بقلم: جمال العفلق
استطاعت الصهيونية العالمية الإستيلاء على المال العربي واستثمارة في مشاريعها ، وكنا على مر التاريخ ومنذ احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين نعلم أن العصابات الصهيونية تمول بالمال العربي واستطاعت الشركات الصهيونية تسخير المال العربي ليكون في خدمتها من خلال دعم الأنظمة الحاكمة لهذا المال وتطويعها ، فالمنفعة متبادلة دعم البقاء في الحكم مقابل المال ، الطائرات التي قصفت بيوت الأمنين ودمرت كان وقودها النفط العربي ،وفي نفس الوقت الأنظمة كانت تحاصر دول الطوق اقتصاديا" وعندما قُطع الدعم العربي عن سورية ولبنان والمقاومة الفلسطينية ،كانت الاموال العربية تودع في المصارف الصهيونية في الولايات المتحده الأمريكة وأوربا وتُستقبل الشركات الصهيونية تحت أسماء اوربية وأمريكية وتمنح الأمتيازات والتسهيلات للاستثمار في السعودية ودول اخرى .
وقبل إعلان الحرب على سورية كان المال العربي يصل للجماعات الأرهابية والسلاح يعبر الحدود من الأردن ولبنان وتركيا والممول عربي ، وخلال الحرب ورغم ادعاء السعودية وقطر في حينها أنها ترسل مساعدات انسانية كان الواقع يكشف عن اسلحة متطورة مصدرها السعودية وقطر ودول أخرى . فالحرب على سورية كانت بالمال العربي والسلاح الامريكي ومرتزقة جيئ بهم من كل اصقاع الأرض لتدمير أخر عواصم الرفض والتطبيع ومن أجل سلب ارادة شعب جريمتة الوحيده أنه دعم المقاومة ورفض الذل والعار .
ورغم ادعاء السعودية وما سمي بأصدقاء الشعب السوري أنهم يريدون السلام لهذا الشعب إلا انهم كانوا ادوات تنفيذ لقتل لهذا الشعب فمجموع ما أنفقتة دول الخليج على الحرب في سورية يساوي ميزانية العالم العربي بكاملة لخمس سنوات قادمة . ولكن بالتأكيد لم يكن هذا المال ملك حقيقي لأاصحابة بل هو تحت سيطرت الصهيونية العالمية وشركاتها التي تقرر سياسة الدول التابعة لها في الخليج خصوصا وفي العالم العربي عموما" .
واليوم بعد سقوط الأقنعة ، وتحول الخيانة الى مجرد وجهة نظر تعلن السعودية دفع مبلغ مئة مليون دولار لدعم جريمة تقسيم سورية ولتمديد الحرب على سورية فهذا الدعم العلني هو سداد فواتير طلبها ترامب في برنامجه الأنتخابي ، فلا شيء بالمجان والدفع اليوم يجب أن يكون بالعلن ولأبقاء القوات الأمريكية في قاعدة التنف على السعودية الدفع صاغرة وتنفيذ طلبات ادارة ترامب ، فإعلان السعودية تزامن مع تصريح قوات الاحتلال الأمريكي بالبقاء بقاعدة التنف .وهي القاعدة الداعمة لتنظيم داعش الارهابي ،الذي حاول أحتلال قرى السويداء الشرقية ، وهذا بالتأكيد جريمة جديده تضاف الى جرائم السعودية بحق الشعب العربي وبحق الاسلام ، فحكام الحجاز ونجد اليوم هم مجرموا حرب واياديهم ملطخة بالدماء من بغداد الى الدار البيضاء وفضح هذه الجرائم هو أقل ما يمكن فعلة اليوم .
فالمال القذر هو اليوم المعطل الاول للحياة الدستورية في لبنان وهو الذي يفرق العراقيين ونفس المال هو الذي استخدم لخنق الشعب الأردني وتدجينة واذلاله ، لم يتحمل حكام ارض الحجاز اخبار الانتصارات في سورية ولم تتقبل القيادة السعودية مشهد خروج الارهابيين من حوض اليرموك أخر معاقل داعش . وهزيمة داعش في معركة السويداء قلبت الطاولة على الجميع فالمنطقة الجنوبية لم يعد بالأمكان تحويلها الى جيب صهيوني كما خطط الغزاة .
وعلى المقلب الأخر يذهب أمير قطر للاستثمار في تركيا ولدعم أردوغان واقتصاده ، وهذا الدعم لم يأتي من فراغ ولا بأراده حره من أمير قطر فهو نفذ أوامر أميركا وهي اللعبة نفسها بالتجاذب الأعلامي بين الخصوم ، السعودية تدفع للأكراد وقطر تدافع عن تركيا وأمام من ؟ أمام الحاكم الأمريكي صاحب أكبر قاعده عسكرية في المنطقة والموجوده في قطر !
هذه المسرحية الأمريكية حول العقوبات على تركيا والبذخ السعودي والقطري ليس له أي تفسير سوى أن ترامب سوف يجرد هذه الدول من كل ما تملك وأن حكام هذه الدول يقامرون بشعوبهم ومقدارات تلك الشعوب .
فالمال السعودي يسعى لتنفيذ ما عجزت عنه حرب السنوات الثمانية ،فكل الأموال التي دفعت في الحرب ذهبت أدراج الرياح وفشلت السعودية في رسم قواعد اللعبة وبقيت المملكة خارج القرارات المهمة في هذه الحرب الا في المال الذي تتلقى الأوامر لدفعة كما المال القطري الذي يريد الحفاظ على خادم الحركة الصهيونية في تركيا أردوغان ، وكل هذا خدمة للصهيونية والعصابات الصهيونية ، ومحاولة من المحاولات الفاشله الكثيره في إحراز نصر ولو على ورق في العدوان الدولي على سورية ، فمشكلة الحكام في الحجاز ونجد أنهم يعتقدون أن المال يصنع كل شيء ولا يفهم هؤلاء أن ارادة الشعوب هي الاهم فبناء القصور أهم من بناء الإنسان في عقيدتهم ولم يتعلم هؤلاء من حرب تموز وماذا فعلت حرب الثلاثة والثلاثين يوما بجيش كان يقال عنة انه اقوى جيش في المنطقة ولم يفهموا ان مجموعة من المجاهدين عطلت جيش بأكمله ، لأن اعتقادهم أن العالم بحاجتهم وبحاجة مالهم وهم لا يفهمون أنهم مجرد دول محتلة ومن يحكم البلاد هي السفارة الأمريكية ودورهم فقط هو تنفيذ الأعمال القذرة بالنيابة عن الحاكم الأمريكي .
لقد غرق حكام الحجاز ونجد بالخيانة ، واغرقوا شعوبهم معهم واستطاع ترامب اخذ مالهم واذلالهم ، وكل هذا ليس بشيء أمام تسويق صفقة القرن التي تريد أميركا عقدها والرابح الوحيد من هذه الصفقة هي العصابات الصهيونية .
وإعلان السعودية عن هذه المنحة أتى بعد جرائم التحالف السعودي في اليمن ومن أجل التعتيم على تلك الجرائم ولن يتوقف الرقم على مئة مليون دولار فالمطلوب أكثر من ذلك لأن ترامب تحدث عن سبعة تريليون دولار خسرتها الولايات المتحده ، وسيكون على السعودية دفع مبالغ إضافية لاغلاق ملفات كثيره أهمها دورها في تمويل الإرهاب الدولي وهذا سيكون كفيل بأفلاسها وقد يكون مقدمة بسيطة لمشروع حدود الدم الذي يشمل تقسيم الخليج الى دويلات وخلق حرب تبقى أبار النفط والغاز بعيده عنها وتحت سيطرت الشركات المنتجة فقط .
المال السعودي لتمديد الحرب في سورية ...
2018-08-23