2024-11-25 01:37 م

موقف «يهود أمريكا» المفاجئ من ترامب ونقل السفارة للقدس

2018-05-19
عنما تسمع مصطلح «يهود أمريكا» ربما يتبادر إلى ذهنك من أول وهلة «اللوبي الإسرائيلي في أمريكا» ولكن هناك لوبي من نوع آخر يتكون من حركات يهودية أمريكية، تعارض إسرائيل، وترفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، اللافت أن تلك الحركات هي جزء من يهود أمريكا، الذين رفضوا أغلبيتهم قرار نقل السفارة، وكان موقفهم «محيرًا» في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بالنسبة للبعض.

في الذكرى الـ70 للنكبة.. ماذا فعل يهود أمريكيون أمام فندق ترامب؟

في الذكرى السنوية رقم 70 للنكبة، الموافقة يوم 15 مايو (أيار)، وتزامنًا مع احتفال مسؤولي أمريكا وإسرائيل بتنفيذ قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بدا المشهد مختلفًا في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، أمام فندق ترامب العالمي؛ إذ احتج العشرات من يهود أمريكا، تجاهلًا لقرار ترامب بنقل السفارة، واصفين إياها بـ«سفارة احتلال» وطالبوا بلافتاتهم بتحويلها إلى «سفارة حرية» وهتفوا: «أوقفوا العنف»، «سنبني عالمنا بالحُب»، مُرتدين ملابس سوداء كُتب عليها: «مستقبل اليهود يطالب بالحرية للفلسطينيين».

ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل كان المتحدثون في مسيرة الاحتجاج، يُحدثون أول بأول عدد ضحايا الرصاص الإسرائيلي على الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى على الحدود مع قطاع غزة، من بين هؤلاء المتحدثين كانت الحاخام سارة برامر-شلي (26 سنة)، مُنظمة الاحتجاج، التي قالت للمتظاهرين أمامها: «يجب أن يمتدّ السلام إلى الفلسطينيين أيضًا».

وكان هذا جزء من مسيرة احتجاجية، ليست الأولى من نوعها، وإنما الثانية، لحركة «إف نوت ناو (IfNotNow) » (أي ماذا لو لم يكن الآن) تلك الحركة اليهودية الأمريكية، التي تحث المجتمع اليهودي الأمريكي، على إنهاء دعمه لسياسات إسرائيل تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتكتب الحملة في موقعها الرسمي «لقد حان الوقت لإنهاء دعم مجتمعنا (اليهودي الأمريكي) للاحتلال، وسنكون الجيل الذي يفعل ذلك، إن الاحتلال يُمثل كابوسًا للواقعين تحته، وكارثة أخلاقية لداعميه ومديريه، تعمل الحملة لتحويل المجتمع اليهودي الأمريكي من دعم الاحتلال إلى الدعوة للحرية والكرامة للجميع».

ويقول يونا ليبرمان المتحدث باسم الحملة: «سؤالنا هو: مع أي جانب تقف؟.. لن نؤثر على الكونجرس بشأن تحويل السفارة إلى القدس، ولكننا نحاول أن نحرك العامة نحو ذلك»، وقد كتب ليبرمان مقالًا له في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أقر فيه بأن دعم يهود أمريكا القديم وطويل الأمد مكن الاحتلال الإسرائيلي وأدى لتآكل أخلاقيات يهود أمريكا، «وقد جاء الوقت لإنهاء ذلك». ويبدو أن تلك الحركة تشغل مصدر إزعاج للسلطات الأمريكية، التي قبضت على 37 من المحتجين التابعين للحملة خلال الشهر الماضي بحسب ما أفادت الحملة.

«صوت يهودي من أجل السلام»: «تكلم عن غزة»

ضمن إحدى الحملات العربية الداعية للتضامن مع فلسطين، وإنما من حملة يهودية أمريكية تحمل اسم «صوت يهودي من أجل السلام (Jewish Voice for Peace)» ودشنوا حملة تحت وسم «#SpeakUpForGaza» (أي تكلم عن غزة) مُطالبين المتضامنين مع غزة بالتوقيع على عريضة طارئة تُطالب إسرائيل بالتوقف عن استخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين.

ولفتوا إلى مقتل العشرات، وإصابة أكثر من 2000 متظاهر فلسطيني أثناء احتفال كبار الشخصيات الأمريكيين بافتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس على بعد 40 ميلًا فقط من التظاهرات، مؤكدين: «هذا يجب أن يتوقف»، وقد وقّع على العريضة أكثر من 13 ألف شخص، مُتعدين الهدف الأولي الذي وضعته الحملة بالوصول إلى 10 آلاف توقيع.

و«صوت يهودي من أجل السلام» كما تُعرفها إحدى أعضائها، الحاخام إليسا وايز: هي منظمة تعمل على المستوى الشعبي مكونة من مئات الآلاف المؤيدين الذين يطالبون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وتُشارك المنظمة في حملة المقاطعة الشعبية لإسرائيل التي تحمل اسم BDS والتي تدعو لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاسثثمارات منها، وفرض عقوبات عليها، وتشن حملات تعريفية بالنكبة، من بين من تأثروا بها امرأة يهودية تحكي: «عندما تعرفت على ما حدث في النكبة شعرت بالصدمة، ثم الإحراج من معرفتي المحدودة بالتاريخ الحقيقي لتأسيس إسرائيل».

 : هي منظمة تعمل على المستوى الشعبي مكونة من مئات الآلاف المؤيدين الذين يطالبون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وتُشارك المنظمة في حملة المقاطعة الشعبية لإسرائيل التي تحمل اسم «BDS» والتي تدعو لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاسثمارات منها، وفرض عقوبات عليها، و توجة حملات تعريفية بالنكبة، من بين من ـ تأثروا بها امرأة يهودية تحكي:« عندما تعرف على ما حدث في النكبة شعرت بالصدمة، ثم الإحراج من معرفتي المحدودة بالتاريخ الحقيقي لتأسيس إسرائيل»

ماذا تعرف عن حملة مقاطعة إسرائيل BDS؟ إنها أكثر من مجرد مقاطعة اقتصادية

وتحكي الحاخام إليسا، عن النكبة «كان الأمر عام 1948 عندما هُجر مئات آلاف الفلسطينيين ليحل الإسرائيليين محلهم» ويضم موقع المنظمة تصميم يُوضح ما كان عليه الوضع عام 1948، حين هُجر 750 ألف فلسطيني، وهو ما يُعادل حينها أكثر من 50% من السكان الفلسطينيين، ليحل محلهم نحو 480 ألف يهودي، ليتحكم اليهود البالغ عددهم 720 ألفًا، في معظم أراضي الفلسطينيين، وكيف اتسعت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في الوقت الراهن.

ويعمل شباب المنظمة ضد برنامج يُعرف باسم «حق المولد» وهو برنامج يموله مليارديرات اليهود الصهاينة، يوفر رحلات مدفوعة لشباب اليهود لزيارة إسرائيل لمدة 10 أيام، ويرفض شباب المنظمة تلك الزيارات؛ «حتى يتمكن الفلسطينيون من العودة» على حد تعبير إليسا، التي تؤكد عدم تأييد كل اليهود لإسرائيل، فهناك يهود كثر لهم رأي آخر، وتؤكد أيضًا نمو المنظمة الكبير خلال السنوات الأخيرة.

وتضع المنظمة شروطًا للانضمام إلى أكثر من 200 ألف عضو وداعم لها، تتضمن: التوقيع على عريضة تجاهل استخدام إسرائيل القوة القاتلة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، والتعرف على حملاتها التعريفية بمسيرة العودة الكبرى، والمشاركة في الفعاليات التي يُنظمونها بشأن النكبة.

وفي الذكرى السبعين للنكبة نظمت المنظمة الكثير من الاحتجاجات في قلب أمريكا، رفعوا فيها أعلام فلسطين، وصورًا لقتلى مسيرة العودة ولافتات كُتب عليها عبارات مثل: «اليهود يقولون: دعوا غزة تعيش.. الحرية لغزة.. أوقفوا المعونة الأمريكية لإسرائيل.. أوقفوا الاحتلال الإسرائيلي.. أوقفوا دعمكم لجرائم إسرائيل.. قُتل العشرات وأصيب الآلاف أوقفوا قتل المحتجين في غزة..اليهود يوئدون حق الفلسطينيين في العودة».

ولم تسلم المنظمة من اتهامها بـ«معاداة السامية وكراهية اليهود ومساندة المنظمات الإرهابية» وهي اتهامات ترد عليها إليسا، بأن من يقولها: «خائف من أن تضطر إسرائيل للتغيير، وأن تلتزم بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم» وتحكي إليسا عن مستقبلها بوصفها يهودية: «مستقبل لا يحمل قمع الفلسطينيين، أو يحمل نكبة مُستمرة، وإنما يحمل حرية للفلسطينيين، واعتقد أن هذا المستقبل يمثل اليهود والمنظمة، وسنراه يومًا ما إن شاء الله ذلك».بالأرقام.. أغلبية يهود أمريكا رفضوا قرار ترامب بنقل السفارة!

قد يظن البعض أن توجهات اليهودية الأمريكية المُعادية لإسرائيل والصهيونية وترامب وقراراته تقتصر فقط على منظمة هنا وحركة هناك، ولكن أرقام استطلاعات الرأي ، تُظهر عكس ذلك؛ إذ أظهرت تلك الأرقام تجاهلًا من أغلبية يهود أمريكا لقرار ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

فقد أجرت لجنة يهود أمريكا (AJC) حول توجهات اليهود نحو قرار، ونشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في 14 مايو 2018، فإن نحو 80% من يهود أمريكا يرفضون قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويعتبرونها خطوة «خطيرة» تؤثر سلبًا على موقف أمريكا باعتبارها  «وسيطًا مناسبًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، في حين أظهر الاستطلاع ان أكثر من 80% من يهود أمريكا يؤيدون مسار حل الدولتين.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى تقلص نسبة اليهود الجمهوريين الأعضاء، في الكونجرس الأمريكي بغرفيته: مجلس النواب، ومجلس الشيوخ؛ إذ أفادت بوجود فقط عضوين يهوديين جمهوريين، من أصل 30 عضوًا يهوديًّا في الكونجرس الأمريكي، وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن الاستطلاع أظهر تقلصًا لنسبة اليهود الأمريكيين الداعمين لترامب، بالرغم من الحفاوة الإسرائيلية الرسمية بقدومه للبيت الأبيض؛ إذ تعدّت  20% بقليل نسبة يهود أمريكا المصوتين لترامب في الانتخابات الرئاسية.

وهي أرقام لم تختلف كثيرًا عن دراسة موسعة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، دراسة حول الفئات الاجتماعية للناخبين وخلفياتهم الديموغرافية والسياسية والدينية والأيديولوجية

وأصدر الدراسة مركز «إديسون» للأبحاث، ومجموعة من الباحثين في صحف «سي بي إس نيوز»، و«إي بي سي نيوز»، «وسي إن إن»، و«فوكس نيوز»، ووكالة «أسوشتد برس». واعتمدت الدراسة على استبيانات كتبها 24 ألفًا و537 ناخبًا، في 350 مركز اقتراع، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يوم الانتخابات، إضافةً إلى 4398 مقابلة هاتفية مع ناخبين أدلوا بصوتهم بالفعل، أو حتى غابوا عن التصويت، وبحسب الدراسة، فإن 71% من الناخبين اليهود، دعموا هيلاري كلينتون المرشحة عن الحزب الديموقراطي، في مقابل 24% فقط دعموا ترامب.

شكرا لكم لمتابعتنا ونعدكم دائما بتقديم كل ما هو افضل .. ونقل الاخبار من كافة المصادر الاخبارية وتسهيل قراءتها لكم . لا تنسوا عمل لايك لصفحتنا على الفيسبوك ومتابعة آخر الاخبار على تويتر . مع تحيات اسرة موقع الميثاق . الميثاق، بالأرقام وبدون تنميط.. موقف «يهود أمريكا» المفاجئ من ترامب ونقل السفارة للقدس، تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بموقعنا ليصلكم جديد الاخبار دائمآ.

المصدر : ساسة بوست