2024-11-26 11:39 ص

مصر وتركيا وقطر.. نجاح في التهدئة وفشل في المصالحة!!

2018-09-19
القدس/المنـار/ تشابكت الخيوط وتعددت الجهات التي شاركت في المحادثات الخاصة لتحقيق هدنة بين اسرائيل وحركة حماس، ويتضح من خلال مجريات هذا الحدث، ان امريكا هي الموجه، ويتضح من خلال مجريات هذا الحدث، أن أمريكا هي الموجه، وتقف وراء هذه الجهات، وفي مقدمتها مشيخة قطر وتركيا ومصر،  والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، وبقوة:
كيف تلاقت القاهرة مع كل من أنقرة والدوحة وجماعة الاخوان، على الهدف نفسه، وهو انجاز تهدئة بين تل أبيب وحماس؟! فمصر مع دول أخرى في المنطقة كالسعودية والامارات، في حالة عداء مع المحور التركي القطري الاخواني.
المحوران، المصري الاماراتي السعودي، والمحور القطري التركي الاخواني التقيا على هدف واحد، وكلاهما تجاوزا في جهودهما القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، والثوابت الفلسطينية، لانجاز تهدئة تعمق الانفصال والانقسام، وتهديد المشروع الوطني الفلسطيني، ولا نعتقد أنهما أي المحورين لا يدركان هذه النتيجة، ولا نعتقد أنه غاب عن أذهان الوسطاء، وبأن التهدئة قد تتحول مستقبلا الى هدنة دائمة، ولم يلتفتا الى أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، وهي المخولة بالتوقيع على اي اتفاق، وبالشروط والبنود التي لا تتعارض مع الموقف الفلسطيني والثوابت الفلسطينية، وعقد تهدئة غير شاملة تقتصر على قطاع غزة فقط، يعني الانفصال التام بين غزة والضفة الغربية، أي أن مثل هذا الاتفاق اذا ما عقد يكون تهديدا للمشروع الوطني الفلسطيني، واسنادا لمشروع صفقة العصر التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.
من هنا، جاء رفض القيادة الفلسطينية لما يسمى بالتهدئة في غزة، ووقفت بصلابة أمامها، مما اضطر الوسطاء الى التوقف عن تحقيق أي انجاز في هذا الميدان، ودفع القيادة المصرية الى ايفاد وفد رفيع المستوى الى رام الله لبحث هذه المسألة ونجزم أن القاهرة أدركت خطورة ما تتحرك من أجله، وتم تجميد تحركات الوسطاء بين تل أبيب وحركة حماس، وردت حماس واسرائيل على هذا الموقف الثابت، الذي قطع الطريق على تمرير التهدئة الى شن حملات عنيفة ضد القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.
لقد نشطت تركيا وشيخة قطر ومصر من أجل انجاز تهدئة بين اسرائيل وحركة حماس، وكادت جهودها أن تؤتي ثمارها بتهدئة قد تمتد لتصبح هدنة دائمة، وهنا تكمن الخطورة.. في حين أن هذه الدول احتضنت مرارا لف المصالحة، دون أن تحقق شيئا، وبقي الانقسام على حاله الى وقتنا هذا، ون حق الفلسطينيين أن يتساءلوا ما هي العوامل التي تقف وراء ذلك، هل هي مكيدة، أم جهالة وعدم فهم، أو أنه انزلاق دون دراية؟!
هذه الدول الثلاث وبشكل خاص مصر، لم تعلن أي منها حتى الان، ما هي الطرف الذي يعرقل جهود تحقيق المصالحة، وأي منها لم تتطرق الى ضرورة انجاز المصالحة قبل البحث في مسألة التهدئة، ويبقى السؤال الذي طرحناه قائما: هذه الدول تركيا وقطر ومصر، التقت لانجاز تهدئة بين حماس واسرائيل، رغم تداعياتها الخطيرة، فلماذا لم تنجح في مساعيها لانهاء الانقسام، وهي التي حط فيها ملف المصالحة مرارا.
ترى هل أدركت الدول ذاتها أن المصالحة، هي الاساس، وهناك ضرورة لانجازها، قبل أية "اتفاقيات" مع اسرائيل واذا ما ايقنت مصر ذلك، فهي ستحقق نجاحا في هذا الملف وهي التي تستقبل هذه الايام وفودا من الفصائل الفلسطينية،ـ بينها فتح والشعبية، وعلى موعد مع وفد من حماس بعد أسبوع!!
وماذا عن دور الامارات، ن وراء الكواليس في الملفين المطروحين