القدس/المنـار/ تقول دوائر دبلوماسية لـ (المنــار) أن المنطقة وموازين القوى فيها مقبلة على تغييرات جذرية، وأن التحالفات الناشئة في المنطقة تفرض على اسرائيل اعادة حساباتها وتغيير استراتيجياتها. وتضيف الدوائر أن الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية والدوائر المعنية في الخارجية الاسرائيلية ومجلس الامن القومي وضعوا العديد من السيناريوهات حول السياسة الاسرائيلية الواجب اتباعها في المرحلة المقبلة، في ضوء التغيرات التي يعيشها الاقليم وبشكل خاص الإنقلاب التام في الموقف العسكري على الساحة السورية لصالح الرئيس السوري بشار الاسد وحلفائه، وتتابع الدوائر أن اللقاء الثلاثي الذي جمع الرئيس الروسي والرئيس التركي والايراني في اسطنبول يُبشر بولادة تحالف جديد في المنطقة، وفي نفس الوقت تراجع للدور الامريكي في ظل سياسة إدارة ترامب الرامية الى الإنطواء على الداخل وعدم استثمار الكثير من الوقت والجهد والمال في مستنقعات الشرق الأوسط. وترى الدوائر الدبلوماسية أن على اسرائيل تعزيز العلاقة مع الدب الروسي الذي يتمتع بدور وتأثير كبيرين في الشرق الاوسط خاصة وأن هذا الدور سيتواصل ويستمر لفترة طويلة، مما يستدعي تدعيما لجسور التعاون والتواصل ببن تل أبيب وموسكو. وقالت الدوائر الدبلوماسية أن الولايات المتحدة لا ترغب في الانزلاق الى صدام عسكري مع القوى المختلفة في المنطقة وأنها تسعى الى حماية مصالحها عبر تفاهمات وتلاقٍ في منتصف الطريق مع المصالح والمواقف الروسية، واضافت الدوائر أن بعض الحلفاء التقليديين للغرب وعلى رأسهم السعودية ودول خليجية أخرى تخطىء اذا اعتقدت أن ادارة الرئيس دونالد ترامب ستدخل في مواجهة عسكرية مع ايران، وأن أقصى ما يمكن أن تقوم به لا يتعدى (التلويح) العسكري في وجه طهران، وأن الاموال التي تتلقاها واشنطن من السعودية هي ثمن للحماية الأمريكية وليس للهجوم على ايران. وحول القرار الامريكي المرتقب بشأن الاتفاق النووي الايراني، والتهديدات بانسحاب واشنطن من الاتفاق، تقول الدوائر الدبلوماسية أن المستوى العسكري في اسرائيل يٌعارض الغاء الاتفاق ويطالب بالاكتفاء بادخال بعض التعديلات ومزيد من القيود على برنامج ايران الصاروخي بعيد المدى.
الدوائر تضيف أن اسرائيل ستضطر في المرحلة القادمة الى حسم مواقفها وتحديد بوصلة تحركاتها بالنسبة لغزة ولبنان، وأن عليها الاختيار بين عملية عسكرية واسعة لاسقاط حماس في الجنوب أو السعي الى فتح قنوات التواصل مع الحركة والاتفاق مع اطراف اقليمية ودولية من أجل نزع فتيل الأزمة الانسانية القائمة في غزة وتحييد جبهة القطاع لسنوات طويلة قادمة. وبالنسبة للبنان فان هناك أطرافا عربية تعادي حزب الله بسبب الدعم الايراني الذي يحصل عليه الحزب، هذه الأطراف تحاول اشعال الاوضاع في الساحة اللبنانية وأن هذا قد يتسبب في اشعال المنطقة الحدودية مع اسرائيل ويدفع باسرائيل الى الانزلاق نحو مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله.