2024-11-26 10:33 ص

مؤشرات على “حرب باردة جديدة” يعيشها العالم

2018-10-12
قال الخبيرالفرنسي ريمي كوفر إنّ تعدد قضايا التجسس التي كشفت خلال الأشهر الأخيرة تؤشر إلى أجواء “حرب باردة جديدة“، مضيفًا أنّ هناك توترات خاصة بين واشنطن، وبكين، وموسكو، تترجم حتمًا في مجال الاستخبارات.

وأوضح، خلال حوار مع وكالة فرانس برس، أن “هناك استعراض عضلات وقدرات” من قبل تلك الأطراف.

وتابع:”هناك مواقع ظهرت في الولايات المتحدة تندد بالاسم بناشطين صينيين عبر الإنترنت، والأمر موثق بشكل جيد جدًا، وهو أشبه برد موازٍ من الأمريكيين مفاده أنتم تهاجموننا، لكننا نعرف تمامًا من يهاجمنا”.


وقال إنّ “الرئيس دونالد ترامب، يرى أن سلفه باراك أوباما، كان متصالحًا جدًا مع الصينيين، ويريد أن يظهر أنه أكثر تصلبًا”.

الصين وفرض الذات

وفيما يتعلق بأسباب تصاعد هذا التوتر، أكد الخبير الفرنسي أنّه “بالنسبة إلى الصين الأمر يعود إلى رغبة جديدة بفرض الذات، وتبدو الأجهزة الصينية هجومية جدًا على مقاس الصين التي تريد أن تصبح قوة عظمى في القرن الحادي والعشرين”.

وأضاف:”هي بالتالي تطور أنشطتها الاستخباراتية، وكانت الصين في وقت ما تتفادى المواجهة وأجهزتها تلزم التكتم، ولا تركز كثيرًا على إظهار نجاحاتها، أما الآن فإن (الرئيس الصيني) شي جينبينغ، يعتبر أن بإمكانه أن يظهر بشكل صريح إرادة القوة الصينية، ويترجم ذلك بميل أكبر للمشاكسة والشراسة”.


قوة الروس راكدة

وأشار كوفر إلى أنّ “الروس قوتهم راكدة، لكن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يريد أن تقوم بلاده بدور على الساحة الدولية يفوق أهميتها الاقتصادية، وأنه يريد إعادة بناء قوة روسية”.

وقال ردًا على سؤال: هل تعني هذه “الحرب الباردة الجديدة” أن الأجهزة الغربية تعود بعد تركيزها على مكافحة الإرهاب، إلى التركيز على “أفضل أعدائها”؟، إنّه “بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 تمكن الإرهاب من لفت انتباه السلطات العامة إليه ما يشكل بالنسبة لأنصاره شكلًا من النصر”.

ضرورة المتابعة

وأضاف:”لكن البلد الذي يرغب في الاحتفاظ بقوة على الحلبة الدولية وهو حال فرنسا بحسب الإرادة المعلنة من الرئيس إيمانويل ماكرون، عليه أن ينظر الى مجمل العالم ومعرفة ما يجري”.

وتابع:”إذا طلبنا من الاستخبارات الخارجية الفرنسية أن تكتفي بمكافحة الإرهاب فإنها لن تكون قادرة على تولّي مهمتها الأساسية التي تتمثل في إبلاغ الرئيس والحكومة بما يجري في العالم وما ينبغي القيام به”.

وأوضح ريمي كوفر أنّه “لا يمكن لبلد مثل فرنسا أن تكون له استخبارات فقط لمكافحة الإرهاب، بل يحتاج إلى التمكن من المعلومات، ويتعيّن انتداب ناطقين بالعربية من جهة، وأيضًا ناطقين بالروسية والصينية، وتدريبهم على الاستخبارات من جهة أخرى، وهذا أمر لا يتم في بضعة أسابيع”.

وقال:”الاستخبارات الخارجية الفرنسية أكثر ذكاء من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لكن الأمر سيتطلب بالضرورة وقتًا، ويتعيّن تدريب كوادر جديدة، وهناك عمل كبير في مجال إعادة التوجيه”.