2024-11-01 10:37 م

7 كتب ومخطوطات غامضة من التاريخ

2018-04-25
لكتب القديمة بأغلفتها السميكة التي تكشف عن رسوم غريبة حينما يطير الغبار من عليها ربما تحوي تعويذة، وربما تحوي في طياتها خريطة لكنز يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، أو حتى تبعث صفحاتها الخوف في أنفسنا؛ لأنه لا أحد يفهم اللغة التي كُتب بها، ولم يستدل على كاتبه أو مصدره، ولم تُفهم الرسوم الغامضة التي تذيّل الطلاسم عويصة الفهم.

تلك الكتب لا توجد في أفلام الرعب والإثارة فقط، بل إن الأفلام استلهمت أفكارها من تلك الكتب والمخطوطات، والتي عُثر عليها في العصور الحديثة، أو أنتج بعضها لمحاكاة تلك النوعية من الكتب، وفي هذا التقرير نأخذكم في جولة مع سبعة كتب غامضة وغريبة.

Soyga- 1.. «الكتاب الذي يقتل»


كتاب غامض عن السحر، صفحاته الأخيرة المكونة من 36 صفحة بكل واحدة منها مربع كبير مكون من 36 صفًا، وكل صف يحوي 36 حرفًا من الأحرف اللاتينية بإجمالي 46606 حرفًا، ونتاج تلك الحروف مجمعة ليس له أي معنى مفهوم، فتخيل إذا وقع هذا الكتاب العتيق، والذي تعود كتابته للقرن السادس عشر بين يدي شخص مهووس بالسحر والتعاويذ والطلاسم.

تخيل حماسة الرياضي والفلكي المتهم بأمور السحر جون دي، الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي بإنجلترا؛ وهو ممسك بين يديه هذا الكتاب المليء بالتعاويذ السحرية التي فشل الكثير في تفسيرها أو فك طلاسمها حتى الآن؛ ليتحول كتاب «Soyga» المكتوب باللاتينية إلى أكثر الكتب الغامضة والمخيفة للبعض.

واتجهت بعض الآراء إلى أن هذا الكتاب يحتوي على نوع آخر من الأبجدية، وربما يكون مزيجًا من اللغة العبرية والرموز الخيميائية المشفرة، وقد أطلق عليه البعض اسم «الكتاب الذي يقتل».

2-Codex Seraphinianus.. الكتاب الذي لا يمكن لأحد قراءته

عندما تنظر إلى صفحات كتاب «Codex Seraphinianus» للمرة الأولى، فقد تظن أنه ضمن قائمة الكتب التاريخية الغامضة مجهولة المصدر، ولكن هذا الكتاب معاصر، وقد أخرجه صانعه الفنان والمعماري والمصمم الإيطالي لويجي سيرافيني للحياة في بداية الثمانينات؛ في محاولة منه لمخاطبة خيال القاريء إيمانًا منه بأن الإنسان عندما يعيش فترة مع خيالاته تمنحه تلك الرحلة بعضًا من الراحة النفسية.

لكتاب يتضمن مجموعة من رسومات لكائنات خيالية لا وجود لها على أرض الواقع، وبجوارها كتابات بلغة ابتكرها لويجي، دون أن يكون لها ترجمة أو معنى، مؤكدًا أن ما يراه الإنسان البالغ وهو يتصفح هذا الكتاب، هو بالضبط ما يراه الطفل في الكتب قبل أن يتعلم القراءة. وفي ذاك الوقت يستخدم خياله في محاولة لفهم تلك الطلاسم، ومن هُنا تبدأ الرحلة التي يشعر خلالها كل قارئ أن الكتاب يخاطبه هو بالذات.

3- The Voynich manuscript.. عقود من الغموض

بالنسبة لشخص عادي، العثور على كتاب غامض هو أمر عديم الأهمية، ولكن أمناء المكتبات وتجار الكتب ينظرون إلى الكتب الغامضة وكأنها كنز؛ ولذلك فحينما وجد تاجر الكتب البولندي ويلفريد فوينيتش تلك المخطوطة الغامضة، والتي تتضمن كتابات ورسومًا غريبة في عام 1921، لم يتردد لحظة في شرائها؛ لتبدأ رحلة من البحث العلمي لهذا الكتاب، الذي سُمي على اسم التاجر البولندي؛ نظرًا لأن كاتبه مجهول لنا حتى الآن.
على مدار عقود من الزمان؛ حاول خبراء التشفير فك رموز كتاب «The Voynich manuscript» ولكن كل محاولاتهم لم تحصد أي نجاح؛ وتحوّل الكتاب إلى حالة غامضة وغريبة في علم التشفير؛ الأمر الذي أثار خيال الكثير من الكتاب والمبدعين في البحث عن تفسير اجتهادي لتلك المخطوطة.

وفي بداية العام الجاري 2018 شرع مجموعة من العلماء الكنديين على استخدام أفضل الوسائل التكنولوجية الحديثة في فك شفرة هذا الكتاب، ولكن حتى الآن لا توجد إجابة جازمة لهذا الكتاب، والذي يصل عمره لما يزيد عن 600 سنة.

4- The Rohonc Codex.. المخطوطة المجرية «العويصة»

هل هي مخطوطة دينية؟ أم مدونة عسكرية توثق لحروب القرون الوسطى؟ هل تلك الكتابة هندية أم لغة مجرية قديمة؟ والأهم: من كتب تلك المخطوطة؟ ولماذا؟

كل تلك الأسئلة لم يُجَب عنها منذ أن عُثر على تلك المخطوطة في القرن الثامن عشر بالمجر، وحتى الزمن الذي يُقرأ فيه هذا التقرير؛ فهذا الكاتب من أكثر الكتب الغامضة على مر التاريخ، ووصفه البعض بكون نصوصه «عويصة» الفهم.

مخطوطة «The Rohonc Codex» حاول الباحث الهندي ماهيش كومار؛ أن يفك شفرته، واقترح أن تلك اللغة الغامضة ينبغي أن تُقرأ من اليسار إلى اليمين، ومن الأعلى إلى الأسفل، وقال ماهيش أنه نجح في ترجمة وفهم 24 صفحة من المخطوطة، وترجمها إلى الهندية ومن ثم تُرجمت أجزاء منها إلى الإنجليزية، ولكن هذا التفسير وتلك الترجمة تعرضت لنقد شديد من دارسي التاريخ والمتخصصين في علم اللغة، مؤكدين أن تجربة هاميش ليست سوى «خدعة».

5- Smithfield Decretals.. لماذا لا نجعله مسليًا؟!

في صباح يوم عادي من أيام العصور الوسطى بأوروبا، استيقظ البابا جريجوريوس التاسع وقد قرر أن يوثق سلطته المتجسدة في الكنيسة بإصدار كتاب القانون الكنسي «Smithfield Decretals» وعليه كلف مساعده بكتابة هذا الكتاب.

ولأنه أراد له الانتشار فالكتابة الرتيبة في الأمور الدينية والقواعد التي تُحمل في طياتها قد تكون «مملة» أو لا تشجع على القراءة، ولذلك تساءل «لماذا لا نجعله مسليًا؟».

عندما تتصفح الكتاب تجد أرانب عملاقة تذبح بشرًا، وطيورًا تعذب ثعلبًا معلقًا من رقبته بأحد الأشجار، وحروب بين كائنات خرافية مثل «اليونيكورن»، وفأرًا مقاتلًا يقتل ثعبانًا برأس قرد، ورسومات غريبة لممارسات أغرب بين البشر والحيوان
تلك الصور منحت هذا الكتاب الديني لمحة غرائبية وفكاهية بعض الشيء؛ حتى وصفها البعض بكونها مثل «الكاريكاتير» المُصاحب للتقارير الصحافية السياسية أو «كومكس» فكاهي يحكي قصصًا طريفة؛ حتى يخفف من وطأة المواضيع التي يناقشها الكتاب.

6- The Ripley Scrolls.. طريقة تحويل الرصاص إلى ذهب

كُتب الطهي تتصدر أحيانًا المبيعات، خاصة إذا شرحت طرق طهي أطعمة نادرة ومن ثقافات مختلفة، فهل سيكون هناك إقبال على كتاب يشرح طريقة صُنع حجر الفلاسفة؛ تلك المادة الخيالية التي عُرف عنها قدرتها تحويل الرصاص إلى ذهب؟


لكاتب والكيميائي الإنجليزي جورج ريبلي كتب مخطوطته «The Ripley Scrolls» بالقرن الخامس عشر، والتي تضمنت الوصفة الكيميائية لصناعة حجر الفلاسفة، ولأن هذا الحجر مجرد أسطورة، فقد كانت تلك المخطوطات ومازلت من أغرب الكتب التي عُثر عليها.

وأضافت كتابة جورج الموزونة المقفاة في شرح المعادلات الكيميائية؛ مزيدًا من الغموض والغرابة على هذه المخطوطات، والتي تصل طول إحداها إلى ستة أمتار.

7- Popol Vuh.. نشأة الكون بعيون المايا

قصة الخلق وبداية الكون. من الأسئلة التي شغلت كل حضارة نشأت وانتهت على كوكب الأرض، ولكل حضارة منظور مختلف تعتمد فيه على الاجتهاد والخيال، قبل أن تظهر الديانات وتوحد مجموعات كبيرة من البشر من شتى البقاع والثقافات، تحت رواية واحدة وردت في الدين الذي تنتمي له كل مجموعة.

سكنت حضارة المايا وسط أمريكا خلال القرن السابع عشر، وعُثر على كتاب يعود إلى تلك الحضارة مكتوبًا بلغتها اسمه «Popol Vuh» أو كتاب البشر، والذي يحكي قصة الخلق بعيون المايا، حيث كان الكون عبارة عن سماء وبحر فقط، حتى خلق الخالق الأرض، ومن ثم خلق رجالًا من طين، ورجالًا من خشب، ولكن هؤلاء الرجال – الخشب – انقرضوا سريعًا، فخلق رجال من الذرة، وعندما نام الرجال خلقت الآلهة النساء، وتسرد تلك القصة من خلال قصة شقيقين يتحولان فيما بعد إلى الشمس والقمر في نهاية رحلة الخلق.