2024-11-24 06:22 م

“إسرائيل” وظفّت “المُساعدات الإنسانيّة” للسوريين كبوابةٍ للتدّخل العسكري

2018-07-23
كشف مُحلّل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” العبريّة، د. تسفي بارئيل، كشف النقاب عن أنّ “إسرائيل” تتدّخل في الحرب الدائرة في سوريّة، مؤكّدًا على أنّ هذا التدّخل لا يقتصر على ما أسماه المُساعدات الإنسانيّة لسكّان القرى الواقعة في المنطقة العازلة في الجولان العربيّ السوريّ المُحرّر.

ونقل عن مصادره السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب أنّه في منطقة فضّ الاشتباك بين سوريّة و”إسرائيل”، وهي التي يضمنها اتفاق فصل القوّات المُوقّع بين البلدين في العام 1974، ستُواصل المليشيا المُعارضة للنظام في دمشق، والذي تُدعى “فرسان الجولان” نشاطها.

علاوةً على ذلك، جاء في تقريرٍ أعّده موقع الإنترسيبت (the intercept)، الذي يُعنى في التحقيقات الاستقاصئيّة، أنّه منذ شهر كانون الثاني (يناير) من العام الجاري، حصل عناصر هذه الميلشيا على مُساعداتٍ من “إسرائيل”، تمثلّت في التدريب العسكريّ والحصول على أسلحةٍ من كيان الاحتلال.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح المُحلّل الإسرائيليّ أنّه في الصفحة الرسميّة لميليشيا “فرسان الجولان” نُشرت صورة يظهر فيها أحد عناصر المليشيا وهو يقوم بتحميل المواد الغذائيّة على حافلةٍ تابعةٍ لـ”فرسان الجولان”، من شركة “تنوفا” الإسرائيليّة للأغذية، وعليها ختم “حلال” بالعبريّة، وأشار المُحلّل بارئيل إلى أنّه بحسب موقع (the intercept)، فإنّ “إسرائيل” تنشط لتفعيل هذه المليشيا في الجزء المُحرّر من هضبة الجولان السوريّة، على شاكلة ما كان قائمًا في جنوب لبنان إبّان الاحتلال الإسرائيليّ (1982-2000)، أيْ إقامة الجيش الشبيه بجيش لبنان الجنوبيّ، الذي كان عميلاً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ للمخابرات الإسرائيليّة، وذلك بهدف منع قوّاتٍ إيرانيّةٍ من الدخول إلى المنطقة، على حدّ تعبير الموقع.

وأشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ “إسرائيل” استغلّت ووظفّت المُساعدات الإنسانيّة لـ”فرسان الجولان” لكي تتمكّن من اختراق هذا التنظيم عسكريًا بهدف تسهيل مهمتها على ضوء اقتراب الجيش العربيّ السوريّ من الـ”حدود” مع دولة الاحتلال في هضبة الجولان.

وتابع د. بارئيل قائلاً إنّه وفقًا لمصدرٍ سوريٍّ تحدّث مع موقع “الإنترسيبت” المذكور، فإنّه في بداية الأمر رفض قادة وعناصر “فرسان الجولان” التدّخل الإسرائيليّ، ولكنّه أضاف أنّه عندما بدأت تل أبيب بمدّ الميليشيا بالرواتب الشهريّة، الأدوية، الغذاء والماء، فإنّه بطبيعة الحال يحدث تحولاً يجعل من المُتلقين لهذه الأمور الماديّة أنْ يؤيّدوا “إسرائيل”، لافتًا إلى أنّ عددهم ليس قليلاً.

وتابع قائلاً إنّه بموجب الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين دولة الاحتلال وبين تنظيم “فرسان الجولان”، فإنّ الميليشيا المُعارضة للنظام الحاكم في دمشق، يُسمح لها بالنشاط في المنطقة العازلة بالجولان، شريطة ألّا يقومون بالاقتتال مع الجيش السوريّ، وهذا الاتفاق شبيه إلى حدٍّ كبير للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في قرية بيت جن، والتي بقيت فيها ميلشيا تُنسّق مع “إسرائيل”، والتي يقودها مَنْ يُطلق عليه اسم “مورو”.

وخلُص المُحلّل بارئيل إلى القول إنّه بحسب التقارير فإنّ التدّخل الإسرائيليّ في الحرب السوريّة أعمق بكثير ممّا يُسّمى بالمُساعدات الإنسانيّة، وأنّ التنسيق العسكريّ بين “إسرائيل” وروسيا والأردن، شريكتا الدولة العبريّة، بشكلٍ مُباشرٍ أوْ غيرُ مباشرٍ، فيما يتعلّق بخطط موسكو لحلّ الأزمة في سوريّة، وقدرتها على التأثير على الخطوات التكتيكيّة في منطقة هضبة الجولان، يجعلان “إسرائيل” شريكةً غيرُ مباشرةً في المفاوضات مع النظام السوريّ، والذي من الآن فصاعدًا، يُمكنه التأكّد من أنّه لا يوجد أيّ خطرٍ عليه من الجانب الإسرائيليّ، كما قال المُحلّل بارئيل.

وكانت تل أبيب قد اعترفت وبشكلٍ رسميٍّ أنّها تُقدّم المُساعدات والمعونات للتنظيمات المُسلحّة التي تُحارب الدولة السوريّة وتعمل منذ سبع سنوات على تمزيق سوريّة وإسقاط الرئيس الدكتور بشّار الأسد من سُدّة الحكم.

ويتبيّن من تصريحات المصادر الأمنيّة والعسكريّة في “إسرائيل” بأنّ الدعم لهذه الجماعات لا يقتصر على علاجهم في المستشفيات الاحتلال الإسرائيليّ فقط، بل يتعدّى ذلك، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “هآرتس