2024-11-14 11:56 م

«هآرتس»: السعودية طلبت من «إسرائيل» التدخل في حرب اليمن لمواجهة نفوذ عبدالناصر

2018-05-24
قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنّ التدخّل المصري في اليمن عام 1962 تحت قيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أثار معارضة ومخاوف لدى دول في الخليج، على رأسها السعودية والأردن، بجانب مخاوف الدول الاستعمارية ذات المصالح في المنطقة؛ وفي مقدمتها بريطانيا التي سيطرت على عدن ومحيطها.

وأضافت أنّ هذه الدول خشيت من مدّ النفوذ الناصري في المنطقة؛ فاتفّقت فيما بينها على دعم نظام الإمام الزيدي، وأدّى التدخل البريطاني في الحرب إلى تعديل موازين القوى ميدانيًا، وصولا إلى حالة من الجمود العسكري عام 1963 في ساحات القتال بين قوات الثورة المدعومة بـ60 ألف جندي مصري وبين نظام الإمام ومعسكر بريطانيا، مع بدء تكريس تقسيم لليمن بين الثوار ومصر في جنوبه، ونظام الإمام في الشمال بالمناطق الجبلية، مع صعوبة في إيصال المساعدات والذخيرة والعتاد العسكري إليهم.

وذكرت الصحيفة أنّ بريطانيا طلبت من «إسرائيل» أن تنزل قواتها الجوية مساعدات وسلاحًا لموالي نظام الإمام؛ بسبب موقفها المعلن بالحياد في الحرب، ولخوف الدول «المعتدلة» في المنطقة من ردٍّ مصريٍّ إذا حدث ذلك.

كسرًا للوحدة العربية

وتابعت «هآرتس» أنّ «إسرائيل» لم تتردد في قبول الاقتراح، لا سيما أنها كانت تعاني من حالة عزلة دولية، ولرغبتها في التخلص من «عبدالناصر»، أو على الأقل كسر قيادته للمنطقة العربية التي شهدت حينها وحدة بين سوريا ومصر، والثورة في العراق ومحاولات لإسقاط النظام الهاشمي في الأردن؛ وصوّرت «إسرائيل» الزعيم المصري بأنه «وريث أدولف هتلر ويسعى لإبادتها ومحوها من الوجود».

وأضافت أنّ الطرف البريطاني تواصل مع الملحق العسكري الإسرائيلي في بلده «الكولنيل دان حيرام»، عبر عضو البرلمان البريطاني «دنيل ماكلين»، الذي اقترح أن تقدم «إسرائيل» المساعدات لنظام الإمام وقواته المحاصرة في شمال اليمن.

وتابعت: وعلى إثر ذلك، عقد ماكلين أول لقاء مع وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك «موشيه ديان» في تل أبيب، وتبعته لقاءات أخرى حتى تمت بلورة الخطة العملية لتقديم المساعدات وإنزالها جوًا في 31 مارس 1964؛ فأنزلت دزينة من الحاويات التي كانت تحمل السلاح والأدوية، تبعه 13 إنزالًا مشابهًا لتسليح قوات الإمام مع إبقاء الأمر سريًا للغاية حتى في صفوف قوات الإمام.

وذكر تقرير «هآرتس» أنّ الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز حاول مجددا في فبراير 1967 حثّ «إسرائيل» على إنزال عتاد عسكري إضافي لقوات الإمام؛ لكنّ «الاحتلال» رفض، بعد أن أوقف الجسر الجوي لقوات الإمام بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين السعودية ومصر في أغسطس من عام 1965.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنّ هزيمة مصر في حرب يونيو 1967 أدّت جزئيًا إلى إضعاف قوتها تحت قيادة عبدالناصر، وساهمت بشكل ساخر في التقارب بين السعودية ومصر وانسحاب القوات المصرية من اليمن، وفي عام 1970 انتهت المعارك نهائيًا بانتصار قوات الثورة على نظام الإمام في اليمن.