2024-11-25 11:59 ص

ماذا وراء إنفاق الصين مليارات الدولارات على إعلامها الناطق بلغات أجنبية؟

2018-06-26
في حي الأعمال بالعاصمة الصينية "بكين"، يوجد مقر لجهاز إعلامي لمجموعة من القنوات التلفزيونية الناطقة بلغات أجنبية تحت اسم "شبكة التلفاز العالمية الصينية "سي جي تي إن".

ويعمل بها موظفون شباب درسوا في الخارج بلغات رئيسية هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية والروسية، وصرح الرئيس "شي جين بينج" في حوار صحفي أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة وتنفق مليارات الدولارات لنشر رسائلها للخارج.

ووفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست"، هناك تعتيم على موازنة "سي جي تي إن" – المسؤولة عن بث قنوات "سي سي تي في" – لكنها أعلنت عن طموحاتها للتنافس مع شبكات عالمية مثل "سي إن إن" و"بي بي سي".

 أبواق عالمية

 

- تخطط الشبكة الصينية لافتتاح مركز بث في لندن خلال نوفمبر/تشرين الثاني ليضاف إلى مركزين آخرين في واشنطن بأمريكا و"نيروبي" بكينيا، ويعمل في كل مركز من الاثنين أكثر من 150 صحفيا.

 

- سوف يعمل في مركز "سي جي تي إن" بلندن ما يقرب من 350 صحفيا على مدار الثمانية عشر شهرا المقبلة، وستزيد رواتبهم عن متوسط أجور نظرائهم في العاصمة البريطانية – بناء على تصريحات أحد المرشحين للعمل بالشبكة.

 

- تعتزم بكين دمج خدماتها الإعلامية المحلية والدولية  - من بينها "سي جي تي إن" – لتصبح شبكة موحدة تحت اسم "فويس أوف تشاينا" أو "صوت الصين" على غرار "صوت أمريكا".

 

- أفاد محللون بأن بكين ستعيد هيكلة عدد من شبكاتها الإعلامية تحت إشراف الحزب الشيوعي الحاكم بهدف بث الحملات الدعائية الصينية بوجه عام، كما ألمح آخرون إلى إمكانية استغلال حكومة "شي" هذا التوسع الإعلامي العالمي في بث أخبار كاذبة ومجابهة هيمنة الإعلام الغربي.

- أعرب مسؤولون صينيون لفترات طويلة عن ضيقهم من هيمنة الإعلام الغربي على الوعي العالمي وتعبئته ضد الصين، وظهر ذلك جليا بعد تغطية متحيزة ضد بكين خلال أحداث عدم الاستقرار في هضبة "التبت".


- أوضحت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أنها رصدت 45 مليار يوان (حوالي 6.6 مليار دولار) بغرض التوسع عالميا ومواجهة الآلة الإعلامية الغربية.


- تم ضخ هذه الأموال وغيرها لتوسع وانتشار الشبكات الإعلامية الصينية عالميا بلغات أجنبية لإيصال رسائل بكين للخارج ونشر ما تريده أن يصل للآخرين وتجنب انتقاد الحكومة والحزب الشيوعي وامتلاك ذراع مسموعة عالميا.

انتشار واسع النطاق


- على مدار العقد الماضي، اعتبرت "شينخوا" هي وكالة الأنباء الرئيسية للصين وتنتشر بلغات مختلفة كما تمتلك مكاتب حول العالم بعدد يفوق أي وكالة منافسة.

- يصل عدد المكاتب العالمية لـ"شينخوا" إلى 180، وفي 2010، أطلقت قناة تلفزيونية ناطقة بالإنجليزية تحت اسم "سي إن سي وورلد" وتُبث الآن بـ65 لغة بالإضافة إلى تواجدها الكثيف على وسائل التواصل الاجتماعي.

- قال مركز "بيو" البحثي إن نتائج الانتشار العالمي لوسائل الإعلام الصينية كان له نتائج متضاربة، فعندما استطلعت آراء مواطنين في 38 دولة بشأن وجهات نظرهم عن الصين، كانت الآراء إيجابية بنسبة 50% ثم تراجعت إلى 47% عام 2017.

- كانت الأمور مختلفة في 18 دولة إفريقية يشاهد عدد كبير من مواطنيها شبكة "سي جي تي إن" حيث أعرب 63% عن إعجابهم بالصين وبوسائل إعلامها أكثر من أي وسائل إعلام منافسة في دول أخرى.

- بالنسبة لـ"سي جي تي إن"، فإن عدد متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي يبدو جيدا حيث يزيد على 60 مليونا على "فيسبوك" – رغم حجبه في الصين.

- يتابع عدد كبير من الصينيين "سي جي تي إن" الناطقة بالإنجليزية بغية تعلم هذه اللغة الأجنبية، ولكن لا توجد بيانات رسمية بأعداد المتابعين حيث يرى محللون أن بكين غالبا ما تراوغ بشأن البيانات الحقيقية على غرار متابعي إعلامها المطبوع الناطق بلغات أجنبية.

- تطلق بعض وسائل الإعلام الصينية المطبوعة نسخا من صحفها بشكل يومي مجانا في مدن أوروبية بغرض الانتشار، وتوصلت صحيفة صينية "People's Daily" إلى اتفاق منذ عامين مع "ديلي ميل" البريطانية لنشر عدد معين من أخبارها على الإنترنت أسبوعيا.

- تنشر مجلة "بيجينج ريفيو" الصينية الأسبوعية الناطقة بالإنجليزية مقالات في صفحات ممولة بإعلانات في صحف ومجلات أجنبية من بينها "الإيكونوميست".

- يتم استخدام هذه الطريقة أيضا في البث الإعلامي التلفزيوني والمسموع حيث يتم بث برامج أو محتوى صيني ناطق بلغات أجنبية على وكالات شهيرة.

- لا يتعلق الأمر بصعوبة منافسة وسائل الإعلام الصينية الناطقة بلغات أجنبية مع الإعلام الغربي فقط، بل بمحاولات الانتشار سريعا على الساحة الإعلامية العالمية.

- تحاول "سي تي جي إن" تغطية موضوعات سياسية واجتماعية حساسة وتتجاوز الحدود بالنسبة لوسائل إعلام محلية في بعض الدول بهدف جذب الأنظار والتأثير بشكل أكبر فضلا عن نشر أفكارها الخاصة بلغات أجنبية مختلفة.

رغم دعواته للابتكار، يتحدث الرئيس الصيني "شي جين بينج" دوما عن الحاجة لإعلام مؤثر يكون بمثابة بوق للحزب الشيوعي.