2024-11-27 04:45 م

كيف سيؤثر تحرير درعا على موازين القوى في سورية؟

2018-06-23
كتب الدكتور خيام الزعبي 
تتواصل العمليات العسكرية للجيش العربي السوري في درعا في اطار العملية العسكرية الواسعة التي اطلقتها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة والهادفة لتحرير المحافظة وفك الحصار عنها، كون عملية تحرير درعا لها أولوية ملحة لدى القيادة السياسية، باعتبارها بوابة للنصر النهائي والناجز على الإرهاب، فتكبيرات النصر التي تتعالى الآن في درعا يتردد صداها في مختلف المناطق بعد تمكن الجيش السوري من السيطرة ناريا على خطوط إمداد تنظيم "النصرة" في منطقة اللجاة شمال شرق درعا إيذانا ببدء المنازلة الكبرى ضد الإرهاب في مناطق الجنوب السوري. أن إنطلاق هذه العملية... كعملية مخططة توافرت لها على كل وسائل النجاح.. لا يعني ذ لك بداية النهاية لمسلحو جبهة النصرة بل النهاية ذاتها .وحقق الجيش السوري خلال المعارك مع الجماعات المسلحة تقدمات ميدانية كبيرة بعد استعادة السيطرة على مواقع استراتيجية في المنطقة الشرقية لدرعا، بذلك استعاد الجيش السوري زمام المبادرة وانتقل من مرحلة التموضع إلى مرحلة استعادة الأرض على مختلف مناطق الجنوب السوري، خاصة بعد النجاحات التي تحققت بتحرير حزام دمشق في الغوطة ودوما ولاحقا في مناطق مخيم اليرموك ضد تنظيم داعش، بذلك بات المسلحين يعيشون فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرض لها المجاميع المسلحة الأخرى من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق السوري. في هذا السياق حاولت أمريكا وحلفاؤها مراراً، تحسين وضع مسلحو جبهة النصرة الضعيف في الميدان العسكري في الجنوب السوري كونه من المهم لهم أن تبقى المناطق الاستراتيجية المحررة من قبضته، الواقعة على الحدود المشتركة بين سورية والأردن والعراق، بعيدة كل البعد عن قبضة الجيش السوري وحلفاؤه، وازدادت المخاوف الأمريكية أكثر عندما أصبح من السهل افتتاح طُرق برية بين طهران ودمشق وبعد ذلك وصولها إلى لبنان وإلى الأراضي المحتلة. لذلك فإن نجاح الجيش السوري فى إستعادة السيطرة على مدينة درعا وإعادة الأمن والاستقرار إليها يعني كسر العمود الفقري للمسلحين و البداية الحقيقية لطردهم من كافة الأرض السورية وهو الهدف الاستراتيجى للجيش لإنهاء الارهاب، لذلك فأن أحلام أمريكا وذيولها إلى تلاش وطرق مسدودة، وإن السوريين باتوا اليوم على مقربة من إعلان نصر إستراتيجيٍ، هذا الإنتصار سيكون نكسة للقوى المتطرفة وللسياسة الأمريكية في المنطقة، فواشنطن التي لم تتأخر يوماً عن دعم الإرهاب، أصبحت تجد نفسها اليوم أمام واقع مُغاير رسخه صمود الجيش السوري، الذي إستطاع إستعادة وإسترداد المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين. وفي محيط سورية بدى أن بعض القوى الإقليمية شرعت في مراجعة موقفها من الوضع بعد دخول الجيش السوري على خط المواجهة في درعا، هذا مثلاً تعمل المملكة الأردنية، وفق تصريحات مختلفة، لإيجاد حل يُغلق ملف جنوب سورية، المتاخم لشمال الأردن، بالمحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، وجعله بعيداً عن الحرب، لخوفها من موجات نزوحٍ جديدة وهي التي أعربت أساساً عن موقف مرن تجاه عودة الحكومة السورية للسيطرة على المناطق الحدودية معها، كما يتوقف تصاعد العمليات العسكرية على ما قد ينتج من التفاهمات السياسية بين الدول الإقليمية والدولية المعنية بملف الجنوب السوري. الأكيد أن تحرير مدينة درعا سيكون صفعة قوية للمشروع الأمريكي- الغربي وهو حدث سيربك أيضا حسابات اسرائيل الإرهابية، وأخيراً ربما أستطيع القول، إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن وطننا الكبير "سورية" واستقرارها. 
 Khaym1979@yahoo.com