2024-11-28 09:42 م

السعودية واسرائيل عداء في العلن وغزل في الخفاء

2018-04-28
بقلم: مها الشعار 
اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي بنيران السعودية التي أطلقت على الطائرة الترفيهية المسيرة بالقرب من القصور الملكية وبدأت التحليلات على المواقع والشاشات فمنهم من قال أنها حركة انقلابية ومنهم من قام بتبريد الخبر لجعله غير مهم ولكن بغض النظر إن كان انقلاباً أو غير ذلك فهناك قول معروف مفاده بأن (أول الرقص حنجلة) . الأهم في هذا الموضوع هو سرعة نشر الوكالات العبرية للخبر والاهتمام الواضح فيه وكأن خطر واقع على أراضيها ليضيع المتابع العربي في متاهات وأمام عينيه إشارات استفهام تؤكدها علامات التعجب ولكن بمجرد البحث والتدقيق في الحقائق نجد بأن هناك تقارباً حقيقياً بين السعودية وإسرائيل متأرجح بين التلميح تارة والفعل تارة أخرى ، فهناك أقوال مفادها بأن آل سعود وبالتعاون مع بريطانيا سلبت أراضي الناس في نجد والطائف لما فيها من ثروات نفطية وسعودوها لتكون ضمن أملاكهم كما فعلت إسرائيل بفلسطين عندما هودوا الأرض فالفكر الاستيطاني واحد ولنأخذ في منحى أخر الصراع السعودي الإيراني لنجد بأن السعودية تخشى من تطور إيران العلمي وانفتاحها الثقافي والذي تجسده في نشر الوعي الديني الذي يأتي ضد أل سعود مما يهدد بقاءها فسعت جاهدة لإبعاد هذا الخطر عنها من خلال افتعال الحرب والدمار في اليمن كحال إسرائيل وما تفعله في فلسطين فالصديقتين حربهما حرب بقاء و مهما كانت النتائج على روزنامة التاريخ هناك أيام لونتها السعودية بالسواد ففي القمة العربية عام 1981وفي مدينة فاس قدم السعودي فهد بن عبد العزيز ورقة الذل والعار والتي حملت نقاطا من سم غادر ومن بنودها إحلال السلام واعتراف العرب بإسرائيل حيث أرسلت هذه الورقة إلى مزابل التاريخ ليعاود عبد الله إخراجها ويحصل في بيروت عام 2002 على تبني العرب لما يريدونه وسميت آنذاك بالمبادرة العربية للسلام والتي ماطلت إسرائيل و كعادتها في تنفيذ ما جاء فيها لأنها تحمل بنداً يقضي بانسحابها إلى خط الرابع من حزيران وهذا ما يؤخر امتدادها ويضعف سيطرتها . وفي عام 2006تم الكشف عن زيارة بندر بن سلطان إلى تل أبيب ولقائه مع ايهود أولمرت ليكون هناك رداً للزيارة حيث قام رئيس الموساد درغان بزيارة الرياض ومقابلة مسؤوليها سراً وفي مؤتمر الأمن القومي في ألمانيا عام 2015مدت يد الغدر السعودي مصافحة وكيل خارجية إسرائيل ولن ننسى اسم السعودي أنور عشقي الذي كان برتبة لواء الذي تفاخر بزياراته لإسرائيل ، لن ننكر بأن حال السعودية كحال بعض العرب في علاقتهم الوطيدة مع الكيان الصهيوني ولكن بفارق بسيط فبعض الدول تعلنها وبدون خجل كالأردن ولكن السعودية كالسارق المحترف الذي لا يعمل إلا في الخفاء حيث تفضحها وتؤكدها تصريحات من داخل الكيان الصهيوني فقد قال وزير الطاقة الإسرائيلي في إحدى المقالات المنشورة : ( لدينا علاقات بشكل جزئي مع الكثير من الدول العربية والإسلامية وعادة نحن هو الطرف الذي لا يخجل منها بل الطرف الأخر هو من يريد إبقائها سرية ) .. ليخرج الجبير وينكر هذه العلاقة المشبوهة . وفي مقال أخر في صحيفة إسرائيلية بأن أميراً من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل وبحث مع المسؤولين فكرة دفع السلام للأمام ليخرج تصريحاً أخر يؤكد بأن الأمير المقصود هو ولي العهر السعودي كما وصف رئيس الاستخبارات الإسرائيلية باكوف بأن السعودية وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة . لن ننسى تهليل وترحيب إسرائيل بإعلان اسم ولي عهد السعودية الحديث محمد بن سلمان حيث سارع الوزير الإسرائيلي ليعلن تمنياته بأن يسهم ذلك في تسريع التقارب مع المملكة . إسرائيل منذ القدم تعمل جاهدة لإبعاد شبح العروبة المتمثل بسورية عنها ووقف دعمها للمقاومة والذي يهدد بيت العنكبوت الوهن ويبشره بالزوال فزجت بكل غدرها وبدعم من أصدقائها العرب كالسعودية وغيرها وأرسلت عن طريقهم الظلم لأرض السلام ولكن في السماء وعد حق بنصر المؤمنين وستعود السعودية وإسرائيل يوماً ما كما كانوا قردة خاسئين .