2024-11-27 01:49 م

الإرهابيون يقرأون مستقبلهم....لا مكان لنا في سورية

2018-08-08
بقلم: الدكتور خيام الزعبي 
 تتسارع الأحداث في سورية وبشكل غير مسبوق، فهناك خطوات هامة تم إنجازها في الجانب العسكري والميداني وإجراءات كبيرة يسعى الجيش السوري لإستكمالها بالتعاون مع حلفاؤه، والإستعدادات تجري على قدم وساق لحسم معركة إدلب و تضييق الخناق على"داعش" الإرهابية والقوى المتطرفة الأخرى، فبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب على سورية راهن فيها الكثير على سقوطها، أو حتى محاولة إضعافها، لكن الميدان أثبت أن سورية خرجت أقوى مما كانت عليه، بل قامت بقلب الموازين, وأسقطت حسابات أمريكا والغرب في المنطقة بأكملها. من الواضح أن الرئيس الأسد حسم الموقف وإتخذ قراره في استعادة السيطرة على محافظة إدلب وبعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشيء، ولا تستكان عن استخدام الإرهاب وإستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، مشدداً على أن سورية مستمرة فى مكافحة الإرهاب وتنظيماته المتعددة أينما وجد على الأرض السورية ولن تتوقف حتى تُستأصل شأفة الإرهابيين أو يعودوا من حيث جاءوا. المتابع للمشهد السوري، يرى بوضوح بأن معارك إستعادة إدلب تتم عن طريق إتباع إستراتيجية جديدة في الإسناد والتمركز الدقيق, التي تربك الجماعات المتطرفة وأعوانها وتمكن الجيش السوري من الحسم السريع, فهناك خسائر فادحة لحقت بجماعة "داعش" الارهابية وأخواتها، وهو الأمر الذي دعا هذه الجماعات المتطرفة للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي تتعرض لها حالياً، بعد أن حرر الجيش عدداً من القرى والمدن في الشمال السوري، بالمقابل تقوم الجماعات الارهابية وأخواتها بعمليات قتالية وهجمات معاكسة لإعادة السيطرة عليها او على القرى والمناطق المحاذية لها غير ان جميع محاولاتها باءت بالفشل، فلم تعد معنويات تنظيم "داعش" الارهابية وأخواته كالسابق فهو يتكبد الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات،وبذلك يكون قد حقق الجيش السوري مرحلة متقدمة بتقطيع أوصال الإرهاب في عمق الشمال، ومكنته من إحكام السيطرة على كافة الطرق والمحاور لمدينة إدلب وإضعاف الجماعات الارهابية التكفيرية هناك. وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم، إن الجماعات المسلحة المتطرفة العالقة في إدلب قلقة أكثر من الجميع، ولديها لذلك كل الأسباب، فلا فرصة أمامها للصمود ، فهذه الجماعات مدركة تماما حتمية الهزيمة والإنكسار، إذ تحاول الفرار من سورية بصورة جماعية سواء الى تركيا أو الى الدول الأوروبية عارضة مبالغ كبيرة لتمكينها من ذلك. فما نراه اليوم من إنجازات يمثل ثمرات لما غرسته أيادي الشهداء من الجيش السوري، ولم يعد إجتثاث الإرهاب وطرد الجماعات المتطرفة من سورية مستحيلاً، بعد أن قدم الجيش وحلفاؤه بسالة منقطعة النظير أمام هذه الجماعات، إذ أصبحت داعش، محض خرافة وتسويق إعلامي، لتتجلى الحقيقة واضحة في حرب حلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق، هذا الأداء البطولي للجيش السوري أمام تنظيم مدعوم من طرف الغرب وحلفاؤه من العرب يعطي إنطباعاً أن الفكر الإنهزامي تلاشى وأصبح بإمكاننا تحرير كل شبر من الأرض السورية، وإنطلاقاً من ذلك يبدو إن المشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً في سورية، بعد أن اضاف صمود الجيش السوري خسارة جديدة وخيبة مضافة الى رصيد هزائم الجماعات المسلحة المتطرفة واتباعها في الجنوب السوري، فكانت هذه الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة البيت الأبيض وسماسرة واشنطن وإسرائيل لتتخبط الأخيرة بهذا الصمود. بإختصار شديد... معركة إدلب هي ضربة جديدة، ليس للجماعات المتطرفة التي تعيش نهاياتها العسكرية وتحاول أن تستثمر مواتها في بعث خياراتها السياسية والتفاوضية، بل هي ضربة أخرى جديدة للدول الداعمة للإرهاب، ما يعني أن تحرير إدلب يشكل بوابة جديدة لعبور الأزمة االسورية ، وهو استكمال النضال من أجل إستعادة كل شبر من الأراضي السورية كوننا نمتلك الإرادة والعزيمة وحب الإستشهاد في سبيل الوطن والدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة...
Khaym1979@yahoo.com