2024-11-25 05:36 م

الحرب الهمجية على اليمن..وسنوات سوداء قادمة على السعودية واقتصادها ))

2018-06-16
رامي نبيل ميوس
إن التحدث عن شبح الإفلاس القادم إلى السعودية حديثاً ليس من فراغ أو ترويجاً إعلامياً من قبل خصومها، بل حقائق بدأت تتكشف مع استمرار طاحونة الحرب العدوانية الاستنزافية التي يشنها النظام السعودي على اليمن وشعبه منذ قرابة العامين من دون وجود مؤشرات على توقفها في المدى المنظور بعدما فشلت الرياض في فرض سيطرة قواتها مع ما يسمى «التحالف العربي» على كامل اليمن وعجزها عن فرض شروطها التي باءت بالفشل لتعود دائرة القتال أشد وطأة. بالطبع هذه الحرب الوحشية ضد أفقر البلدان العربية عبثية بكل ما للكلمة من معنى ولم يستطع حتى دبلوماسيون سعوديون إعطاء مسوغات مقنعة بشأنها فقد حاول السفير السعودي في أمريكا عبد الله آل سعود شرحها في مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال» حيث «لم تكن مقنعة» واعترف أن «الشعب لا يعرف لماذا أطلقت المملكة الحرب»، ويقول : «كنت أتساءل مثل كثير من السعوديين لماذا أقدمت المملكة على هذا العمل الخطير وغير المعتاد» ؟. ويشير تقرير خاص لموقع «غلوبال ريسيرش» الكندي إلى أن السعودية لديها رغبة قديمة بتفكيك اليمن إذا لم تستطع أن تسيطر عليه بالكامل ولذلك هذه النتيجة المستهدفة أي التقسيم قد تبدو مبالغا فيها أو مثيرة للقلق، ولكن من هم على دراية بتاريخ اليمن على مدى العقود القليلة الماضية لن يشعروا بالمفاجأة إذا علموا أن هذا هو الهدف غير المعلن من حرب السعودية عليه، فاليمن يعد بلداً فقير جداً، ويحيط بحدوده الطويلة مع السعودية الثراء والقوة القادمين من السعودية. كانت السعودية تظن منذ مدة طويلة أن تفجير هذه التحديات عن بعد  «ممكن»، كما يمكنّها من التحكم في اليمن، ويشير التقرير إلى أن السعودية قد تعمدت تدمير البنية التحتية في اليمن ومن المؤكداً أن القوات البرية المشكلة من عدة دول عربية لم تفعل شيئاً يذكر للوصول إلى هدف التحكم باليمن ما يعني أن اليمن تغلب على مفاعيل العدوان حتى الآن . إن الهدف النهائي السعودي هو «التقسيم»، وهذا يفسر الاستراتيجية المتبعة من قبل السعوديين في اليمن، والتي تتسم بالقسوة والوحشية، إن السعودية تهدم أجزاء من اليمن بفعل الضربات الجوية وأن الغزو قد يكون يستهدف إحداث «تقسيم» دائم سواء كان ذلك عن طريق المصادفة أو التصميم. ويبدو أن التورط السعودي في الحرب على اليمن مع مفاجأتها بتدهور أسعار النفط عقّد الموقف وقاد النظام السعودي لأزمة عجز مالي متزايد يحاول سده عن طريق استهلاك الاحتياطات، والسؤال المطروح: كيف يمكن لهذا البلد النفطي بامتياز تجنّب  شبح الإفلاس القادم لا محالة .... يمكن القول: إن استمرار انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف منذ الصيف الماضي جعل السعودية تلجأ بشكل متزايد إلى إصدار المزيد من السندات الحكومية لتمويل العجز المتزايد في ميزانيتها، كما تستمر بسحب المزيد من المليارات من صندوقها الاحتياطي الذي تشكلت أمواله من فوائض الطفرات النفطية . يؤكد الباحثون في معظمهم أن شبح الإفلاس قائم  إذ لا تزال السعودية بلدا نفطياً بامتياز منذ تأسيسها في ثلاثينيات القرن الماضي. وعلى الرغم من الطفرات النفطية التي وفرت لها تريليونات الدولارات الإضافية خلال السنوات الخمسين الماضية، فإنّ هدف تنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي لا يزال بعيد المنال، وكلما استمرت أسعار النفط بالتدهور، ستنكشف أكثر فأكثر عورات السياسات الاقتصادية السعودية التي تركز على الإنفاق الاستهلاكي المتزايد لتمويل الميزانية العامة والحروب الإرهابية ضد دول كثيرة ما يجعل من سيناريو الإفلاس أمراً واقعاً بعد استنزاف الاحتياطات المالية والفشل الذريع المتوقع في حربها على  اليمن وحروبها الأخرى جميعاً.