القدس/المنـار/ القول بأن إعادة فتح ملف المصالحة في الساحة الفلسطينية، بعد انجاز "ملف التهدئة الطارىء" وهو أمر مشكوك فيه، ويخفي وراءه الكثير من المكائد والكمائن، فما تريده حركة حماس هو كيان تتحكم به، معتقدة أن تحقيق التهدئة تفتح لها طريق الاعلان هن هذا الكيان، خاصة على ضوء جهود الوساطة بينها وبين اسرائيل تقوم بها أطراف متعددة برضى أمريكي، ووعود مغرية تطرح من هنا وهناك، وجميعها، احتياجات انسانية،وبالتالي، اذا ما تحققت التهدئة غير الشاملة بأثمان بخسة، فان الحركة تتجه نحو المصالحة، والاطراف المذكورة تنشغل بقوة في الوساطة بين حماس واسرائيل، لتقدم خدمة للادارة الأمريكية بتحقيق بندا من بنود صفقة القرن، وهو انفصال قطاع غزة وضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وشطب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير، وهذا تدركه الحركة جيدة وراضية عنه.
الذين يبذلون جهود الوساطة، ومعهم اسرائيل وأمريكا يدركون أن موافقة القيادة الشرعية الفلسطينية ضرورية لانجاح اتفاق التهدئة الذي سيتحول مستقبلا الى هدنة دائمة، وما دامت هذه القيادة ترفض تحركات الاطراف ذات العلاقة، فان التهدئة لن تمر.
ولهذا السبب توجه الدعوات الرسمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء هذا الزعيم أو ذاك، في هذه العاصمة أو تلك، وتنقل الرسائل اليه من هنا وهناك.
الوسطاء يقولون للرئيس الفلسطيني، أن ملف المصالحة سيفتح مباشرة بعد تحقيق التهدئة، هذا تبرير استدراجي، لا يعول عليه، وبالتالي، مطلوب من القيادة الفلسطينية الحذر من كمائن المتحركين وأهدافها، وخطورة ما يخططون له باشراف امريكي اسرائيلي، والا لماذا تلاقت جهات تقف في محاور متنافرة ومتصارعة، بينها مقاطعة واتهامات.