قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس في طريقه الى الانفصال عن الضفة الغربية، ومحاولات لاجبار السلطة الفلسطينية على القبول بذلك، تحت ارتباط لفظي، مقابل الصمت على ما يجري ويدور في ساحة القطاع.
غزة ذاهبة الى تهدئة وشيكة مع اسرائيل والاثمان، تحسين الاوضاع المعيشية، كهرباء، وميناء ومطار خارج حدود القطاع، ورواتب لموظفين في مؤسسات تديرها حركة حماس.
الولايات المتحدة، تبارك هذه التحركات، التي أخرجت ملف المصالحة عن طاولة البحث والتفاوض، وحماس وجدت في ذلك فرضتها، فهي تفضل التهدئة على المصالحة، وفي ذات الوقت تتهم السلطة الفلسطينية، بأنها تضع العراقيل والتهدئة المجزأة تعني ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، واغلاق كل الأبواب أمام تعزيز جدي للوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية.
التهدئة قريبة، هكذا تجمع كل الجهات المتحركة في هذا الموضوع، والتهدئة من الطبيعي أن تتحول الى هدنة مؤقتة قد تطول كثيرا لتصبح هدنة دائمة.
دوائر سياسية، على ضوء ما يدور من اتصالات ولقاءات من جانب قوى محسوبة على أمريكا وذات علاقات جيدة مع اسرائيل، ترى أن حركة حماس بصدد الاعلان عن كيان سيادي ومالي واداري مستقل في قطاع غزة، تشجعه وترعاه دول معروفة بمباركة أمريكية واسرائيلية تقف في خنادق مواجهة مختلفة لكنها تلتقي جميعها على ضرورة تمرير صفقة القرن، فالتهدئة في غزة، خطوة تضاف الى خطوات واشنطن وقراراتها، لشطب حق العودة، والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ومحاصرة القيادة الشرعية الفلسطينية، بمعنى أن ما يشهده قطاع غزة هو خطوة جديدة على طريق تصفية القضية الفلسطينية، وأما السلطة الفلسطينية فهي غير قادرة لمنع ذلك، وربما تحاصر وتتعرض للاقصاء.