2024-11-26 10:26 م

القهوة الإثيوبية تغزو أسواق الصين

2018-11-10
غزت نكهة فنجان القهوة الإثيوبية المعدة يدويًا وبالطرق التقليدية الموروثة منذ مئات السنين أسواق الصين.

وتعد إثيوبيا، التي تعرف على نطاق واسع بأن أراضيها كانت مهد زراعة حبوب البن، من أكبر دول العالم المنتجة لها، كما أنها الأكبر أفريقيا، ويحظى مشروب القهوة في منطقة القرن الأفريقي بانتشار كبير، ويشيع استخدام العديد من الأساليب التراثية المبتكرة والمتوارثة عبر الأجيال لقرون طويلة. 

ولدت فكرة "حديقة القهوة"، وهي الماركة التي أطلقتها مؤسسة أليمو الإثيوبية لإنتاج البن في عام 2006 مستخدمة في ذلك وسائل متطورة وتراثية في آن واحد بدءًا من جلب حبوب البن الإثيوبي المميز، وتجهيزها، وتسويتها، وتعبئتها.

ويعمل في مقر شركة القهوة التابعة لها في أثيوبيا 20 عاملًا يتولون مهام تجهيز وإعداد خمسة أصناف من حبوب القهوة التي يتم تسويتها وتعبئتها وفق طلبات العملاء، وتشحن إلى أكثر من 20 دولة من بينها روسيا والسويد وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتقول التقارير الصادرة عن "مؤسسة أليمو" إن إعداد القهوة وفق رغبات الزبائن ساعدها على الحرص على جودة المنتج الذي تقدمه لعميلها النهائي، وقلل من الإشكالات التعبئة والبيئية المصاحبة لعمليات التصنيع في المصانع الكبرى، كما خلق نموذجًا مميزًا للأعمال يبرز قيم التصنيع المحلي والإعلاء من شأنه، وهو أمر حيوي بالنسبة لإثيوبيا التي تتخذ خطوات مهمة للحوكمة والإسراع في تقليص الفقر وزيادة النمو الاقتصادي من خلال خلق المزيد من فرص العمل.

ولم تكتف "مؤسسة أليمو" بما حققته من إنجازات بل سعت لإطلاق حلمها إلى خارج حدود إثيوبيا. 

ففي أغسطس الماضي، قررت "حديقة القهوة" افتتاح فرع لها في الصين ذلك السوق العاشق لمشروب الشاي، لكنه أخذ في التوجه بازدياد إلى مشروب القهوة الذي بدأ الانتشار بين الصينيين، وقد راهنت الكثير من الشركات العالمية ورواد الأعمال وسلاسل المقاهي العالمية والمشروبات الكبرى، على هذا التحول داخل الأسواق الصينية.

وقد أعلنت شركة "جافا هاوس"، أكبر سلسلة مقاه في شرق أفريقيا، في أغسطس الماضي أنها ستستغل تلك الزيادة في الطلب على أصناف معينة من القهوة المميزة لتزويد السوق الصيني بها.

ومن خلال صفقة أبرمتها شركة "حديقة القهوة" مع شركة "سوزو ريوتو" الصينية، أعلنت الشركة الإثيوبية أنها ستورد 12 طنا من القهوة المعدة بالطرق اليدوية التقليدية إلى الصين في العام الأول، كما أعدت سلسلة من الإعلانات الدعائية على الوسائط المتعددة من بينها وسائل التواصل الاجتماعي تشير فيها إلى أنها ستصل بمنتجاتها المعدة يدويًا إلى موقع تاوباو المخصص للشراء عبر الإنترنت.

غير أن الحلم الأكبر للشركة الإثيوبية بدا في خطتها الرامية إلى افتتاح أكثر من 100 فرع لها لبيع وإعداد القهوة والبن المعد يدويًا داخل الأسواق الصينية بحلول عام 2022.

وعبر نشر الطرق الإثيوبية التقليدية لإعداد البن وتجهيزه، تحلم مؤسسة أليمو بأن تصبح رائدة "الموجة الرابعة" التي تؤطر ثورة القهوة عالميا، فالموجة الأولى للقهوة تمثلت في الانتشار الواسع لاحتساء القهوة، والموجة الثانية في زيادة ثقافة شرب القهوة عبر سلاسل مقاهي "ستارباكس" العالمية، والموجة الثالثة ركزت على السبل المتطورة والتجهيزات لإعداد مشروب القهوة، أما الموجة الرابعة التي تهب حاليًا فتركز بصورة أقل على السبل التجارية، وبصورة أكبر على الاستدامة إضافة إلى تشجيع الحفاظ على الوسائل المحلية لاستزراع حبوب البن وإعداد أصناف منها يدويا وبطرق تقليدية تحظى باهتمام كبير في الكثير من الأسواق العالمية.