الدول المؤيدة للمبادرة الأمريكية التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية ترى أن بقاء أنظمتها مرتبط برضى أمريكا على ادائها وخدماتها وسياساتها، وبالتالي، قبلت باداء دور تمرير تلك المبادرة، وعندما عجزت عن ذلك، التقت كافة الأطراف على هدف ازاحة العقبة التي تعترض التنفيذ، والمتمثلة في القيادة الفلسطينية.
واستنادا الى دوائر سياسية، ومصادر واسعة الاطلاع، فان محادثات جاريد كوشنر في العواصم التي زارها في جولته الأخيرة تركزت على كيفية اقصاء هذه القيادة، وهذا ما يجري الاعداد له الان، خاصة بعد فشل البعض في دائرة صنع القرار من التأثير على الرئيس محمود عباس ودفعه الى الموافقة على الصفقة المسماة بـ (صفقة القرن).
الدوائر والمصادر ذاتها تؤكد أن الأطراف المعنية المرتبطة بالولايات المتحدة واسرائيل أيضا بدأت بالفعل اتصالات وتحركات لتحقيق الغرض المتفق عليه بين تلك الأطراف، وهي تخطط لاحداث فوضى في الساحة الفلسطينية، تصل الى درجة العنف، قد يكون اشتعالها على يد قوى وشخصيات متصارعة، كل منها يخدم أجندة مشبوهة، لهذا النظام أو ذلك الجهاز الاستخباري في الاقليم والساحة الدولية، متسلحة بأموال تغدق على المتصارعين لتنفيذ ما هو مطلوب منها، وقد تأخذ الخطة أشكالا عدة منها مظاهرات ومسيرات متنقلة في هذه المدينة أو تلك، تفتعل خلالها الصدامات وتندس بين صفوفها قوى متربطة وأخرى مارقة، دون تجاهل مقاولي ووكلاء الأنظمة، واليد الاسرائيلية، انه التلاقي بين القوى الخبثة المتآمرة على فلسطين شعبا وقضية وقيادة.
وتفيد المصادر والدوائر، أن القيادة الفلسطينية تلقت مؤخرا رسائل تهديد، قابلة للتنفيذ في حال واصلت رفضها للتآمر العربي الاسرائيلي الأمريكي، وهناك أنظمة عربية تتحرك في الشأن الفلسطينية، متجاوزة القيادة الفلسطينية، وتسعى لإجتذاب قيادات في عملية اختراق مدروسة للضغط على الرئيس محمود عباس، وهدد بعضها بفرض حصار على القيادة الفلسطينية، وتعطيل بعض أوجه الحياة في الساحة الفلسطينية، ومعالم هذا الحصار باتت واضحة وبدأ تنفيذها فعلا.
وتضيف الدوائر والمصادر أن عواصم الردة وأنظمتها "مشدوهة البال" بعد أن أخبرها جاريد كوشنر أن صفقة القرن قد تفشل اذا ما استمرت القيادة الفلسطينية في رفضها لهذه الصفقة التي تلبي كافة احتياجات اسرائيل، ولهذا السبب، بدأت تلك الأنظمة تحركا مكثفا، وبينها اتصالات لا تنقطع للضغط على القيادة الفلسطينية وتهديدها ، أما الموافقة واما الاقصاء، وتشير المصادر هنا الى اختراقات أحدثتها الانظة باتجاه دائرة صنع القرار، ومن اعضائها من ارتبط بالعواصم والأجهزة الاستخبارية، وامتدت الخيوط بينهم وبين مقاولي انظمة يتواجدون خارج الساحة الفلسطينية، وتؤكد المصادر أيضا، أن كل عاصمة من عواصم الردة بدأت البحث عن بديل لتنصيبه بعد جولة من أعمال العنف فالأردن يطرح "زلمته" والامارات ومصر كذلك، والسعودية تدرس الأمر ولديها خيارات مختلفة، والجميع ينسق الأمر مع تل أبيب ولديها خيارات مختلفة، والجميع ينسق الأمر مع تل أبيب وواشنطن.
لكن، الدوائر والمصادر تطرح ما أسمته بالحقيقة التي ستصطدم بها كل القوى الخبيثة المتحركة بايقاع امريكي اسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وهي أن رفض الجانب الفلسطيني، سيبقي صفقة القرن الامريكية حبيسة الأدراج، ويبقى على أنظمة الردة في صحراء من التيه والوهم.