تحدث جنرال إسرائيلي عسكري عن المخاوف التي تشعر بها القيادة الإسرائيلية من خطر الوجود بعد سبعين عاما عما وصفه "الاستقلال".
وذكر رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق ايالون وعيديت شبيرن جيتلمان في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" وترجمته "عربي21"، إن "تل أبيب في سنتها السبعين تجد أنها محمية أضـخم مما في السابق، ولكنها ربما أقل أمنا من أي وقت مضى".
وأشار جيتلمان أن "الحماية تأتي من قيام الجيش الأقوى في الشرق الأوسط والاقتصاد الأكثر ازدهارا، إلى جانب التسويات السلمية المستقرة التي توصلنا إليها مع مصر والأردن، والثابتة منذ عشرات السنوات".
واستدرك المسؤول الأمني الإسرائيلي قائلا: "لكن في المقابل، فإن انعدام الأمن ليس مسؤولا عنه الأعداء فقط، بل القيادة الإسرائيلية أيضا، التي تصر على تعزيز إحساس الخوف الوجودي، والإسرائيليون الذين يتعاونون مع هذا العناد"، بحسب تعبيره.
وأثبت جيتلمان أن "الجيش الأقوى لا يمكنه أن يعطي مواطني دولته إحساس الأمن، إذا كان هؤلاء يسمعون كل الوقت كم هي حياتهم هنا متعلقة بشعرة، ووجود ألف أقتحام خلف البحر"، مبينا أن "الجيش لن ينجح في طمس مخاوف من يقنعونه أن فتاة غير مسلحة ابنة 17 عاما، تشكل تهديدا على الجنود الإسرائيليين".
وأشار إلى أن الأنباء الأمنية الكثيرة التي سبقت احتفالات الاستقلال، تجسد مرة أخرى كيف يمكن لدولة أن تتحلى بسكرة القوة، التي تسمح لها بأن تقصف في ظلمة الليل مفاعلا في سوريا، وفي نفس الوقت تغرق في وعي الخوف.
ورأى أن "التبجح الإسرائيلي في القدرة العملياتية وإطلاق الرسائل للأعداء على الدوام إلى جانب حظر المس بالمتظاهرين في غزة طالما لا يشكلون خطرا على وجودها؛ يفسر أن تل أبيب تعيش حالة قلق وجودي، يتنافى مع قوتها العظيمة".
واستكمل جيتلمان مقاله قائلا: "صحيح أن الواقع الأمني معقد ويجلب الاضطراب والمخاوف بخـصـوص التطورات التي من شأنها أن تؤدي إلى الحرب؛ لكن هذا يتطلب من الإسرائيليين أن يميزوا بين الواجب في أن نكون على أهبة الاستعداد، وبين الإدمان على الخطاب القتالي كوسيلة لتبرير المظالم"، وفق قوله.