حميدي العبدالله
طبقاً لعدد كبير من المحللين والمتابعين فإنّ الصواريخ التي أطلقها الحرس الثوري ضدّ مواقع للتكفيريين في منطقة شرق الفرات، لا تمثل فقط رداً حازماً وهجومياً على الاعتداءات الإرهابية وعدم الاكتفاء فقط باليقظة ومطاردة الخلايا النائمة داخل إيران، بل ملاحقة الإرهابيين إلى ملاذاتهم الآمنة، وهذه العملية الثانية للحرس الثوري التي تمثل رداً هجومياً على نشاطات الإرهابيين التي تستهدف إيران، إذ تمثلت العملية الأولى بتوجيه ضربة صاروخية لمواقع مسلحين أكراد كانوا قد هاجموا مواقع للقوات الحكومية داخل إيران من شمال العراق.
ويبدو أنّ منفذي هجوم الأهواز، ومشغليهم انطلقوا من منطقة شرق الفرات عبر الأراضي العراقية وشنّوا هجومهم على العرض العسكري في مدينة الأهواز وتسبّبوا باستشهاد وجرح عشرات المدنيين والعسكريين.
الرسالة الأهمّ في هذه الضربة الصاروخية شرق الفرات موجّهة بالدرجة الأولى للولايات المتحدة التي تتحمّل المسؤولية الأولى عن كلّ اعتداء يقع في إيران، بغضّ النظر عن الجهة التي نفذت هذا الاعتداء. فالمنطقة التي استهدفتها صواريخ الحرس الثوري في شرقي الفرات تقع بشكل أو بآخر تحت سيطرة القوات الأميركية أو بالقرب منها وهي التي وفرت ملاذات آمنة للإرهابيين والتكفيريين لشنّ هجمات داخل إيران مستفيدة من سيطرتها على مناطق واسعة من الحدود والأراضي العراقية، مفاد رسالة صواريخ الحرس الثوري على منطقة شرق الفرات موجّهة للقوات الأميركية، تريد هذه الرسالة إفهام المسؤولين الأميركيين أنّ قواتهم، ليس في الخليج والعراق ومياه البحر الأحمر ومضيق هرمز، تحت رحمة الصواريخ الإيرانية، بل وأيضاً في سورية حيث تنتشر القوات الأميركية.
بعبارة أخرى إذا اعتدت الولايات المتحدة أو قواتها الموجودة في سورية على القوات الإيرانية التي تدعم الجيش السوري في حربه على الإرهاب، فإنّ إيران قادرة على الردّ بقوة وحزم وتعريض القوات الأميركية للخطر في سورية، إضافة إلى مواقعها الأخرى في المنطقة.
رسالة أخرى تحملها صواريخ الحرس الثوري موجهة إلى حكومة العدو الصهيوني مفادها: إذا تماديتم باعتداءاتكم على القوات الإيرانية في سورية، وسقط شهداء وجرحى من هذه القوات، فإنّ إيران عبر صواريخها البالستية، وليس فقط حلفاؤها في منظومة المقاومة قادرة على الردّ والاقتصاص.
بكلّ تأكيد رسالة صواريخ الحرس الثوري هذه المرة، كما رسالتها في شمال العراق قبل أسابيع، تؤكد لكلّ من يراهن على الولايات المتحدة في حمايته أنّ رهانه خاسر وسيدفع الثمن غالياً إذا استمرّ في حساباته الخاطئة.