2024-11-25 05:44 م

تحالف الصقور اليهود والإنجيليين الصهاينة يتحكم في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية

2018-05-16
كتب المحلل الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، حيمي شليف، أن الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أظهر بمضمونه وبالمشاركين فيه أنه من ناحية نتنياهو والقيادة الحاليَة في إسرائيل، فإن الرأي العام العالمي غير مهم. يوجد لإسرائيل نتنياهو ملك واحد هو ترامب، الذي حظي من مؤيديه بلقب "الملك المخلص"، مثل قورش في حينه، ومنه سيأتي الخلاص.

ورأى أن مشاركة الواعظين الافنغلستيين في الاحتفال، جون هايغو وروبرت جيفرس، أظهرت حجم الانتصار وقوة سيطرة الأصوليين المسيحانيين، الذين يتوقون لنهاية العالم، على العلاقة المدهشة بين إسرائيل والولايات المتحدة كما يبدو. "هايغو" وصف هتلر ذات مرة بالصياد الذي أرسله الله، وجيفرس تنبأ بإرسال اليهود الذين سيرفضون اعتناق المسيحية إلى جهنم. ولكن في عهد نتنياهو- ترامب فإن الكراهية الدينية الجذرية لليهود هي باطلة إزاء التأييد الكبير لسياسة الحكومة الرافضة والاستيطانية. الكراهية المشتركة للإسلام الذي وصفه جيفرس في السابق "دين لمن يحبون ممارسة الجنس مع الأطفال"، هي الصمغ الذي يربط الآن حلف المتطرفين.

و"الافنغلستيون" هم الصهاينة الجدد، كما يُعرفون أنفسهم، يجمعهم تأييد غير مشروط للمستوطنات والإيمان بحق اليهود الوحيد على جميع البلاد ومعارضة السلام وحقوق الإنسان. ويبلغ عدد الافنغلستيين عشرات الملايين في الولايات المتحدة ولهم قوة سياسية كبيرة، وهم يقدمون التبرعات السخية للمستوطنين واليمين، الذين يتجاهلون هذا التحمس المسيحي والإيمان القوي بقدوم المسيح بعد حرب يأجوج ومأجوج التي ستندلع هنا، الأمر الذي سيؤدي إلى موت أغلبية اليهود واعتناق المسيحية من قبل من سيبقون. وهذه صهيونية تعتبرها صحف إسرائيلية "غريبة جدا".

وأوضح الكاتب أنه لم ينضم أحد من أعضاء مجلس الشيوخ، الذين كان غيابهم بارزا، إلى البعثة الأمريكية. حتى من الجانب الإسرائيلي شارك رؤساء المعارضة، سواء من خلال الموافقة الكاملة أو خوفهم من الرأي العام. وقد كانت تمار زندبرغ (ميرتس) محقة عندما خرقت الإجماع المقدس وبقيت في المنزل. بالنسبة لامرأة من اليسار الحقيقي، حتى لو كانت تؤيد مبدئيا نقل السفارة، فإن المنتدى الوطني المسيحاني الذي اجتمع في حي ارنونا في القدس بإدارة وزير متطرف يكره اليسار مثل ديفيد فريدمان، فإن إبعاد النفس عن ذاك اللقاء أفضل.

وفي نظر الليبراليين، من اليهود وغيرهم، فإنه ليست هناك شهادة أكثر إدانة لابتعاد إسرائيل نتنياهو وانحرافها تحت رئاسته إلى جهة اليمين المجنون، من الإخلاص بإرادتها لرئيس يثبت مجددا تقريبا في كل يوم كم هو كاذب وفاسد وفظ، وكم هو يشكل تهديدا على القيم المتنورة والمقدسة بالنسبة لهم.

كل ذلك بالتأكيد لا يقلق في الوقت الحالي نتنياهو. رئيس الحكومة محمول على موجة التأييد الجماهيري غير المسبوق، وفي أعقاب ما تم تفسيره في الرأي العام المحلي كتدفق لا يتوقف للنجاحات الظاهرية، من إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وحتى نجاح نتاع برزيلاي في الاورفزيون. ولكن نتنياهو يقف في ظل رئيس يعمل كما وصفته "واشنطن بوست" بطريقة "اشتر الآن وادفع بعد ذلك". ترامب زاد رصيده على خرقه الاتفاق النووي بصورة أحادية الجانب، رغم الضرر الشديد الذي سببه لحلف شمال الأطلسي، ورغم أن عواقب أعاله لم تعرف بعد. لقد توج "ملكا للأتقياء" حسب أقوال الحاخام اسحق يوسف، الذي ساوى بين السود والقردة..

وفي السياق ذاته، وصفت ميشيل غولدبيرغ كاتبة الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز" عن مشهد التناقض الصارخ الفج بين القدس وغزة، قائلة: إيفانكا ترامب وجارد كوشنر وغيرهما من الرموز البارزة في الترامبية اليمينية اجتمعوا في القدس لنقل السفارة الأمريكية، وكان الحدث بشعا واستكمالا لتحالف مصلحي بين الصقور اليهود والإنجيليين الصهاينة الذين يعتقدون أن عودة اليهود إلى إسرائيل ستعجل بالقيامة وعودة المسيح، أما اليهود الذين يرفضون اعتناق المسيحية فسيكون مصيرهم النار.