2024-11-26 08:27 م

الساحة الفلسطينية والتنافس على المشهد السياسي

2018-06-30
القدس/المنــار/ ماذا يجري في دائرة صنع القرار الفلسطينية، وما هي خفايا الاتصالات والضغوطات التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، وأين وصل العبث الخارجي والغريب في الساحة الفلسطينية، وماذا عن الاصطفافات والمحاور التي تخوض التصارع الوراثي، وأين تتجه البوصلة الخاصة بالمشهد السياسي الفلسطيني، وأسئلة أخرى كثيرة مطروحة في ساحة تهب عليها رياح الغدر والطعن الهوجاء؟!
الانباء المتسربة تشير الى أن هناك دراسة متأنية تتناول طاقم الحكم القادم، وأن الرئيس الفلسطيني آخر القيادات التاريخية ليس بعيدا عما يجري ويدور، دراسة يتخللها ويحيط بها تصارع مرتفع الحدة والشراسة، فالمتطلعون الى مواقع في المشهد القادم، كثيرون، والاصطفافات متغيرة من حين الى آخر، تفرضها أحيانا تدخلات اقليمية ودولية، وتتحكم فيها، احتضان المتصارعين لاجندة متباينة، فهذا مقاول لمشيخة قطر، وثالث وصلت اليه الخيوط الوهابية السعودية، وراب يولي شطر وجهه نحو القاهرة، وخامس، يرى في البلاط الملكي الأردني، السند والمغيث، وجميعهم ليسوا بعيدين عن عتبات البيت الأبيض، وجهاز استخباراته، ولأجهزة الامن الاسرائيلية نصيب من التصارع القائم، فاللعب مفتوح والتنافس على أشده، وكل الاحتمالات واردة.
ولكن، المفاجآت محتملة، وما دام الجميع مرتبطين بخيوط هي في النهاية في اليد الأمريكية، فقد تقدم واشنطن على فرض من تريد على رأس المشهد السياسي الفلسطيني، وتلجم الآخرين وتأمر الاخرين على مبايعته ووقف التحشيد والاستزلام والابقاء على اسطوانة "فتح الملفات" و "نشر الوثائق" مغلقة.
في الايام الأخيرة، واستنادا الى معلومات، هناك توجه لفرض أعضاء جدد لدائرة صنع القرار يمسكون بمفاصل المشهد السياسي الفلسطيني، وهذا لن يكون مفاجئا، حيث الساحة الفلسطينية لم تعد كالسابق قوية متحدة وموحدة، عندما سمح البعض للاحرين بالعبث فيها، وقبلوا على أنفسهم التوجه نحو أحضان الأنظمة والاجهزة الاستخبارية من كل جنس، وهنا، لن يغيب عن "الغرباء" تطويع الاجهزة الأمنية لخدمة "القادم الجديد".
وما يطرح من أسماء وما يتردد من تسريبات عن "القادمين الجدد" للمشهد السياسي لا يمت الى الحقيقة بصلة، لأن صمت هؤلاء الغرباء الممسكين بأعناق الانظمة في المنطقة ورقاب الوكلاء والمقاولين والمتصارعين الماضين والمستمرين في التحشيد والتسليح والاستقطاب، هذا الصمت قد يجر الى أعمال عنف، تغذيها اسرائيل وقوى فلسطينية تجد نفسها خارج ملعب التصارع، لكن، اذا كان السيد معنيا بالعنف والفوضى والفتنة في الساحة الفلسطينية فقد يترك الوضع المتأزم على حاله، ليحدث الانفجار، عندها، تكون الطريق سالكة لتمرير حلول التصفية للقضية الفلسطينية.
وما يخيف ويقلق أن المتصارعين ينظرون الى بعضهم البعض بحقد وتحد، وكل منهم يرى في نفسه الافضل والأفهم لتولي القيادة، وجميعهم على استعداد للتنازل والركوع، ومن يرفض فالعقوبات متعددة الأشكال وجاهزة.
في الساحة الفلسطينية، انتظار وترقب والتسريبات كثيرة، والمتنافسون يزدادون عددا و "تربصا" الى درجة الصدام المباشر، وهذا ما يقلق..
وكثيرة هي القوى والجهات التي تتدخل في الاختيار، بعيدا عن الأنظمة والقوانين والمسائل الدستورية، والمخارج عديدة، اذا ما كانت هناك حاجة لذلك، وبصراحة أن المشهد السياسي القادم ستفرضه هذه الجهات: الاردن، مصر، أمريكا والمشيخات الخليجية، ولاسرائيل أصبع، وأمريكا أصابع، دون تجاهل خطورة المجهول والمفاجآت.
إن المؤكد على ضوء المعلومات التي حصلت عليها (المنــار) أن اختيار أركان المشهد السياسي القادم ورئيسه، يقترب، ويطبخ في العواصم، وهناك تطورات غير متوقعة، دفعت المتصارعين الى اعادة حساباتهم، وتغيير اصطفافاتهم، بعد أن دخلت على خط الوراثة معادلات وقيادات جديدة.