2024-11-24 11:03 م

كنائس ما بعد الاستعمار في الهند.. ما السبب وراء أشكالها الغريبة؟

2018-08-11
من الوهلة الأولى، قد تظن أن هذه المباني الملونة هي جزءٌ من زينة لكعكة غريبة الشكل، إلا أنها كنائس حقيقية تُعتبر جزءاً مهماً في حياة مجتمع ديني في ولاية كيرلا الهندية ينتمون إلى كنيسة السريان الملبار الكاثوليك.

التقطت هذه الصور من قبل الثنائي الألماني، ستيفاني زوتش وسابين هوبيتز، وهي تُعرض حالياً في مدينة مانهايم الألمانية كجزء من معرض بعنوان "Postcolonial Epiphany"، أي "إدراك ما بعد الاستعمار". وهو يكشف عن إحدى البقايا الاستعمارية في الهند، وهي غرائبها المعمارية.

ونشأت الفكرة لأول مرة في العام 2006 عندما عمل الثنائي على مشروع يدعى "الهند الساطعة"، يهدف إلى "توثيق التغيرات الظاهرة في المدن الهندية التي كانت مليئة بالعديد من التناقضات المدهشة بين مبانيها القديمة والجديدة، وأنماطها القديمة، والحديثة أو المعاصرة"، كما أوضحت زوتش عبر البريد الإلكتروني.

وفي العام 2011، قررا العودة إلى المنطقة بعد أن أثار فضولهما تصميم دوري سينما من الخمسينيات.

وعلى غرار الأيقونات المسيحية التقليدية، تعتبر جماليات الكنائس التي تنتمي إلى السريان الملبار الكاثوليك فريدة.

ومن ناحية التصميم، يقول المعماري، روهان شيفكومار، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني إنه "لا يتواجد نموذج أصلي واضح (لهذا النوع من الكنائس)"

وهي تُجسد نوعاً من "الحداثة الهجينة" التي احتضنتها البلاد في أعقاب تقسيم الهند في العام 1947، وفقاً لشيفكومار.

وبما أن الكنائس تعتبر "المراكز العصبية" لهذا المجتمع، يمكن استخدام واجهاتها "للتحدث" لرغبات وتطلعات روادها، وفقاً لشيفكومار.

وعلى سبيل المثال، تشير العديد من الهياكل الخارجية لكنائس كيرلا، مثل السفينة والنجمة، إلى قصص من التوراة، كالفيضان ووصول المسيح.

ونتج مصطلح العمارة "المهجنة" في الهند، الذي حظي بشعبية واسعة بفضل المُنَظِّر الثقافي هومي بابا، من سياسات التحضر شبه الاشتراكية من حكومة نهرو.

وفي فترة الخمسينيات، دُعي المهندس الفرنسي السويسري، لو كوربوزييه، ليصمم أول مدينة هندية مخططة لها، شانديغار. وتم تشييد العديد من مباني المدينة على الطراز "الوحشي"، وبذلك، أعطى لو كوربوزييه لمهندسي الهند المستقبليين نموذجاً معمارياً استمر لعقود.

وتجسد العديد من المباني في الهند، مثل الكنائس، الكثير من قلق ما بعد الاستعمار. وذلك من خلال الرغبة في رفض زخارف الحداثة الغربية، مع عدم العودة إلى القالب التقليدي بشكل كامل.

وقالت زوتش: "إن المباني بالنسبة إلينا بمثابة وجوه أشخاص، فإن راقبتهم عن كثب، يمكنك كشف الكثير عما يكمن ورائهم".