2024-11-27 07:43 ص

مجرد اقتراح لماذا لا تقوم منظمة التحرير بعزل حماس سياسيا؟!

2018-10-03
القدس/المنــار/ كتب رئيس التحرير/ مخطىء من يعتقد أن "ملف المصالحة" الذي تنقل بين العديد من العواصم فيه طرفا.. انه ملف خروج حركة حماس على ارادة شعب، واقدامها على انقلاب خطفت من خلاله قطاع غزة.. ومضت في كل الاتجاهات لتمرير أجندة ومشاريع من صنع جهات خارجية، لا تأخذ في الحسبان مصلحة الشعب الفلسطيني، وزجت بنفسها في "دائرة الانتظار"، وراهنت على وعود لم تتحقق، منها ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وممثل الشعب الفلسطيني الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وعادت حركة حماس دولا وشعوبا لصالح المخطط الارهابي التدميري المسمى بـ (الربيع العربي).
هذا الملف ما يزال يراوح مكانه، مضت سنوات طويلة، وحماس متمسكة بانقلابها الأسود، بمعنى أوضح وأدق، لا تريد ساحة فلسطينية موحدة قوية، وفتحت الباب واسعا أمام عبث، تخريبا وتعميق شرخ، وبموقفها هذا أخذت تقترب كثيرا من أعداء الشعب وخصومه، والدلائل على ذلك كثيرة.
الوقائع على الأرض، خطوات ومواقف تؤكد أن حركة حماس، أسيرة المراوغة، وجهود الأطراف الساعية بصفاء نية، أو سوئها، تذهب أدراج الرياح، والملف المطروح على حاله، والحركة التي نفذت الانقلاب متخندقة في الخندق المعادية لمنظمة التحرير ومشروعها الوطني، موقف تراهن عليه القوى المعادية لتمرير المشروع الأمريكي سيء الصيت المسمى بصفقة العصر.
ولو كانت نوايا حركة حماس سليمة وصادقة لما التقت عشية القاء الرئيس محمود عباس كلمة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجنياً وتشويشاً وتعميقاً للمأساة التي تعيشها الساحة الفلسطينية بفعل الانقلاب الاسود.
المطلوب من حركة حماس العودة عن انقلابها، والتوقف عن التحكم في قطاع غزة، وبهذه الخطوة فقط، يصلح الحال وتنتهي المأساة، ونجزم هنا، انها لن تقدم على هذه الخطوة، ونجزم أيضا أن كل الأطراف التي احتضنت "ملف المصالحة .. تجاوزا" يهمها في الدرجة الاولى مصالحها، وبالتالي، "خلو الشهوة" غير متوفر لديهم.
أمام هذا الموقف، ودرءاً لأخطار رهيبة قد تعصف بالساحة الفلسطينية، وتصديا لأية اصطفافات مشبوهة، نطرح اقتراحا على القيادة الفلسطينية الشرعية، على منظمة التحرير الفلسطينية التي تواجه الاقصاء، وتتعرض لمؤامرات الشطب والتصفية، أن تتجه وفورا الى عزل حركة حماس سياسيا، بكل الطرق والوسائل، وأن تتوجه الى الأهل في قطاع غزة، بكل وضوح وصراحة وتفسيرا لما قد تتخذه من خطوات بأنها لا تستهدفهم، فأهل القطاع ليسوا حماس، وبالتالي، أية خطوات يفترض أن لا تمس بحقوقهم، وواجبات القيادة الشرعية.
مجرد اقتراح في مرحلة مفصلية، يمكن طرح تفاصيله، وقطع الطريق على حركة حماس التي تتخذ من أهل القطاع رهائن.. فعزلها سياسيا، هو الرد على ما أقدمت عليه الحركة منذ الانقلاب الذي نفذته، متمردة على الشعب وممثله  الوحيد منظمة التحرير، وما نخشاه، هو أن تشكل مواقف وسياسات وارتباطات حركة حماس، البوابة لتمرير المشاريع والصفقات المشبوهة، كالتهدئة والهدنة طويلة الأمد وغيرهما.