2024-11-27 02:28 م

مفاجآت الحرب المقبلة: هل تصل المقاومة إلى الضفة؟

2018-08-31
إسرائيلية جديدة على لبنان. الحرب قادمة لا محال، يحسم القائد العسكري، كاشفاً عن نوايا إسرائيلية للتقدم نحو جبل الشيخ والقطاع الشرقي من الجنوب. لكنّ المقاومة تعد العدو بالمفاجآت، تحت كل شجرة وحجر. 

«كان أسهل علينا لو صبّينا أرض الجنوب بمادة تي. أن. تي. المتفجّرة بسماكة 10 سنتم بدل كلّ هذا التعب بنصب العبوات الناسفة والكمائن بانتظار الحرب المقبلة مع إسرائيل». يستعين أحد قادة المقاومة في جبل الريحان بتعبيرٍ لمقاتل من حزب الله، شارحاً لضيوفه في «معسكر الجبّور»، مدى جاهزية المقاومة للحرب المنتظرة مع العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان.

القائد الخمسيني يحتفظ بلحية خفيفة، تخبّأ في ثناياها بعض الشيب، وفي هدوئه ورصانته خميرة من الخبرة في قتال جيش الاحتلال في الجنوب اللبناني والجماعات الإرهابية في سوريا.

هنا في جبل الريحان، فوق آخر العقد في سلسلة جبال لبنان الغربية، يلتحم إقليم التفّاح في الغرب بالبقاع الغربي شرقاً. من تحت خيمة عسكرية مموّهة وسيعة، تظهر تومات نيحا إلى الغرب، وتحت كتف الجبل إلى الشمال الشرقي بلدة مشغرة. بصمات الشهيد القائد عماد مغنيّة لا تزال محفورة في وجدان المساحة، فهو من أشرف وخطّط لتحويل هذه البقعة التي سبق لجيش الاحتلال أن تكبّد خسائر فادحة فيها، إلى معسكر تدريبي بعد حرب تموز 2006. يمتد المعسكر الذي يحمل اسم بحيرة الجبّور الصغيرة في أعلى الجرد.

القائد العسكري وهو يحاول أن يرتّب قبّعةً زيتية فوق رأسه تتناسب مع البزّة المرقّطة. بالنسبة للخمسيني، معسكر الجبّور ليس بقعة صدّ عسكري متقدّمة في منطقة شمال الليطاني ذات موقع جغرافي استراتيجي فحسب، بل مجبل من البطولة، خرّج مئات الشهداء، ولا يزال يدربّ سنويّاً آلاف المقاتلين من المقاومة، لينتقلوا بعدها إلى الجبهات كلّ بحسب اختصاصه ودوره. وهنا، تكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، دفعته إلى تسريع انسحابه من منطقة جزيّن ومحيطها أوّلاً، وصولاً إلى الانسحاب من الجنوب تحت وابل العمليات النوعيّة، في موقع الريحان وثكنة العيشية وموقع كفرحونة وعرمتى وبئر كلاب وسجد. يذكّر القائد بحادثة طريفة، ذات دلالات كبيرة، حين انفرد أحد مقاتلي المقاومة بالتقدّم نحو موقع سجد، ولم يكن بقية أفراد المجموعة قد لاحظوا تقدّمه، فعمد إلى الاشتباك من مسافة صفر مع أحد جنود العدو، ليقوم بعدها بلكمه على وجهه والانسحاب.

ويعلّق آمر المعسكر على الحرب التي تشنّ هذه الأيام على بيئة المقاومة، في محاولة لتأليبها على حزب الله وقيادته بالضغط والعقوبات والتشويه. يستلّ من جعبته فكرةً واحدة، ليردّ فيها على أصحاب نظريات ملل بيئة المقاومة من القتال، كاشفاً أمام زوّار المعسكر عن أن ألفي متدرّب من الجيل الجديد، انضموا في الأشهر الماضية إلى دورات التدريب.

يتابع القائد شروحه، وخلفه لوحة كبيرة كتب عليها عبارات عن خطورة الهاتف الخليوي، وكيف أن هذا الجهاز يشكّل جاسوساً إلى جانب المقاتل، يسجّل حركته بشكل دائم. في ما بعد حرب تمّوز، بدأ العمل بشكل متسارع في أرض معسكر الجبّور، وجرى تحويله سريعاً إلى ساحة حرب مصغّرة، مع حقول للرّمي وأبنية صغيرة تجرى فيها مناورات القتال في المناطق المبنيّة، من بيت إلى بيت.


مفاجآت الحرب المقبلة: هل تصل المقاومة إلى الضفة؟