2024-11-30 12:52 م

الأسد يكتب نهاية الخطة الأمريكية الإسرائيلية في درعا

2018-07-02
كتب الدكتور خيام الزعبي
ينحني العالم وينبهر بعد أن أوشكت معركة درعا بالفعل على الحسم وذلك بإنتصار الجيش العربي السوري على التنظيمات المتطرفة المسلّحة وأعتقد بأنّها قد تكون مسألة أيّام معدودة، فمع سيطرة الجيش على تل الزميطية والجملية الواقعتين غرب مدينة إبطع، أصبحت المعركة في بعض البلدات محسومة سلفاً، وحصلت المصالحات وقام المسلحون بالقاء سلاحهم في معظم البلدات، وصولا إلى نصيب حيث بات الجيش على مقربة من المعبر الحدودي مع الأردن بعد بسط سيطرته على "الجمرك القديم"، الأمر الذي أدى إلى انهيار المسلحين ومسارعتهم إلى إلقاء السلاح وخروج أبناء القرى المحررة بمسيرات ترفع العلم الوطني السوري وتهتف للوطن وللجيش العربي السوري. العملية العسكرية للجيش السوري في درعا كانت دقيقة جداً وبخطة عسكرية محكمة وتم تطويق مقاتلى الجماعات الإرهابية وقطع طرق الإمداد عن طريق الالتفاف والسيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ، والتى كان بها بعض الميليشيات التى تتعاون مع الجماعات الإرهابية وتمدهم بالسلاح والمسلحين.ومع إستكمال المرحلة الأولى فى معركة تحرير درعا, والتى بدأت منذ عدة أيام والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء التنظيمات المتطرفة المسلحة في الجنوب السوري , بعد أن ظلت تهيمن على مساحات فى مختلف قرى درعا، والمؤكد أن الإنتصار فى معركة درعا, سيشكل البداية الحقيقية لطرد هذه التنظيمات من محافظة درعا والمنطقة بأكملها, وهو الهدف الاستراتيجى للجيش والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذه التنظيمات ومن ورائها، والمضي قدماً لاستكمال تحرير المدينة, ولعل الضربات الساحقة التي تقوم بها كل يوم وحدات جيشنا ضد عناصر الشرّ والإرهاب وإحباط مخططاتها القبيحة، دليل واضح على ذلك. متابعة تطورات الأحداث في سورية، يكشف عن تنشيط وتحريك المشروع التآمري لأمريكا وحلفاؤها على سورية دعماً لأمن وإستقرار الكيان الصهيوني وخدمة لمصالح الدول الحليفة لهذا المشروع في المنطقة هذا التآمر رسم وفقاً للمخططات التي تم تحضيرها بشكل متقن في غرف التآمر الأسود لإسقاط الدولة السورية بما يتوافق مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي المعد للمنطقة، لقد أرادوا لسورية أن تنهار في ظرف أسابيع قليلة لتتحول إلى دولة تدور في فلك أمريكا، وحاولوا ترويضها وفرض إملاءات تخدم مصالحهم وتضمن أمن إسرائيل الإرهابية التي تحتل فلسطين. وجه الرئيس الأسد قبل عدة أيام رسائل قوية في غاية الأهمية, تحمل فى طياتها الكثير من الدلائل والمعطيات تثبت حالة إصرار الجيش على الإنتصار وكما عهد الرئيس الأسد ، بـ"نصر نهائي وكامل" على الجماعات المتشددة والفصائل المسلحة في درعا، وذلك بعد أن برهنت قواتنا العسكرية السورية على دقتها وأحترافيتها في معركة التحرير. لذلك يبدو الموقف الأمريكي في مأزق كبير، فأمريكا لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها للمجموعات المتشددة، بعد أن خسرت إسرائيل وغرفة الموك رهانها الأساسي الذي عملت عليه منذ اللحظات الأولى للأزمة السورية والقاضي بإنشاء منطقة جغرافية في الجنوب السوري تديرها مجموعات مسلحة عميلة مرتبطة بها ، وهي الآن تتخذ إجراءات لوقف هذه العملية عند خطوط اتفاق "فصل القوات" الموقع عام 1974، بمعنى إنه بعد صمود الجيش السوري أمام الحرب الشرسة عليه، ووقوف حلفائه معه، فإن الامور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، وأمام هذه التطورات سلمت " أمريكا وحليفتها إسرائيل الإرهابية " بنصر الجيش السوري ، وفي نهاية المطاف، إنهارت المؤامرة في سورية. مجملاً...إن سورية تنتصر دائماً على أعدائها وتقاوم الإنحناء والخضوع، لم ولن تستطيع قوة خارجية أن تنتصر عليها، هذه هي سورية وتاريخها وحضارتها تتكلم عن نفسها، أعدائها يهابون جيشها وشعبها، وسوف تبقى سورية قاهرة الأعداء صخرة صامدة قوية على الرغم من الدماء والجراح، وبإختصار شديد.... إن سورية اليوم بمعادلة جيشها قوية وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الإنتصار التاريخي، ومعركة الجيش السوري القادمة ستكون أقصر وقتاً من معركة درعا وأسهل، إن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، وهذه هي صرختهم الأخيرة، وأن المرحلة القادمة ستشهد القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأرض والمناطق السورية. وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً الى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟. 
Khaym1979@yahoo.com