2024-11-27 08:37 م

عدوان مدروس وتداعيات خطيرة .. فشل اسرائيل في خطف قياديين من حماس

2018-11-12
القدس/المنـار/ في الوقت الذي وصل فيه الوسيط الالماني الى المنطقة، لاستئناف جهوده من أجل التوصل الى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس واسرائيل، وفي الوقت الذي تستمر فيه مصر اتصالاتها مع كل من تل أبيب والحركة لانجاز تهدئة بين الجانبين، مهدت لها الأموال القطرية. في هذا الوقت قامت اسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية في عمق القطاع بمنطقة قطاع غزة، استشهد حلال ستة من عناصر عز الدين القسام بينهم قياديان ميدانيان.
انه حدث خطير وتطور صعب، له تداعياته، وقد بدأت.. حدث وضع مصر وسيط التهدئة في دائرة الحرج، ووفدها الأمني غادر قطاع غزة قبل أيام قليلة من وقوعه، .. وحركة حماس هي أيضا في دائرة الحرج، هل سترد على العدوان بشكل يتناسب وحجمه، أم أن الوساطة المصرية قادرة على امتصاص اثاره وذيوله؟!
والعدوان الاسرائيلي الخطير، ربما كان يهدف الى اختطاف وأسر قياديين من كتائب القسام، لتعزيز موقعها التفاوضي حول صفقة تبادل الاسرى، لكن فشل الاحتلال في تحقيق هذا الهدف ستكون له تداعياته على الوضع الداخلي في اسرائيل، وصراعات الحكم فيها، وعلى المستوطنات في غلاف القطاع في حال قامت الحركة ومعها فصائل أخرى بالرد على هذا العدوان، مع الاشارة هنا، الى أن قيادات اسرائيلية غير راضية عن تفاهمات التهدئة وتحولها الى تهدئة تسبق هدنة قد تطول.. وهناك، من يرى بأن تحقيق تهدئة من شأنه دعم نتنياهو في صراعه السياسي، وامكانية تبكير الانتخابات.
وفي حال كانت اسرائيل تهدف من وراء عدوانها الى اختطاف قياديين عسكريين من حماس، فان هذا العدوان قد فشل تماما، وهذا الفشل سيمنح حركة حماس فرصة، لطرح تبريرات عدم الرد، اذا ما اتخذت قرارا بذلك، سامحة بذلك للقاهرة لمواصلة جهود الوساطة نحو تهدئة بين اسرائيل وحماس.
أما اذا كان رد المقاومة قويا، فان الامور قد تتطور الى ما من شأنه، فشل الوساطة المصرية، والعودة الى طرح احتمالات حدوث مواجهات واسعة بين المقاومة واسرائيل، مواجهات لا يمكن التكهن بتطوراتها ونتائجها، على كل الأصعدة، لطرفي المواجهة.