2024-11-26 10:36 م

هل تفتح حماس الأبواب لتمرير صفقة القرن؟!

2018-09-07
القدس/المنـار/ في قطاع غزة عبث مريب، وتدخلات خطيرة واختراقات تثير القلق، ونشاط مدمر لوكلاء ومقاولي الانظمة، هذا هو الحال في القطاع.. تحت أعين وبصر قيادات حركة حماس، التي لا تريد أن تعتق نفسها من قيود جماعة الأخوان، التي تحولت الى أداة في أيدي أنظمة الردة.
أكثر من عقد من الزمن مضى على الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة، وأدارت ظهرها للشرعية، وأطبقت على مواطني القطاع تعليمات وأوامر وممارسات وملاخقة، غير آبهة بمعاناة أبناء غزة، وأحوالهم المعيشية المتردية...
ومنذ سيطرة الحركة على قطاع غزة، فتحت الابواب لأنظمة مرتدة للعبث.. وسمحت لوكلائها بالتحرك، ما دام الهدف هو ضرب الشرعية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وسقطت في براثن ومصالح تلك القوى، ولم تعد هي صاحبة القرار، وانما انقادت وراء خطط مريبة، تحت شعار التسهيلات ومصطلحات التهدئة والهدنة دون اعتراض او تقدير للنتائج المترتبة.. وباتت في دائرة الانصياع التام لما يفرض عليها من آراء ومواقف، خاصىة بعد ان ارتد عليها انتظارها لنتائج الربيع العربي، فضائح وانتقادات ومزيدا من الانزلاق وراء أنظمة ترفع أجندة مشبوهة.
حركة حماس، وقفت ضد الشعب السوري، عندما ايدت ودعمت عصابات الارهاب، وطعنت الشعب المصري عندما قبلت على نفسها الخروج من دائرة النضال الفلسطيني، الى اسناد جماعة الاخوان التي أوكلت اليها واشنطن مخطط تدمير الساحات العربية، وذات التأثير تحديدا.. حالة الانتظار هذه من جانب حماس اوقعتها في براثن أنظمة الردة التي انخرطت في مؤامرة الربيع العربي، وأصمت اذانها عن صرخات الالم المنطلقة من أفواه ابناء القطاع الحبيب، باحثة عن اسهل وأقصر الطرق لتمرير اجنداتها التي ذابت في أجندة القوى الغربية العابثة في ساحة غزة هاشم.
وحتى تغطي حماس على ما وصلت اليه من ارتداد وارتباط بقوى غربية ومعاداة للشرعية والمشروع الوطني واصلت بوتيرة متصاعدة ادعاءاتها غير الصحيحة ضد القيادة الشرعية، بحثا عن مسائل ومسارات واسنادات لمواصلة تحكمها بقطاع غزة، تحت اي مسمى كياني تباركه اسرائيل، الساعية هي ايضا لاسقاط الشرعية الفلسطينية.
وكان رد القيادة الفلسطينية ان فتحت ذراعيها للحركة لتحقيق مصالحة حقيقية، وانهاء الانقسام الذي تسببت به حماس، وقطع للايادي العابثة في قطاع غزة، لتعزيز الحاجز الفلسطيني في مواجهة خطط تصفية القضية الفلسطينية.
وكانت هناك حوارات في اكثر من عاصمة، لكن حماس واصلت عبثيتها ومراوغتها، ومن تحت لقاءات وحوارات المصالحة كانت الاتصالات مع اسرائيل للوصول الى هدنة طويلة الامد تبدأ بتهدئة ذرا للرماد في العيون، ووصولا الى كيان منفصل يضرب ويطعن في الصميم مسيرة شعب لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وذلك في تمرد واضح مكشوف على القيادة الشرعية وممثل الشعب الفلسطيني، الذي يعترف به العالم كله، منظمة التحرير الفلسطينية.
لقد أدارت حماس ظهرها للمصالحة، وعوضا عن ذلك انجرت "راضية" وراء قوى لكل منها مصالحها نحو تحقيق تهدئة مع اسرائيل يبقيها في دائرة التحكم برقاب ابناء قطاع غزة، وان كان ذلك على حساب ثواتب الشعب الفلسطيني.
وجاءت الادارة الامريكية الجديدة وما طرحته من مبادرات وصفقات وانتهجته من سياسات معادية للشعب الفلسطيني، لتفتح لها طريقا باتجاه حركة حماس عبر دول الارتباط بواشنطن، يكون المدخل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال كيان هزيل في غزة، سعت اليه جماعة الاخوان عبر حركة حماس ليكون امارة لها بعد ان فشلت كل محاولاتها في العديد من الساحات العربية، وبشكل خاص في سوريا ومصر، فكانت التحركات المكثفة من أجل تهدئة بين حماس واسرائيل، هي اللبنة الاولى لضرب الدعوات بقيام دولة فلسطينية في قطاع غزة، وبات المطلب الاولى والامنية الاولى لحركة حماس هو تخقيق وانجاز التهدئة، نحو هدنة تبقيها متحكمة في قطاع غزة رافضة أية دعوات حقيقية لمصالحة جادة تنهي حالة الانقسام الذي تسببت به حركة حماس، تهدئة مقابل لا شيء، وبأثمان هزيلة، وكأن القضية الفلسطينية فقط مجرد زيادة كمية ضخ الوقود واستخدام مطار وميناء خارج اراضي القطاع وتحت هيمنة الامن الاسرائيلي، وتلاقت مصالح حماس مع مصالح الدول المشاركة في التحركات غير المتوقفة الداعمة لصفقة القرن الامريكية وامضمت الشرعية الفلسطينية واقصاء قيادتها، وزادت من حدة تجنيها على هذه القيادة، وتخندقت نفس الخندف الذي تنطلق منه مراحل صفقة القرن، واسقاط قضايا الصراع الجوهرية. 
حركة حماس رفضت تحقيق المصالحة عن عمد، ودخلت عن طيب خاطر وبقدميها في دائرة التهدئة، متجاوز كل المحاذير والخطوط الحمراء ورفض لمصالح الشعب الفلسطيني، والحركة التي اختارت هذا الطريق، لا تعنيها المصالحة، وهذا ما يفسر المراوغة التي اعتمدتها في حوارات انهاء الانقسام؟
وأمام هذا الموقف الذي تشتد فيه الضغوط على القيادة الشرعية التي تقوم وتدفع بها قوى ودول معادية وانظمة مرتدة ومقاولون ماتت ضمائرهم، يفرض هذا السؤال نفسه: هل ستواصل حركة حماس عبثها، مغردة خارج السرب، مستمرة في عنادها، غير ملتزمة بالشرعية متمردة عليها، ومتجاوزة كل الضوابط، ورافضة كل المحاذير ومتخندقة في الخندق الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والمنفذ للسياسة الامريكية ودائم التحرك لتمرير صفقة القرن؟! ام انها ستعيد حسابات، وتقدير الامور والاخذ في الحسبان ، وتقدير الامور والاخذ في الحسبان مصالح الشعب الفلسيطيني؟!
في حال كان هناك اصرارا من الحركة على مواصلة سياساتها الضارة بمسيرة الشعب وقيادته وحقوقه وثوابته، فان القيادة الشرعية مطالبة بحسم الامور لما فيه مصلحة شعب بأكمله.