2024-11-26 01:40 م

«فورين بوليسي»: الكونفدرالية قد تكون الحل الوحيد للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

2018-07-07
قالت داليا تشندلن في مقال لها على موقع مجلة «فورين بوليسي»: إن حل الدولتين للقضية الفلسطينية بات في مهب الريح. وبما أن الطرفين يرفضان الانضواء تحت مظلة دولة واحدة، فلم يبقَ سوى حل واحد واقعي قابل للتطبيق: الكونفدرالية.

وأوضحت تشندلن أنه ما بين العنف الدموي على حدود قطاع غزة، والانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل، فإن الحديث عن أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مضيعة للوقت. لكن الفلسطينيين مصممون على التحرر بدولة منفصلة، وهو ما يعتبره الإسرائيليون استمرارًا للصراع بلا نهاية.

بات معظم المراقبين يعتقدون أن حل الدولتين قد دُفن –تشير تشندلن– رغم تمسك بعضهم بالأمل. ولا ترى إسرائيل إمكانية لتطبيق هذا الحل، ولطالما تصدى نتنياهو لهذا الحل، على الرغم من أنه قبل نحو 10 سنوات عبر عن موافقة مشروطة على الفكرة. لكن إصرار إسرائيل على الاستحواذ الكامل على القدس أحبط أي مفاوضات جادة.

ويبدو أن الرأي العام الإسرائيلي منقسم حول الفكرة أيضًا، إذ تقول تشندلن إنها قد أجرت استطلاع رأي بين الإسرائيليين في أواخر عام 2017 حول الفكرة، لتكتشف أن 52% من الإسرائيليين يدعمونها من حيث المبدأ، بعد أن كانت النسبة تبلغ 70% في 2010. وعبر 83% من عرب إسرائيل عن موافقتهم عليها، بينما بلغت النسبة 46% بين اليهود. لكن غالبية المشاركين في الاستطلاع لا يدعمون حل الدولتين بصيغته التي وُضعت مع بداية الألفية الجديدة.

وعندما يتعلق الأمر بالمكان المحتمل للدولة الفلسطينية، تزداد الصورة قتامة. تسيطر إسرائيل مباشرة على 60% من الضفة الغربية، بما في ذلك محيط سميك متصل بسلسلة من الخطوط التي تقسم منتصف الضفة. هناك المنطقة (ج)، حيث تتولى إسرائيل مسؤولية الأمن والشؤون المدنية لحوالي 400 ألف مستوطن إسرائيلي «باستثناء القدس الشرقية» وما بين 200 ألف و400 ألف فلسطيني، وفقًا لبيانات مشتركة من منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية (بتسيلم)، ووكالات الأمم المتحدة والمصادر الفلسطينية. ويخضع الفلسطينيون للأحكام العرفية. بينما تخضع المناطق المتبقية (أ) و(ب) لسيطرة السلطة الفلسطينية، لكن للجيش الإسرائيلي السيادة المطلقة على كامل الضفة الغربية.
تحركات إسرائيلية لوأد حل الدولتين
ومع أن العالم عارض ضم الضفة الغربية باعتبارها فكرة متطرفة وغير عملية –تنوه تشندلن– تعمل إسرائيل اليوم على الإسراع في عملية ضم المنطقة (ج) إلى حدودها.
ولإضفاء الشرعية على الضم الكامل للمنطقة (ج)، أقر البرلمان الإسرائيلي في 2017 قانونًا يمنح إسرائيل السيطرة على المستوطنات على الأراضي المصادرة من أصحابها الفلسطينيين. ووافق حزب الليكود بزعامة نتنياهو على قرار غير ملزم لكنه ذو تأثير في الحزب يدعو إلى ضم مناطق الاستيطان في الضفة الغربية. وفي أواخر مايو (أيار)، نشر عضو بارز في حزب العمل –الذي يُضرب به المثل في الاعتدال- في إسرائيل مقالة مثيرة للجدل تدور حول ضرورة ضم معظم الأراضي نفسها.

إذا أكملت إسرائيل ضم المنطقة (ج)، فلن يتبقى سوى تجمعات صغيرة متناثرة من أجل فلسطين المستقبلية، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون في الضفة وغزة على حد سواء؛ إذ إن 46% من الفلسطينيين فقط يؤيدون حل الدولتين.

ويؤكد المحللون أنه سيتعين إجلاء أكثر من 160 ألف مستوطن يهودي من مساكنهم في الضفة الغربية من أجل فلسطين مستقبلية حتى يكون هناك اتصال أرضي أساسي. كانت إسرائيل قد أخلت 8500 شخص فقط من غزة في عام 2005؛ لكن اليمين الإسرائيلي تعهد بمنع تكرار ما يسمى بـ«الطرد». وتؤكد تشندلن أن المحللين -وخاصة أولئك الذين راقبوا الحقائق الإقليمية عن كثب- يسعون خلف رؤية جديدة من كلا الجانبين للصراع منذ عدة سنوات. وقد حددوا مسارات وطرق بديلة مفترضة على نظام تحديد المواقع العالمي، التي لم تظهر ملامحها بعد.

يجري تداول العديد من المصطلحات المبهمة في سبيل إيجاد حلول بديلة. يطرح البعض فكرة «الدولة الواحدة»، ولكن لا ندري هل ستكون دولة ديمقراطية، يخضع فيها الفلسطينيون والإسرائيليون للقوانين نفسها، أم ستكون دولة فصل عنصري، إذ يتم حرمان مجموعة من حقوقها أو ستعيش تحت قوانين مختلفة. ثم تأتي فكرة «دولة واحدة ثنائية القومية»، كما هو موصوف في كتاب مثير للاهتمام لعام 2014، وهو ما يعني في الواقع دولة مكدسة. ويتم استخدام المصطلحين «الكونفدرالية» و«الاتحاد» استخدامًا تبادليًّا وغير دقيق أو كليهما معًا. وقد يشيران إلى إسرائيل وفلسطين، أو إلى إسرائيل والأردن.

ولبحث كافة البدائل السابقة –تضيف تشندلن– لا بد أن نسلط الضوء أولًا على موقف كل من اليمين واليسار الإسرائيلي من عملية السلام.

مواقف إسرائيلية متباينة إزاء السلام
يسعى اليمين الإسرائيلي من أجل الهيمنة الثقافية والدينية الكاملة على الأرض. لكن الموقف الإسرائيلي كان مختلفًا في عام 2003 –تستدرك تشندلن- إذ صرح رئيس الوزراء آنذاك، أريئيل شارون، أنه «ليس من مصلحتنا أن نحكم الفلسطينيين. وأن خطة فك الارتباط هي إجراء أمني». لكن موقف اليمين اليوم مختلف، إذ يرى أن استمرار سيطرة إسرائيل أمر ضروري.
في المقابل، فإن الهدف الأساسي المشترك بين اليسار الإسرائيلي، والفلسطينيين هو إنهاء الاحتلال العسكري من خلال تحقيق الاستقلال السياسي للفلسطينيين. ولكن تظل نقطة الخلاف الداخلي هي ما إذا كان هذا سيتم عبر حل الدولة الواحدة أم الدولتين. كما ثمة خلاف حول حق العودة للفلسطينيين الذين هجروا عام 1948. مع وضع هذه الاختلافات في الاعتبار، يصبح من الأسهل وصف مختلف الخطط التي تقترح بدائل للدولتين.

أما عن الاتحاد الفيدرالي أو الكونفدرالية –تنوه تشندلن- بين إسرائيل والأردن، فيعني السيطرة الإسرائيلية على المنطقة الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط،