2024-11-27 06:38 م

لماذا تنفق قطر مبالغ طائلة في تجنيد مرتزقة بإفريقيا ؟

2018-11-23
يسعى النظام القطري في الدوحة إلى استغلال الصراع المتأجج داخل القارة الإفريقية، وانتشار الفقر والجهل داخل بعض البلدان الفقيرة، من أجل تجنيد مرتزقة وعسكرتهم في الجيش لاستخدامهم كمليشيا في عمليات إرهابية داخل المنطقة العربية، لسيما ضد دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وذلك وفق ما كشفه جنود صوماليون مؤخراً.

ورأى خبراء، أن النظام القطري يركز على كينيا والصومال تحديداً في استقطاب المرتزقة الأفارقة، ودفع أموال باهظة حسبما كشفت صحيفة “عكاظ” عن رصد الدوحة لمبلغ 75 مليون ريـال قطري للمنشق السعودي سعد الفقيه (المدرج على قوائم الإرهاب العالمي) لتجهيز مرتزقة أفارقة من دولتي الصومال وكينيا بواسطة الإرهابي الصومالي محمد سعيد أتم، المدرج أيضا على قائمة الإرهاب الأخيرة التي أعلنها الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب، بغرض القيام بعمليات تطال أمن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي تصريح خاص لـ”المشهد العربي”، قال الخبير في الشأن الإفريقي هاني رسلان، إن لجوء نظام الحمدين العاجز لاستقطاب مرتزقة من القارة السمراء، له عدة أسباب، أهمها هو تفشي الفقر وتراجع الوعي نتيجة الجهل المستشري لسيما في الدول الفقيرة مثل الصومال وكينيا والجنوب الإفريقي، وانتشار الصراعات والفقر والجهل نتيجة لما واجهته من استعمار وكوارث على مر التاريخ، ما جعل من القارة الإفريقية أرضاً خصبة لأصحاب النوايا السيئة وجعلت أبناءها عرضة للاستغلال واستخدامهم كمرتزقة من قبل دول مختلفة مثل قطر.

وأكد “رسلان” أن تنظيم الحمدين لجأ إلى استقطاب عناصر من أفريقيا لحسم الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وزعزعة استقرار الدول العربية، مؤكداً أن الأفارقة يسعون إلى وضع أفضل، بجانب رغبتهم في عقد تحالفات إقليمية لحسم صراعات قبلية داخلية.

وقال الخبير الأمني الصومالي أوجلي عبد الرحمن طاهر جيلي، في تصريح خاص لـ”المشهد العربي”، إن الدوحة تريد أن يخوض الصومال حرباً بالوكالة ضد المصالح الخليجية والعربية، وإشاعة الفوضى في منطقة القرن الأفريقي، مؤكداً أن قطر سعت بكل قوة لإيصال عملائها المنتمين للتنظيمات الإخوانية إلى مراكز قيادية في الحكومة الصومالية، لافتاً إلى أنها عمدت إلى تدريبهم واستخدامهم لاختراق الأجهزة الأمنية الوليدة، مؤكداً أن الدوحة تواصل دعم التنظيمات الإرهابية المتشددة مثل حركة الشباب الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الذي ينشط في جنوب الصومال.

وأضاف أوجلي، إن قطر تستغل مؤسسات الدولة الصومالية كذراع لتسهيل تلك العمليات، مستخدمة سلاح المال لشراء ذمم المسؤولين الصوماليين وتوجيههم من قِبل عملائها مثل الياسين للقيام بعمليات غسل الأموال، مشدداً على أن تورط المسؤولين الصوماليين في دعم التوجهات القطرية الإخوانية سيؤدي إلى تأزيم علاقات البلاد الخارجية وخصوصاً مع جيرانها.

وحذر من أن الدوحة تقوم حالياً بإفساد متعمّد للمسؤولين الصوماليين لاستخدامهم كعملاء؛ لإحكام قبضتها على البلاد من أجل الهيمنة على الموانئ وتسهيل تقديم الدعم والتمويل للحركات المرتبطة بالقاعدة وداعش في اليمن والصومال، ملفتاً أنه تحت ستار الدعم الخيري والإنساني للصومال يجري توريط البلاد في حرب بالوكالة لصالح قطر وإيران وحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكشف جنود صوماليون، أن نظام الحمدين القطري يستغل آلاف من الشباب الصومالي الفقراء لتجنيدهم في الجيش القطري، بمعاونة نظام فرماجو، مؤكدين عبر رسالة وجّهوها لشباب بلادهم عبر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، أن عمليات التجنيد للجيش القطري، والتي تتم عبر وسطاء من حكومة فرماجو، تنطوي على احتيال ومتاجرة بأرواح الشباب.

وأضافوا أن النظام القطري يستغل الشباب الفقراء عبر خداعهم بأنهم سيتقاضون 3 آلاف دولار راتبا شهريا، وبعد وصولهم للدوحة يجدون أن رواتبهم لاتتعدى الـ3 آلاف ريال قطري.

وأوضح الجنود في رسالة وجّهوها لشباب بلادهم عبر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، أن عمليات التجنيد للجيش القطري، والتي تتم عبر وسطاء من حكومة فرماجو، تنطوي على احتيال ومتاجرة بأرواح الشباب.

وأضافوا: «يقومون باستغلال الشباب الفقراء عبر خداعهم بأنهم سيتقاضون 3 آلاف دولار راتبا شهريا، وبعد وصولهم للدوحة يجدون أن رواتبهم لاتتعدى الـ3 آلاف ريال قطري».

وقال أحد الجنود الصوماليين، إن أكثر من 400 جندي صومالي أعلنوا تمردهم على الجيش القطري، رافضين العمل في صفوفه.

وأردف: «يطلبون من الشباب الصومالي أن يكون جزءا من الجيش لتنفيذ مغامرات النظام القطري، وهذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا».

وذكر الجندي الصومالي أن مئات الشباب يتعرضون لضغوط وتعذيب نفسي أثناء فترة التدريب في قطر والتي تتجاوز الـ8 أشهر.

وأشار إلى أن النظام القطري مسؤول عن العمليات الإرهابية التي زادت وتيرتها مؤخراً في الصومال، مشيراً إلى أن الدوحة تجند الشباب العاطلين عن العمل ليتحولوا لإرهابيين.

وزاد: «قطر وإيران سبب رئيسي لما تعيشه بلادنا من أزمات، فلماذا يطلبون منا أن نموت من أجل إرهابهم ومغامراتهم؟».

وحذر خبراء من مساعي قطر وإيران لتحويل الصومال إلى قاعدة جديدة لتصدير الإرهاب، وساحة خلفية لعمليات غسل أموال يُعاد ضخها لدعم الأنشطة التخريبية، مؤكدين أن الأموال القطرية خصصت لتمويل عمليات إرهابية خارج الصومال ودعم أنشطة القرصنة.

ويتعرض الجيش الصومالي لعملية تخريب متعمد على يد عملاء قطر، بحسب رأي الخبير الأمني والمختص بالشؤون العسكرية عبدالله حاجد سعيد، الذي يؤكد أن قطر تسعى لتحطيم أي جهود لإعادة بناء الجيش، وقال سعيد، إن قطر تتحرك عبر استراتيجيات متعددة؛ أبرزها دعم حركة الشباب لتقويض فرص بناء الجيش، كما تقوم بشراء وإفساد كبار الضباط، لافتاً إلى تحركات في البرلمان لإخراج قوات الاتحاد الأفريقي.