2024-11-26 02:40 م

منافسة روسية إيرانية للتأثير على أفغانستان

2018-10-06
تستمر روسيا في التنافس مع إيران للتأثير على أفغانستان، حيث تبذل موسكو جهوداً للمصالحة الدولية، بينما تلعب طهران على جانبي الصراع الأفغاني رغبة في إطالة الأزمة.
وصرح قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فولت، لصحيفة "فويس أوف أمريكا" بأن موسكو تتهيأ لتعلب دور "المنقذ" في الصراع المستمر منذ عقود، وقال "أعتقد أن روسيا تسعى للقيام باستراتيجية للتنافس مع أمريكا، من خلال محاولة ممارسة نفوذها أينما كان، سواء في أفغانستان أو سوريا أو أي مكان آخر".

وأضاف أن "الروس مستمرون في استخدام المعلومات الخاطئة لخلق السرد الذي يريدون، إنهم يستمرون في إدامة فكرة أن الولايات المتحدة مسؤولة عن دعم ونشر داعش، ليس فقط في أفغانستان، ولكن في العراق وسوريا كذلك".

الدور المفسد لروسيا
وفي نفس السياق، قال الأستاذ المساعد بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، مات دريينغ إن "تورط موسكو في أفغانستان لا يعد مفاجأة"، وأضاف أن "لديهم كل الحافز للعب المخرب في أفغانستان، أتوقع أن يستمروا في القيام بذلك على جبهات متعددة سواء أكانوا يشاركون في طالبان أو يدعمون أحزاب المعارضة الحكومية".

وأوضح أنه من المؤسف أن تقبل الشخصيات السياسية في أفغانستان الدعم الروسي، لأن هذا يخلق المزيد من الانقسامات في السياسة ويضعف شرعية حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية.

وكما قال أستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بكاليفورنيا، ومؤلف كتاب قصص الطالبان، توماس جونسون إنه "بينما تحاول روسيا فرض نفوذها في أفغانستان، فإن دورها مبالغ فيه إلى حد ما".

وأضاف "أعتقد أن الفكرة القائلة بأن المسؤولين الروس يلعبون دوراً في حركة طالبان مبالغ فيها"، مشيراً إلى أن الأفغان بمن فيهم طالبان، لديهم ذكرى حية للتدخل الروسي في أواخر السبعينيات وأنهم يكرهون الروس.

وذكر جونسون، الذي قضى بعض الوقت في أفغانستان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد في النهاية أن يرى الولايات المتحدة تفشل في البلد الذي مزقته الحرب، قائلاً "أعتقد أن بوتين لديه وجهة نظر عالمية، فهو يحاول ضمان ألا تحقق الولايات المتحدة أياً من أهدافها في أفغانستان".

ومن جهة أخرى، قال سفير أفغانستان السابق في واشنطن عمر صمد إن "الجبهات والتحالفات الإقليمية الجديدة قد تبلورت في السنوات الأخيرة، مما قوّض الإجماع الإقليمي والدولي الذي كان موجوداً في الماضي حول هدف مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن "قضية أفغانستان منذ سنتين إلى 3 سنوات كانت قضية سوداء وبيضاء نسبياً، حيث كان المجتمع الدولي بما في ذلك دول مثل روسيا وإيران، تدعم الحكومة الأفغانية وتقف متحدة ضد الإرهاب".

اتصالات روسية مع طالبان
ولا تنكر موسكو اتصالاتها مع حركة طالبان الأفغانية، إذ أكد مسؤولون روس أن البلاد على اتصال بالمتمردين لتشجيعهم على المشاركة في محادثات السلام.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أغسطس(آب) الماضي"نحافظ على هذه الاتصالات في المقام الأول من أجل أمن الرعايا الروس في أفغانستان والوكالات الروسية هناك وأيضاً لإقناع طالبان بالتخلي عن الصراع المسلح والانضمام إلى الحوار الوطني مع الحكومة".

وفي وقت سابق من هذا العام، خططت روسيا لعقد مؤتمر إقليمي في سبتمبر(أيلول) الماضي ودعت ممثلين من 11 دولة إقليمية، بما في ذلك الصين وباكستان وإيران.

وعبر المسؤولون الأفغان عن قلقهم إزاء المؤتمر، خوفاً من أن يقوض هذا الموقف الذي طالما امتلكته البلاد في قيادة وامتلاك محادثات السلام مع طالبان، وأدت مكالمة هاتفية بين لافروف والرئيس الأفغاني أشرف غني إلى تأجيل الجانبين للاجتماع.

دور إيران في أفغانستان
وروسيا ليست الدولة الوحيدة التي تسعى إلى التأثير في أفغانستان، فشركة (Votel) التابعة للقيادة المركزية الأمريكية، قالت إن "الإيرانيين قاموا بتغطية رهاناتهم في أفغانستان، من خلال محاولة إقامة علاقات مع كل من الحكومة الأفغانية وطالبان".

وقال مسؤول من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي مجموعة بحثية في واشنطن، أنتوني كوردسمان إن "العلاقة بين طالبان وإيران كانت أكثر من خطة طوارئ"، وأضاف "إنهم يخلقون علاقات يأملون منها أن تجعل طالبان آمنة إذا تسلمت السلطة من الحكومة الأفغانية، وهناك مصدر آخر للتكهنات هو أن إيران تدعم طالبان كمواجهة للدور المتنامي لداعش داخل أفغانستان".