2024-11-25 08:05 م

ما هي دولة "توغو" .. بوابة اسرائيل للقارة الافريقية؟!

2018-06-26
قال إيريز لين الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "العلاقات بين إسرائيل ودولة توغو الأفريقية آخذة بالتنامي في السنوات الأخيرة، في ظل تكرار زيارات وزير خارجيتها إلى تل أبيب، واعتباره أهمية أن يدافع عنها".


وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "غالبية الإسرائيليين يجدون صعوبة في العثور على دولة توغو على خارطة العالم، رغم أنها تقع في غرب أفريقيا، وبالكاد يعثرون على معلومة واحدة عنها، مهما كانت فهي دولة صغيرة لا تكاد تكون لها أخبار متداولة في إسرائيل، ورغم ذلك فإنها من أكثر الدول المؤيدة لها في قارة أفريقيا".


وأوضح أن "وزير خارجية توغو روبرت دوسيه يأتي لإسرائيل بصورة متكررة لإظهار القدرة على اعتماد إسرائيل على بلاده لتأمين مصالحها، وهو أحد الشخصيات القوية في بلاده، ويعتبر إسرائيل وطنه الثاني، سواء من الناحية الروحية أم السياسية، حتى إنه لا يذكر عدد المرات التي زارها فيها في السنوات الأخيرة".


وقال دوسيه إن "السبب في حجم التأييد الذي أعلنه لإسرائيل أنني قبل تعييني بهذا المنصب الدبلوماسي الأرفع في بلادي، عملت عشر سنوات بمواقع مختلفة في الجالية الكاثوليكية التي تضع توفير احتياجات الشعب اليهودي على سلم أولوياتها، وقد كنت راهبا كاثوليكيا أؤدي صلواتي اليومية باللغة العبرية، وقد جئت للسياسة من عالم الأكاديميا، وما زلت حتى اليوم ألقي محاضرات في الفلسفة السياسية".


ونقل التقرير عن دوسيه كلمات يرددها دائما بالقول: "إن نسيتك يا أورشليم تقطع يدي، وحين كنت راهبا أديت الصلوات مع باقي أعضاء الجالية من أجل أمن إسرائيل، وندعو لها بالحفظ والأمان، وفي نهاية الأسبوع نمارس ذات الطقوس التي تمارس في يوم السبت هنا لدى اليهود في إسرائيل، أنا أعتبر إسرائيل دولة لي، هي مكون أساسي في حياتي".


وذكرت الصحيفة أن "ذروة الدعم السياسي من توغو لإسرائيل تتمثل في رفضها لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أدان إسرائيل، ولم يستنكر عمليات حماس، وظهرت توغو من الدول الوحيدة التي صوتت مع الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، وهي ليست المرة الأولى التي تصوت فيها بهذه الطريقة، لأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف يشهد أن توغو تمنح صوتها بالعادة لصالح الموقف الإسرائيلي".


وأوضحت أن "الدولتين تقيمان تعاونا ثنائيا ناجحا في شتى المجالات، وهو تعاون آخذ بالتنامي والتصاعد مع مرور الوقت، وكان مقررا العام الماضي أن تشهد توغو القمة الأفريقية الإسرائيلية الأولى، بمشاركة عدد كبير من الدول الأفريقية، لكن القمة تم تأجيلها بسبب ضغوط كبيرة مارستها دول عربية وأفريقية، أجبرونا على تأجيلها أو إلغائها".


وأشارت الصحيفة إلى أن "توغو هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي صوتت مع إسرائيل والولايات المتحدة لإحباط قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل".


ورأى أن "هذا الخط المؤيد لإسرائيل الواضح لدولة توغو يأخذ بالتعاظم في السنوات الأخيرة، يقابله أمر غريب وهو أن هذه الدولة ليس لها سفارة في تل أبيب، ولعل إسرائيل معنية بأن تسعى توغو للمحافظة على تواجدها في المحافل الإقليمية والدولية، فهي تترأس المنظمة الإقليمية الاقتصادية الأفريقية (ECOWAS) لدول غرب أفريقيا التي تضم في عضويتها 15 دولة أفريقية، ولذلك فهي تقيم علاقات إيجابية مع الدول الأعضاء في المنظمة".


واعترف دوسيه بردود فعل حيال سياسة دولته، قائلا إننا "تلقينا ردود فعل دولية غاضبة على وقوفنا بجانب إسرائيل، لكننا بقينا على مواقفنا، ونحن ندعو إسرائيل لفتح حوارات مع كل الدول الأفريقية، نحن نريد سلاما في الشرق الأوسط، وأن تكون إسرائيل في كل مكان حول العالم، لأن عددا من دول أفريقيا لا تعلم حقيقة ما يجري هنا من صراع".


وأضاف أن "لدينا تعاونا واسعا مع إسرائيل في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والزراعة، وهي تساعدنا في المجال الصحي وتدرب طواقمنا الطبية والصحية في مشافيها، وهذا التعاون جيد لنا ولأفريقيا، كما أن إسرائيل تساعدنا في استغلال الكثير من الموارد الطبيعية التي لا نعرف كيفية استغلالها، ونرسل مهندسينا هنا كي يكتسبوا الخبرات الإسرائيلية".


وفي الختام، نقل الوزير الأفريقي عن رئيس توغو قوله إنه "يريد أن تعود أفريقيا إلى إسرائيل، وأن تعود إسرائيل لأفريقيا، لأنه قبل سنوات الثمانينيات كانت إسرائيل في أفريقيا، ولها سفارات عديدة، بما فيها توغو، اليوم نريد لإسرائيل أن تعود إلى قارتنا".