هذه الماكنات الاعلامية لم تتوقف عن دورها العبثي التحريضي والهدف مشترك بين تل أبيب وتلك العواصم، وما تردده وتتناوله وتنشره، ليس بعيدا عن المستويات السياسية وما تخطط له وتتحرك من أجله، وان حاولت هذه المستويات الادعاء بالابتعاد عن مسألة الوراثة في الساحة الفلسطينية.
دوائر رسمية اسرائيلية، تدعي عدم تدخلها، وهي فقط تراقب الوضع واتجاهاته، وهي تتعامل مع الجهة أو الشخص الذي سيخرج منتصرا من هذه الحرب، مع أن غالبية المتصارعين يبحثون عن مواقف اسرائيلية مباركة وراضية وحتى داعمة لهذه الجهة أو تلك.
ويرى المراقبون، أن الادعاءات الاسرائيلية بعيدة تماما عن حقيقة موقف تل أبيب، فهي تنسق بهذا الشأن مع عواصم في المنطقة ومع الادارة الامريكية، ويجمعها جميعا هدف واحد، وهو التوافق على شخص، يتولى ادارة المشهد السياسي الفلسطيني في حال غياب الرئيس محمود عباس، وبالتالي، هي لا تكتفي بدور المراقب فقط، وانما تدبر أساليب التدخل والعبث بسرية وذكية، وهناك لقاءات تتم بين قيادات اسرائيلية وشخصيات فلسطينية تشاورا وتنسيقا الى درجة "الاحتضان"، لذلك، هناك اهتمام قوي من جانب اسرائيل، في كل ما يتعلق بتطورات الأوضاع في الساحة الفلسطينية، وهي أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا الملعب.