لقد جعلت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها أمريكا للتوصل إلى صفقة القرن، من القضية الفلسطينية نقطة محورية للتغيير الإقليمي، فقد استضاف البيت الأبيض مؤخراً العاهل الأردني عبد الله، وعلى الرغم من أن زيارة ملك الأردن إلى أمريكا لم تدم طويلا، إلا أنها جاءت بعد بضعة أيام من زيارة صهر ترامب إلى العاصمة الأردنية عمان، قبل لقائه بترامب في واشنطن، حيث التقى الملك عبد الله بصهر ترامب في عمان، وأظهرت زيارته إلى واشنطن أنها كانت تحت تأثير زيارة جيرالد كونشر، الصهر والمستشار الصهيوني للرئيس الأمريكي.
وصل كوشنير إلى الأردن يوم 19 حزيران برفقة وفد أمريكي، وبعد يوم واحد من حضوره في الأردن، انضم إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. حتى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أعلنت أنه كان هناك شخص آخر خلال محادثات ملك الأردن وصهر ترامب ورئيس وزراء "إسرائيل"، وهو محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
ومع ذلك، نفت مصادر أردنية زيارة محمد بن سلمان ونتنياهو إلى عمان قبل يومين، على الرغم من أن أيّاً من المصادر الداخلية في السعودية والكيان الصهيوني لم تنفِ ذلك، لكن الحقيقة أن ما يهم في هذه اللحظة هو موضوع هذه اللقاءات، لقاءٌ عنوانه القضية الفلسطينية في شكل صفقة القرن، لكنه لا يقدم أي رؤية واضحة للمشكلة.
إقصاء فلسطين في "صفقة القرن" الغامضة
على الرغم من ادعاءات المصادر الأمريكية والبيت الأبيض حول مشروع ترامب الذي أطلق عليه "صفقة القرن" إلا أن السلطات الأمريكية لم تقدّم حتى الآن أي تفاصيل حوله، ومع ذلك فإن بعض وسائل الإعلام الصهيونية، بما في ذلك صحيفة "هآرتس" التي تنتقد نتنياهو نشرت تقارير بعنوان "صفقة القرن".
ويبين تقرير صحيفة "هآرتس" أن أمريكا تخطط اقتراح قرية "أبو ديس" في القدس الشرقية عاصمة لفلسطين استناداً إلى مشروع الصفقة، وفي المقابل تنسحب "إسرائيل" من ثلاث أو خمس قرى فلسطينية في أطراف القدس والتي استولت عليها حكومة الاحتلال عام 1967.
كما سيبقى القسم القديم من القدس تحت حكم الصهاينة، ووفقاً لمراسل هآرتس، "عاموس هرئيل"، لا توجد في جعبة ترامب أي اقتراحات لانسحاب تل أبيب من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات البعيدة والمنعزلة، ولا من المجمعات السكنية الكبيرة مثل مستوطنتي آرئيل وجنوب نابلس وغوش عتصيون بالقرب من بيت لحم ومستوطنات معالية أدوميم، كما تُبقي خطة ترامب منطقة أغوار الفلسطينية تحت حكم الاحتلال، وكذلك تشكيل دولة فلسطينية منزوعة السلاح من دون جيش أو أسلحة ثقيلة.
بالإضافة إلى تقرير صحيفة "هآرتس"، في شهر مارس الماضي، أي بعد أربعة أشهر من إعلان دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وصف صائب عريقات، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صفقة القرن بأنها ستشمل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مضيفاً إن الحكومة الأمريكية تقترح منطقة حول القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، التي ستكون على بعد أميال من الأراضي المحتلة.
كما أشار عريقات إلى أن ترامب وافق على ضمّ المستوطنات الصهيونية إلى الاحتلال، وعلى الرغم من أن نتنياهو اقترح ضم 15