتاجر والمحالات وإغلاق "قوس النصر"
وفي سياق متصل، أغلقت الشرطة الفرنسية أعلى شارع الشانزليزيه بشكل تام، كما انتشرت عمليات السلب والنهب للمتاجر والمحالات، مما أسفر عن إغلاقها وتضرر المئات من أصحاب الأعمال، كما ازدادت أعمال العنف وحرق الممتلكات العامة والخاصة.
صحيفة "لوبوان": ما يحدث في فرنسا نذر ثورة
وتحول احتجاج فرنسي على ارتفاع الضرائب وتكاليف المعيشة إلى شغب، السبت، في العاصمة باريس، وسط اصطدام بين الشرطة ومحتجي السترات الصفراء، في مواجهات اعتبرتها صحيفة "لوبوان" بمثابة نذر ثورة بالنظر إلى المستوى غير المسبوق للعنف والاحتقان.