2024-11-24 07:32 م

تعرف على الدول الأكثر شراء للأسلحة الإسرائيلية

2018-06-01
شهدت العلاقات الإسرائيلية ــ الهندية تطورا ملحوظا، في السنوات القليلة الماضية، عزز بدوره من ارتفاع الصادرات الإسرائيلية إلى الهند، خاصة صادرات الأسلحة، لتحتل تل أبيب معها المرتبة السادسة حول العالم في تصدير الأسلحة.

أفادت القناة الثانية العبرية، صباح اليوم، الجمعة، 1 يونيو / حزيران، أن الهند بصدد شراء أسلحة جديدة من إسرائيل، أهمها صواريخ الكتف، وهي الصفقة التي رفضتها دلهي قبل خمسة أشهر، وعاودت الهند تقديم الطلب نفسه، بقيمة 500 مليون دولار، في صفقة جديدة لشراء الأسلحة الإسرائيلية، التي تفتح الباب أمام معرفة صفقات الأسلحة الإسرائيلية المهمة، والدول الأكثر شراء لها.

المكانة التصديرية لإسرائيل:

بداية، أفاد تقرير صادر عن معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، أن إسرائيل عززت مكانتها كأكبر دولة مصدرة للأسلحة لجميع أنحاء العالم، حيث احتلت المرتبة السابعة عالميا في تصدير الأسلحة، فيما ارتفعت صادرات الشركات الإسرائيلية لصناعات الأسلحة، بحوالي 55% على مدار السنوات الماضية.

وبحسب صحيفة "ماقور ريشون" العبرية، فإن إسرائيل احتلت المرتبة السادسة عالميا في تصدير الأسلحة، في العام 2012، على سبيل المثال، بمبيعات تقدر بـ2.4 مليار دولار، بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وفي تقرير آخر لصحيفة "معاريف"، تقدر مبيعاتها بـ7 مليار دولار، في العام نفسه.

واتضح أن 49% من الأسلحة الإسرائيلية، التي بيعت إلى دول مختلفة حول العالم بين عامي 2013 و2017، وصلت إلى الهند، و13% إلى أذربيجان، و6.3% إلى فيتنام.

مع الإشارة إلى أن تحسن العلاقات بين إسرائيل والهند ساهم في رفع مستوى بيع الأسلحة إلى الهند، حيث تجلى ذلك، في تعدد زيارات رئيس الوزراء الهندي، نيراندرا مودي، إلى إسرائيل والزيارة المتبادلة الأخيرة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو إلى دلهي. من بين صفقات بيع الأسلحة الإسرائيلية للهند، صواريخ الدفاع الجوي، والطائرات بدون طيار، وصواريخ مضادة للدبابات، حيث قفزت الواردات الهندية من إسرائيل إلى 285%، في السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بـ 2008-2012.

زودت إسرائيل الهند وأذربيجان بالطائرات بلا طيار، وكانت واشنطن بوست نشرت عام 2016 تقريرا قالت إن طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع استخدمت في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا. إضافة إلى الذخائر "المارقة"، والمعروفة باسم "الطائرات الانتحارية بلا طيار". في الماضي ذكرت التقارير أنه في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا، لوحظت طائرة إسرائيلية بدون طيار "هاروف"، مدعية أنها "طائرة بدون طيار انتحارية".

"الطائرات بدون طيار" كانت أهم الصفقات العسكرية الإسرائيلية لكثير من دول العالم، وربما تعتبر أيقونة الأسلحة الإسرائيلية، في الفترة الأخيرة، حيث أشارت القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير آخر إلى أن تركيا وجورجيا وتايلاند وسنغافورة والتشيك كانوا من أكثر الدول حول العالم الذين اشتروا هذه الطائرات، فضلا عن شراء تايلاند، على سبيل المثال صواريخ قصيرة المدى ورشاشات. وهو الأمر نفسه الذي ينطلي على كولومبيا التي اشترت، في العام 2015، طائرات بدون طيار من نوع "هيرمس 450"، وهيرمس 900". فيما اشترت تشيلي أجهزة قيادة طائرات "إف 16"، وطائرات بدون طيار، بينما اشترت البرازيل والإكوادور عشرات الطائرات بدون طيار، وهو تطور نوعي إسرائيلي في القارة الأمريكية اللاتينية، يعد بمثابة اختراق واضح لهذه القارة. في وقت زودت إسرائيل فنلندا بأجهزة استخباراتية وتكنولوجية تقدر بعشرات الملايين من الدولارت.

الغريب أن كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا اشترت من إسرائيل طائرات بدون طيار، كل منها لمراقبة حدودها المشتركة مع الدول المحيطة بها، وهو ما نشرته القناة العبرية الثانية، في التقرير نفسه.

شراء الدول العربية للسلاح الإسرائيلي:

ومع تطور العلاقات العربية ــ الإسرائيلية، بشكل إيجابي، وما تبعه من تطور، غير مسبوق، في التعاون الأمني، بما في ذلك بيع الأسلحة الإسرائيلية للدول العربية، وهو ما يحدث وراء الكواليس، أو عبر دولة ثالثة، لتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية، المنشورة باللغة العبرية، بعض من هذه التفاصيل المهمة، وإن أخفت البعض الآخر؛ لأسباب تتعلق بنشر معلومات سرية من شأنها الإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي وحلفاء إسرائيل.

نشرت القناة الثانية العبرية تقريرا مفصلا حول ذلك الأمر، في العام 2015، جاء فيه أن إسرائيل من أكثر الدول تصديرا للسلاح، حتى أن هذه الأسلحة وصلت لدول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مثل اليمن، والمغرب، وسوريا، ناهيك عن مصر والأردن بالقطع، باعتبار أن كل منها تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. وذلك كله باستثناء العراق وإيران ـ بحسب صحيفة "هاآرتس" العبرية، فإن إسرائيل باعت الجزائر أسلحة إلكترونية، وللإمارات العربية المتحدة أسلحة دفاعية ضد الصواريخ وأسلحة حرب إلكترونية، رغم أن كل منها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو ما ينطبق على المغرب التي اشترت أسلحة حرب إلكترونية، ومن المحتمل الأسلحة نفسها لمصر أيضا. وذلك بين الأعوام 2008 — 2012،

 فيما باعت لباكستان أسلحة رادارية وإلكترونية، والأسلحة ذاتها للأردن وللقوات السعودية باليمن، وذلك كله رغم نفي هذه الدول شراء تلك الأسلحة من إسرائيل ــ بحسب الصحيفة العبرية. مع الإشارة إلى أن أكثر الأسلحة مبيعا للدول العربية هي المعدات الإلكترونية، وأجهزة الاتصالات والمراقبة.

ومن بين الدول العربية الأكثر شراء للأسلحة الإسرائيلية هي الأردن، التي تقيم علاقات دبلوماسية معها، حيث ساهم تنظيم "داعش" في التقارب بين الطرفين، فقد زودت إسرائيل الأردن بـ16 مروحية قتالية من نوع كوبرا، بعد خروجها من الخدمة في سلاح الطيران الإسرائيلي، في العام 2015. مع التأكيد على تزويد تل أبيب لعمَّان بطائرات من دون طيار، من نوع هارون وسكايلارك. كما يدور الحديث عن طائرات للتمشيط وجمع المعلومات الاستخبارية، ويعتقد أن لديها القدرة أيضاً على حمل متفجرات. مع الإشارة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أقام شعبة تدريب في واحدة من قواعد سلاح الجو الأردني.

وعلى الرغم من عدم إقامة السعودية لعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فإن تقرير القناة العبرية الثانية أشار إلى وجود أسلحة إسرائيلية في السفارة السعودية باليمن، في العام 2015، وذلك في إطار الحرب الدئرة في اليمن، لمواجهة الحوثيين. وذلك مع ذكر القناة الثانية في موضع آخر أن السعودية اشترت أسلحة إسرائيلية عبر طرف ثالث، ممثل في جنوب أفريقيا أو الأردن. في وقت أكد التقرير أن الجيش السوري أعلن عن عثوره على أسلحة إسرائيلية بيد الثوار السوريين.

هذه كله غيض من فيض، حيث تعمد وسائل الإعلام الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، إلى كتم أسرار العلاقات العسكرية مع كثير من الدول العربية، خاصة صفقات الأسلحة الكبيرة والمهمة؛ لأسباب تتعلق بالطرف العربي الآخر، وكذلك بدعوى الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، وعلى علاقات إسرائيل الدبلوماسية بهذه الدول.