في القدس، المستوطنون الصهاينة المتطرفون تحت حماية الشرطة والجيش وحرس الحدود استباحوا الاماكن المقدسة واقتحموا المسجد الاقصى، ومنعوا دخول المواطنين الى البلدة القديمة، والحواجز العسكرية والدوريات الراجلة والسواتر الترابية في كل مكان، واسرائيل تعترف بأن هذا الاسبوع هو الاخطر في تاريخها.
في ذكرى احتلال القدس المستوطون والمتطرفون اليهود يجوبون شوارع المدينة مرددين هتافات الحقد والقتل والانتقام، ودعوات العنف تتردد في أحياء المدينة تخويفا وترهيبا للمواطين العرب الذي خاضوا مواجهات عنيفة مع هذه القطعان داخل الحرم القدسي، تصديا وغضبا على رفع الاعلام الاسرائيلية في الساحة، وداخل أحياء المدينة.
الفلسطينيون سيردون على قرار نقل أمريكا لسفارتها من تل أبيب الى القدس بطرقهم الخاصة في غزة والضفة، وفي القدس التي تعيش وضعا خطيرا غير مسبوق، مسيرات ومواجهات وتلاحما وغضبا.
وفي ظل هذه الأجواء وبشكل مدروس وتحديا للأمة كلها، رصدت اسرائيل ومؤسساتها مئات الملايين من الدولارات لاستكمال مخطط تهويد القدس وتعميق الاستيطان فيها، فهناك سباق استيطاني مع الزمن في المدينة، يهدف الى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، من الجهات الثلاث الشمالية والشرقية والجنوبية، في ظل هذا الاسناد الامريكي والتواطؤ العربي، هذه الاجواء هي التي تتمناها اسرائيل، فالموقف الامريكي والعربي، منح تل أبيب هامشا لمواصلة برامجها التهويدية.
وفي اسرائيل حالة تأهب قصوى، لمواجهة ما أسمته مصادر اسرائيلية باشعال الساحة، في حين يتعاظم التنسيق عالي المستوى بين تل أبيب وعواصم عربية، وتتحدث المصادر عن استعدادات ضخمة للتعاطي مع انفجار محتمل للاوضاع في غزة والضفة، في وقت تجري فيه اسرائيل اتصالات مع ما أسمته المصادر بالمحور المعتدل، الذي تعتبره شريكا أساسيا للضغط على الشعب الفلسطيني.
وتعترف المصادر بأن هناك لقاءات على مستويات عدة بين اسرائيل وعواصم هذا المحور لرسم مشهد سياسي فلسطيني (مريح) لاسرائيل، والزيارات السرية التي تتم من حين الى آخر بين مسؤولين اسرائيليين وعرب، هي في اطار عملية "الرسم" هذه.
ويرى المراقبون أن الممارسات الاسرائيلية بأشكالها المختلفة قد زادت حدة وحجما متخذة من الموقف العربي المتواطىء حافزا وتشجيعا، عندما وجدت أن الشعب الفلسطيني يقف وحده في مواجهة برامج التهويد والاقتلاع وتغيير المعالم، ووصل هذا التواطؤ درجة اعطاء الحق لاسرائيل للتضييق على الفلسطينيين وتهويد القدس، وهذا أمر واضح من خلال تصريحات مسؤولين في الخليج، وما تتخذه وسائل اعلامهم من سياسات اعلامية مخزية، معادية للفلسطينيين وداعمة للاحتلال.