كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ملياردير لاس فيغاس، شيلدون أديلسون، أعطى الجمهوريين 82 مليون دولار في انتخابات عام 2016، وأصبحت آراؤه الآن، ولا سيَما الدعم القوي لإسرائيل في عهد نتنياهو، هي الخط الرسمي للولايات المتحدة.
ويمكن رؤية بصمات هذا الثري اليهودي المولع بالسياسة البالغ من العمر 84 عاما في مجموعة من قرارات دونالد ترامب المثيرة للجدل، ومنها انتهاك الاتفاق النووي الإيراني ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس وتعيين جون بولتون المتشدد مستشارا للأمن القومي.
وقال لوغان بايروف من جماعة "جي ستريت" الليبرالية المؤيدة لإسرائيل: "لقد فرض أدلسون نفسه شخصية مؤثرة في السياسة الأمريكية بفضل مقدار المال الذي أسهم به"، وأضاف: "ليس هناك شك في يتبنى مواقف خطرة جدا وموغلة في اليمين، وتلقى اهتماما، على أقل تقدير، على أعلى المستويات في الحكومة". وأحد دوافع الدعم الكبير الذي قدمه أديلسون للجمهوريين هو دعمهم الأكثر وفاء لسياسات بنيامين نتنياهو، التي تبدو عازمة على منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأعطى أديلسون 82 مليون دولار لحملات ترامب والجمهوريين خلال دورة الانتخابات 2016، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف لأكبر متبرع فردي.وضمن له هذا الالتزام إصغاء واهتمام الإدارة الجديدة، إذ ضغط من أجل تعيين بولتون مستشارا للأمن القومي، وكان له ذلك، مع العلم بأنه سيكون حليفاً مهماً في إقناع البيت الأبيض بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أدلسون هو عضو في "مجلس الأمن القومي" الذي يقدم المشورة لبولتون. ;بعد يوم من إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية الإيرانية، أفادت الأنباء أن أديلسون عقد اجتماعًا خاصًا في البيت الأبيض مع الرئيس بولتون ونائب الرئيس مايك بنس.
كما دفع قطب الكازينو بقوة في اتجاه نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، وهو تحرك أثار بعض الرؤساء السابقين بسبب العواقب الدبلوماسية. وكان "أدلسون" متحمسا جدا لهذه الخطوة التي عرض دفع بعض تكاليفها، وقدم طائرة نقل وفد غواتيمالا الرسمي إلى إسرائيل لحضور الحفل.
وقال دانييل ليفي، وهو عضو سابق في فرق التفاوض الإسرائيلية مع الفلسطينيين والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك، إن أموال "أديلسون" ساعدت في إعادة إحياء سياسات المحافظين الجدد التي فقدت مصداقيتها بعد الغزو الأمريكي للعراق. وأضاف "ليفي"، الذي يشغل الآن منصب رئيس مشروع الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة: "إن أدلسون هو المحور الأساس في تجميع متطرفي اليمين الإسرائيلي والموالين المتعصبين لإسرائيل والمحافظين الجدد". والملياردير ملتزم بشدة بحماية مصالح إسرائيل داخل الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة البريطانية أنه موَل المقر الجديد لأقوى جماعة ضغط المؤيدة لإسرائيل في واشنطن (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)، وأنفق 100 مليون دولار لتمويل رحلات "حق مكتسب" لشباب يهود أميركيين إلى إسرائيل، كما موَل أيضا مجموعة معارضة لنقد الدولة اليهودية في الجامعات الأمريكية.
المصدر: مجلة العصر