2024-11-26 02:33 م

"عرس الهدنة" في القاهرة.. و"المصالحة" مؤجلة !!

2018-08-15
القدس/المنـار/ تتقاطر وفود الفصائل الفلسطينية الى العاصمة المصرية، وكل وفد له أجندته ورغباته وتمنياته ونواياه، والعناوين المرفوعة كبيرة وتصريحات من جانب قيادات هذه الوفود، هي مجرد تكهنات لا أكثر، وتتسلح غالبيتها برعاة أو مستشارين، رنين هواتفهم لا يتوقف، ينطلق من بعض العواصم التي ترى في رعاية القاهرة، للقاءات وحوارات الفصائل الفلسطينية فشلا لها، لذلك، هي، وان أطلقت تصريحات الترحيب فهذا لا يعني مباركة للدور المصري أو تمنيات بنجاح رعاية القاهرة، فالعابثون في الساحة الفلسطينية كثيرون أنظمة ووكلاء.
الذين انطلقوا الى القاهرة، يقولون أن مواضيع البحث تحت رعاية الراعي المصري، والمتمثل بجهاز المخابرات العامة، تنحصر في التهدئة والمصالحة، تهدئة بين اسرائيل وحركة حماس ومصالحة بين فتح والحركة.
لكن، على ما يبدو، استنادا الى وقائع بدأت تظهر وتوجهات تتضح، فان الهدف الاساس من الدعوات المصرية والحوارات الفلسطينية، هي تحقيق تهدئة طويلة الامد بين اسرائيل وحماس ـ قد تستمر لخمسة عشر عاما  وربما تصبح دائمة ــ وانجاز تهدئة باتت تفضلها اسرائيل وتتلاقى في هذا التفضيل مع انظمة عربية، حسب دوائر سياسية لا تخدم المصالحة وجهودها، فالتهدئة اذا ما أتفق بشأنها بعيدا عن السلطة الفلسطينية، فانها تشكل حافزا لتعميق الانقسام، وبمعنى أوضح، سترى حماس في ذلك، أنها الطرف المركزي والرقم الصعب، وبالتالي، لماذا لا تتربع حاكما لقطاع غزة، تتردد عليه القيادات التي فتحت لها ابواب التسهيلات واقامة بعض المرافق، حتى وان كانت تحت الرقابة الاسرائيلية، من ميناء ومطار ومحطات توليد ومنشآت على ساحات مجاورة، تتحكم فيها جهات ليست فلسطينية.
دوائر سياسية، ترى أن حركة حماس وعلى امتداد سنوات طويلة لم تتقدم باتجاه انهاء حقيقي للانقسام، لكنها، في سبيل التهدئة التي قد تحقق لها بعض أحلام السيطرة، تعاملت بجدية ورغبة جامحة لانجازها، أيا كانت بنود الملاحق السرية لهدنة تقترب الاطراف ذات العلاقة من التوقيع عليها، برعاية مصرية وتشجيع أمريكي، أو بتفويض من واشنطن، وهذا ما يفسر رفض اسرائيل والحركة أن تكون السلطة الفلسطينية في صورة ما يجري، وقيادة للتوجه المدعوم امريكيا واسرائيليا ومن محور الاعتدال العربي.
وهنا، فان حماس وان لم تعلن ذلك صراحة، لا يعنيها في هذه المرحلة انجاز لمصالحة حقيقية في الساحة الفلسطينية، حتى رعاة جهود الهدنة والمصالحة، اقرب الى تحقيق الهدنة أولا.. ولا يعنيهم انجاز مصالحة على الاقل في هذه المرحلة، حتى وان استمر الانقسام لعشرات الاعوام القادمة.
وكثيرة هي الجهات في المنطقة التي تعمل على تعميق الانقسام، وضرب المشروع الوطني، وسواء كان الراعي مصريا، أو تركيا أو خليجيا، فان الرعاة جميعهم في خدمة أمريكا ومشاريعها.
الوفود التي انطلقت الى القاهرة، غالبيتها لا تدرك، ماذا يجري التخطيط له، لكن، حماس على على ودراية بما يدور وهي جزء رئيس في حركة الدوران، هذه الحركة تريد تهدئة تفتح لها أبواب تعزيز مواقعها، وتحقيق (مقدمات الزحف) للسيطرة على الضفة الغربية غير مكتفية بالقطاع، وهي التي نسجت تحالفات مع قوى تخلت عن المشروع الوطني، أو تهدد بذلك.
اتفق الرعاة، الظاهرون واولئك الذين يرقبون من وراء الستار على زج المصالحة ف يحوارات الهدنة، وهم وحماس معهم، وجدوا في المصالحة غطاء، وان لم تتحقق يكون الحديث عنها، الدخان الذي يمر من تحته اتفاق الهدنة، وهذا ما تريد أن تصل اليه اسرائيل.
لذلك، ووفق العديد من الدوائر، فان القاهرة لن تحقق اختراقا في مسألة المصالحة لكنها، قد تحقق تقدما في مسألة الهدنة، وبالنسبة لمصر الاهم لديها في هذه المرحلة، تحقيق الهدنة بين حماس واسرائيل لفتح أبواب تعزيز أمنها القومي ويسهل عليها امكانية تمرير صفقة القرن مع بعض الاضافات أو التعديلات.
في القاهرة عرس كبير، دعت حماس والقاهرة اليه، الجوقة والشهود حتى لا يقال انها انفردت وابعدتا السلطة عن الامساك بهذا الملف وغيره، وهذا حقها فهي الشرعية.