هذا "الأهوج" انسحب من الاتفاق النووي العراقي، ناقضا بذلك المواثيق والاتفاقيات، ضاربا عرض الحائط القوانين الدولية، يتصرف برعونة وعنجهية.
وفور اعلان ترامب عن قراره المذكور سارعت أدواته في المنطقة وفي مقدمتها مملكة آل سعود الوهابية، واسرائيل بكيل المديح والترحيب بقرار الرئيس الامريكي تأكيدا للتحالف القائم بين تل أبيب والرياض وواشنطن.
هذا القرار العدواني، يجيء غداة الاعلان عن اكتساح المقاومة في لبنان مقاعد البرلمان اللبناني في معركة انتخابية اتفقت عليها السعودية الكثير من الاموال لالحاق الهزيمة بحزب الله وحلفائه وقاعدته الشعبية، كذلك، جاء قرار ترامب عشية سفر رئيس الوزراء الاسرائيلي الى موسكو في ظل تهديدات متواصلة ولم تنقطع بشن عدوان على الاراضي السورية، تحت ذريعة ضرب قواعد ايرانية، وما تناقلته الانباء عن تجهيز اسرائيل للملاجىء والتحصينات ورفع درجة التأهب في الجيش ودعوة الاحتياط، تحسبا من حرب قاجمة خططت لها مع واشنطن بتمويل سعودي اماراتي.
انها طبول الحرب بدأت تقرع، وليس مستبعدا أ، تجر اسرائيل هذا الاحمق في البيت الابيض لشن حرب مدمرة في المنطقة تحت تبرير وقف المد الايراني، فهي جرته لاعلان قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني.
قرار ترامب العدواني يطرح تساؤلات عدة هامة، في مقدمتها، هل ستنجر الدول الاوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الايراني وراء ترامب، وتنسحب هي الاخرى منه، تحت نفس الذرائع مؤكدة تبعيتها لواشنطن غير آبهة بمصالحها في المنطقة، وهل الانسحاب الامريكي من الاتفاق، هو اعلان حرب على المقاومة والدولة السورية وايران، في نهايتها اذا ما اندلعت أو تحت غبارها تمرر الولايات المتحدة الصفقة المسماة بـ (صفقة القرن) تصفية القضية الفلسطينية، ثم ما هو الدور السعودي الاماراتي في هذه الحرب اذا ما اندلعت، وكيف ستكون مشاركة الرياض وأبو ظبي الممولتين للحروب الأمريكية؟!
تطورات متسارعة تشهدها المنطقة تنذر بكوارث وويلات.. توضح تماما التحالف العدواني الأمريكي الاسرائيلي الخليجي القذر في المنطقة، غير أن هذه السياسات العدوانية، لن تمر ببساطة أو دون ردع من القوى والجهات المستهدفة، فالجهوزية عالية لدى طهران وحزب الله، والدولة السورية تواصل انتصاراتها، والحاق الهزائم بالعصابات الارهابية الموولة تركيا وخليجيا ومن اسرائيل والدول الغربية.
ومراقبون كثيرون، يتوقعون انفلاتا للامور، وتجاوزا للخطوط الحمراء.. وهنا، وفي الدرجة الأولى سينفذ حزب الله التهديدات التي طرحها أمين الحزب حسن نصرالله تماما، وهذا ما تخشاه اسرائيل، كما أن ايران، هي من القوة بمكان، وقادرة على مواجهة أي عدوان مسنودة من ترسانة عسكرية متطورة وضخمة.