هل من الممكن حدوث تغيرات دراماتيكية، تغير شكل العالم خلال العام المقبل 2019؟، حيث يسمع العالم نواقيس الخطر تدق في أنحاء أوروبا العجوز ولكن الجميع يصم آذانه، أو أنه كما بدأ سيناريو الربيع العربي في تونس كبروفة وانتشر بعد ذلك كالسرطان في الوطن العربي لكي يفتت الدول، ولا يزال الجسد مريضًا حتى الآن، هل سيبدأ سيناريو مماثل في القارة العاقر عن الإنجاب كي يفتت ذلك الاتحاد، نواقيس الخطر تدق حول ما يطرح من تساؤلات مهمة، وهل من الممكن أن تكون بلجيكا بروفة ذلك الربيع؟.. وهل أن تلك القارة التي اتحدت في القرن العشرين ستتفتت في القرن الحادي والعشرين؟، ولنا في إسبانيا وبلجيكا ودول أخرى أمثلة.. وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في التقرير التالي، حيث نبدأ ببلجيكا، خصوصًا أن عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل هي أضعف حلقة فيه والمرشحة للتقسيم والاختفاء من الخريطة نهائيًا، وفقًا للمخطط الصهيوني المرسوم لها بدقة.
الحرب القادمة
في عام 2019 من المنتظر أن تقع حروب واشتباكات بين القوميات المتصارعة في بلجيكا قد تؤدي في النهاية إلى اختفائها من الخريطة وتقسيمها لكي توزع على 3 دول هي بالترتيب هولندا وفرنسا وألمانيا، وتنطلق الشرارة من الانتخابات البرلمانية المقرر إقامتها العام المقبل، والتي يتوقع أن تشهد تصدر الفلامنيين الشماليين نتيجتها وتشكيلهم الحكومة منفردين دون الفرانكوفونيين الجنوبيين، الذين يتوقع ألا يصمتوا على استمرار عقود أخرى من الظلم الاجتماعي والمادي لهم، خصوصًا أن آخر انتخابات عام 2010، ظلت البلاد بدون حكومة 541 يومًا بسبب الخلاف على تشكيلها بين القوميتين سالفتي الذكر حتى تدخل الملك ألبرت ودخل مفاوضات ماراثونية أسفرت عن تشكيل الحكومة الحالية.
تقسيمة القوميات
يتكون المجتمع البلجيكي المفكك "11.35 مليون نسمة" من 3 أقاليم أساسية، أقواها الإقليم الشمالي أو الفلاندرز "الفلامانيين"، ويرتبط أهله بهولندا من حيث اللغة والثقافة والتاريخ، ويتمسكون بالحضارة في مواجهة الجنسية، ويشكلون 60% من الشعب البلجيكي، رغم أن مساحته 30% فقط من إجمالي مساحة بلجيكا البالغة 30528 كلم مربع، كما ينفرد "الفلاندرز" بأماكن الثروات وأماكن صناعة الأدوية والصلب والمنسوجات وتكرير الكيماويات، ورغم المكون الصناعي الثقيل تستأثر الخدمات 74.9