2024-11-26 08:39 ص

ملف المصالحة من جديد.. المواقف والاهداف الحقيقية .. ووعد القاهرة

2018-07-14
القدس/المنار/ باتت المصالحة في الساحة الفلسطينية ورقة اتجار في أيدي دول وجهات في الاقليم، تخضع للمساومات والابتزاز وأحيانا كثيرة يقوم وسطاء بعرقلة الوصول الى مصالحة وانهاء الانقسام.
هناك مشروعان في الساحة الفلسطينية، مشروع حركة حماس وتتلاعب به القوى الحاضنة للحركة، التي تنتثل بينها، حسب الظروف والمصالح، وتعليمات جماعة الاخوان والمشروع الوطني الفلسطيني الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وفي هذه الحال يفترض في حركة حماس أن تقترب من المشروع الوطني والتخلي عن اجندة غريبة تتبناها، لا علاقة لها بمصلحة الشعب الفلسطيني.
رغم جلسات الحوار الطويلة، في العديد من العواصم، لم يتحقق اختراق يؤدي الى مصالحة حقيقية ثابتة، تأخذ في الحسبان مصلحة الشعب الفلسطيني، وتتقاذف الدول ملف المصالحة، في تنافس خبيث ولمصالح خاصة، واستمرت القطيع، وتعمق الانقسام وزادت شروره، وتصاعدت انعكاساته السلبية الخطيرة، التي تهدد مسيرة شعب بأكمله، وأدت الى تدخلات وتحركات لعلها تحظى برضى حركة حماس تهدف الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، واقامة امارة او شبه دويلة في القطاع، مستندة الى حل انساني وانهاء المقاومة عبر بوابة انجاز اتفاق هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل.
ومع نسريب بنود صفقة القرن المرفوضة من القيادة الفلسطينية، وانتظار دول في الاقليم موافقة فلسطينية عليها، ليتسنى لها ولوج أبواب التطبيع، وتقديم خدمات لواشنطن وتل ابيب، وتعزيز مواقع الانظمة الحاكمة، وفي ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم قدرة حركة حماس توفير احتياجات مواطني القطاع، وللاستفادة من هذه الظروف دعت القاهرة، طرفي الانقسام الى استئناف الحوار مجددا في العاصمة المصرية، التي تخشى التحرك التركي والقطري في الساحة الغزية، الذي قد يؤدي الى توظيف القيادة المتحكمة في غزة لخدمة عصابات الارهاب في سيناء، وتحول القطاع الى وخزة مؤلمة في الخاصرة المصرية.
مصر التي تمسك هذه الايام بملف المصالحة، كانت وعدت يوما بالاعلان عن الطرف المعلق للمصالحة في الساحة الفلسطينية، لكنها، لم تف بوعدها حتى الان، فهل دعوة القاهرة هذه المرة لطرفي الانقسام قد يقود الى مصالحة حقيقية، اوعلى الاقل الايفاء بالوعود الذي قطعته على نفسها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تضع القاهرة مصالحها المرتبطة بضرورة علاقات جيدة مع حماس جانبا، وتنطلق في رعايتها لملف المصالحة، من منطلق ريادية الدور، ومصلحة الشعب الفلسطيني، ام أن بناء مثل هذه العلاقات مع حماس سيكون هو الأهم وعلى سلم أولويات القاهرة بل في مقدمتها، بمعنى، أن مصر قد تبتعد قليلا عن الحيادية في الرعاية والموقف؟؟ لضمن علاقة جيدة مع حماس، حيث قدر مصر، أن يكون القطاع الذي تتحكم فيه حركة حماس له تأثير كبير على الامن القومي المصري.
الواضح، أن استئناف حوار المصالحة، بات واردا، وفي العاصمة المصرية، استئناف فرضته مصلحة مصر وتخوف مصر والحيرة التي تلف القاهرة وغيرها من العواصم العربية بشأن اتخاذ مواقف واضحة اتجاه التحرك الامريكي المريب، وصفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والقاهرة تعلم ذلك جيدا، التي ما تزال تطلق التصريحات والردود الدبلوماسية، على ما تناقلته الانباء من خطورة هذه الصفقة على الشعب الفلسطيني والشعوب العربي كلها.
لكن، كيف سيكون هناك أمل من الحوار المتجدد في القاهرة بين طرفي الانقسام، ما دامت هناك تصريحات نارية من جانب قيادات الطرفين والممسكين بهذا الملف الشائك تحديدا..
وهل ستفرض أوضاع قطاع غزة وحماس الصعبة، على الحركة التقدم ولو قليلا نحو المصالحة بنوايا صادقة، غطاء المشروع انساني بغطاء سياسي يجري العمل عليه، من جانب قوى دولية وفي الاقليم علاجا للحصار المفروض على القطاع.
الايام القليلة القادمة ستوضح جدية الطرفين، وحقيقة موقف مصر وترجمة وعدها.