2024-11-24 12:36 م

الأم تريزا.. حكاية قديسة أبهرت العالم وحصلت على جائزة نوبل

2018-09-05
في يوم 5 من سبتمبر من عام 1997، توفيت واحدة من أعظم الشخصيات الإنسانية في القرن العشرين، الأم تريزا مُؤَسسة جماعة الإرساليات الخيرية لمساعدة الفقراء، والتي ولدت بمقدونيا في أوائل القرن العشرين وتحديدًا 26 أغسطس من عام 1910، ذات الأصول الألبانية.

جائزة نوبل

تلك الشخصية التي حازت على احترام دول عديدة في العالم نظرًا لتأثيرها الإنساني حيث حصلت على جوهرة الهند، أعلى وسام شرفي هناك، إلى جانب حصولها على القلادة الذهبية للاتحاد السوفيتي أثناء لجنة السلام السوفيتية. في عام 1979، حصلت الأم تيريزا على جائزة نوبل للسلام؛ اعترافًا بمجهوداتها في مساعدة الإنسانية المُعَذَّبة.

لكن من هي الأم تريزا وكيف نشأت وما هي الإنجازات التي حققتها كي تحصل على أهم جائزة في التاريخ؟..

حياتها


وُلِدَت الراهبة الكاثوليكية تيريزا بمدينة سكوبيه، عاصمة مقدونيا وفي اليوم التالي، تم تعميدها باسم أجنيس جونكسا بوجاكسيو، حيث كان والداها ذات أصول ألبانية، وكان والدها مقاول للبناء وتاجر للأدوية والسلع الأخرى، وهي من عائلة كاثوليكية مُتدينة، وكان والدها نيكولا مشارك فعَّال في الكنيسة والسياسة المحلية، ومن مؤيدي استقلال ألبانيا.

وفي عام 1919 وعندما كان عُمر أجنيس ثمانية أعوام فقط، مرض والدها فجأة ثم توفي وبعد وفاته تعلقت بوالدتها كثيرًا والتي كانت امرأة متدينة وعطوفة، وغرست في ابنتها الالتزام العميق تجاه الأعمال الخيرية.

وعلى الرغم من كونها غير غنية، إلا أن والدتها درانا بوجاكسيو وجهت دعوة مفتوحة لفقراء المدينة لتناول الطعام مع عائلتها، وكانت تنصح ابنتها، وتقول لها: "صغيرتي، لا تتناولي لقمة من الطعام أبدًا إلا إذا شاركتيها مع الآخرين". 

إنجازاتها


التحقت تريزا بمدرسة ابتدائية تابعة للدير القريب منها بمقدونيا، أثناء طفولتها، كانت تُغني مع فرقة القلب المقدس المحلية وكان يُطلَب منها الأداء الفردي في بعض الأحيان، وعندما كان عمرها 12 عامًا وأثناء رحلة الحج السنوية التي كان ينظمها المجمع إلى كنيسة العذراء السوداء بكوسوفو شعرت تريزا برغبتها في تكريس حياتها لخدمة الكنيسة.

وبعد ذلك بست سنوات، في عام 1928، قررت تريزا البالغة من العمر 18 عاما آنذاك أن تُصبح راهبة، وسافرت إلى إيرلندا للإنضمام إلى الأخوات لوريتو في معهد العذراء المباركة مريم في دبلن، وهناك حصلت على لقب الأخت ماري تيريزا.


كيف بدأت حياة الرهبنة؟ 

وبعد مرور عام، سافرت الأخت تيريزا إلى بلدة دارجيلنج بالهند؛ لتعلُّم الرهبنة. ثم أرسلت بعد ذلك إلى كلكتا، حيث تم إسناد إليها مهمة التدريس بمدرسة القديسة ماري الثانوية للفتيات، وهي مدرسة يديرها الأخوات لوريتو ومخصصة لتعليم الفتيات من أفقر الأسر البنغالية في المدينة، هناك تعلمت الأم تيريزا اللغة البنغالية والهندية بطلاقة، بينما كانت تدرس التاريخ والجغرافيا، وكرَّست نفسها لتهوين حدة الفقر على الفتيات من خلال التعليم.

وفي 24 مايو، 1937، اتخذت العهد الأخير للالتزام بحياة الفقر والعفة والطاعة، وكما هي العادة لراهبات لوريتو، فقد منحت لقب الأم بعد اتخاذها العهد الأخير، ومن ثم عرفت باسم الأم تيريزا، واصلت الأم تيريزا التدريس بمدرسة القديسة ماري، وفي عام 1944 أصبحت مديرة المدرسة.

وفي 10 سبتمبر، 1946، اتخذت قرار ترك التدريس وعزمت على العمل في أحياء قرية كلكتا الفقيرة؛ لمساعدة أشد الناس فقر ومرض هناك.

ولكن لم تستطع ترك منصبها في الدير بدون إذن رسمي؛ لأنها كانت اتخذت عهدًا بالطاعة. وبعد مرور قُرابة العام والنصف، حصلت أخيرًا على الموافقة في يناير 1948، وفي أغسطس من نفس العام، تركت دير لوريتو وبدأت التجوُّل في المدينة، مُرتديةً الساري ذو اللون الأزرق والأبيض، والذي استمرت في ارتدائه طوال حياتها. 

وبعد التدريب على أساسيات الطب لمدة ستة أشهر، بدأت رحلتها لأول مرة في أحياء كلكتا الفقيرة، ولم يكن لديها سوى هدف واحد وهو مساعدة المنبوذين، المكروهين، والذين لا يهتم بشأنهم أحد.

مساعدة الفقراء

بدأت الأم تريزا باتخاذ خطوات فعالة لمساعدة فقراء المدينة، فقد أنشأت مدرسة في الهواء الطَلْق، ومسكنا للفقراء المعدمين بإحدى المباني المهجورة، والتي كانت قد أقنعت إدارة المدينة بالتبرع به لصالح مشاريعها الخيرية، في أكتوبر 1950، كما أسست جمعية الإرساليات الخيرية بانضمام عدة عضوات، أغلبهن مدرسات أو طالبات سابقات في مدرسة القديسة ماري.

مع زيادة تدفق التبرعات من أنحاء الهند والعالم، وسعت الأم تيريزا من نطاق أهدافها الخيرية، وخلال حقبة الخمسينات والستينات، أسست مستعمرة للجذام، ودار للأيتام، دار حضانة، عيادة عائلية وسلسلة من العيادات الصحية المتنقلة.

وفي عام 1971، سافرت الأم تيريزا إلى مدينة نيويورك لافتتاح أول دار خيرية لها في أمريكا، وفي صيف 1982، سافرت سرًا إلى بيروت بلبنان، حيث ساعدت الأطفال المسيحيين والمسلمين خلال الحرب، بينما في عام 1985، عادت الأم تيريزا إلى نيويورك وألقت كلمة خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين لإنشاء الأمم المتحدة. أثناء تواجدها هناك، افتتحت دار لرعاية مصابي الإيدز.

ومع وفاة الأم تيريزا في عام 1997، كان عدد أعضاء جمعية الإرساليات الخيرية قد بلغ أكثر من أربعة ألاف عضوًا، بالإضافة إلى آلاف المتطوعين، مع أكثر من 610 فروع في 123 دولة حول العالم.