وتقول هذه الدوائر أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وضعا خطة للتطليع العلني مع اسرائيل، تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية، وحتى تجد الرياض وأبو ظبي ذريعة للتوجه المباشر والعلني الى الحضن الاسرائيلي، في اشهار للعلاقات السرية الممتدة منذ سنوات طويلة مع الكيان الاسرائيلي علاقات وصلت حد التحالف وفي كل المجالات والميادين.
المراقبون في أكثر من دولة، لم تفاجئهم السياسة السعودية،وهذا التوجه السريع نحو اسرائيل، فقراءة متأنية لتاريخ المملكة الوهابية السعودية منذ تأسيسها، نجد أن عبدالعزيز آل سعود دعم بشدة اقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، ونسجت علاقات سرية منذ ذلك التاريخ بين السعودية واسرائيل، الى أن وصلت درجة الاشهار العلني، وتواصلت هذه العلاقات بقنوات متعددة، وسعى الكثير من الامراء لاقامة علاقات مع تل أبيب، وعقدت لقاءات سرية في عواصم عدة بين مسؤولين سعوديين واسرائيليين تطويرا لهذه العلاقات خاصة في المجال الاستخباري والأمني، فالأمير بندر بن سلطان الذي شغل سفيرا للمملكة الوهابية في أمريكا بنى علاقات متقدمة بين بلاده وتل أبيب وكان حلقة الوصل بين ملوك النظام الوهابي واسرائيل، وشارك الجانبان في تنفيذ العديد من الخطط والمؤامرات ضد شعب فلسطين والشعوب العربية، وحرض النظام السعودي ضد المقاومة وحزب الله وايران، وأقدم على تمويل العصابات الارهابية وشن حربا عدوانية على اليمن باسناد اسرائيلي أمريكي اماراتي.
وقبل سنوات، قام بندر بن سلطان بزيارة سرية لاسرائيل ابان الحرب على حزب الله في العام 2006، والتقى رئيس وزراء اسرائيل آنذاك ايهود اولمرت، في فندق بغربي القدس، ونقل استعداد بلاده تمويل هذه الحرب، ودعا الى مواصلتها ضد حزب الله، وفي العام 1995 أوفد سلمان بن عبدالعزيز الذي كان انذاك أميرا لمنطقة الرياض موفدا له الى اسرائيل والتقى اسحق رابين في تل أبيب.
اذا، السعودية تقوم منذ اقامتها بدور خياني قذر ضد الامة العربية وقضاياها، هذا الدور الذي دفع الرئيس الأمريكي الى القول بأنه لولا السعودية لكانت اسرائيل في ورطة، وهذا ما يفسر حجم الحماية الذي تقدمه واشنطن وتل أبيب لولي العهد السعودي، عندما انتقدته شعوب الأرض لعدوانه على اليمن وسوريا وقتله الكاتب السعودي جمال خاشقجي.
ويستمر محمد بن سلمان في تنفيذ الخدمات والمهام التسي القيت على عاتقه، وهو يستعد مع النظام الاماراتي، لمحاصرة الشعب الفلسطيني لتمرير صفقة العصر.. صفقة تصفية القضية الفلسطينية، ونظام وهابي كهذا ليس أمينا على المقدسات الاسلامية في أرض نجد والحجاز.