قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية إن نهج السعودية الجديد تجاه العراق مليء بالمخاطر، وإن جهود الرياض لإيجاد حلفاء شيعة في بغداد سيؤدي في أفضل الأحول إلى تهدئة الصراع الطائفي؛ لكنه إن فشل فقد يحول العراق إلى ساحة أخرى للعداء المستحكم بين الرياض وطهران، والذي تجلّى في كثير من المناطق منها سوريا ولبنان واليمن.

أضافت الصحيفة: «إن النظامين الإيراني والسعودي استغلا، لعقود من الزمن، الانقسام الديني لخدمة صراع القوى بينهما الآن»، مشيرة إلى أن الرياض تتواصل الآن مع شيعة العراق، الذين يدركون أنهم ينجرون إلى حرب بالوكالة.

ونقلت عن السياسي العراقي علي الأديب قوله «إن الصراع بين إيران والسعودية يصل إلى أشده الآن، مع عدم استعدد الطرفين للحوار».

ورأت الصحيفة أن نهج السعودية في مواجهة إيران يتسم بالتناقض، فبينما تمد المملكة يد الصداقة لرجال دين النجف، تجدها تشن حرباً شرسة ضد الحوثيين اليمنيين في حرب خلّفت مئات القتلى، بالإضافة إلى إجبارها حليفها ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري على الاستقالة بعد احتجازها في الرياض.

ولفتت الصحيفة إلى أن النهج السعودي يستهدف التقارب بالأخص مع رجل الدين النافذ علي السيستاني، الذي يعدّ من الرافضين للتدخل الإيراني في بلاده، وأيضاً قلق وحذر أيضاً تجاه التواصل مع السعوديين.

ومن النقاط الأخرى التي تقلق العراقيين في الخطة السعودية، هي مشاركة الولايات المتحدة في التقارب السعودي؛ إذ أبدى المؤيدون للرياض -بمن فيهم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر الذين قاتلوا الأميركيين أثناء غزو العراق 2003- تحفظاً، وجادلوا بأن الخطاب المناهض لإيران الآتي من واشنطن ربما يخرب فرص السعودية في النجاح باستقطاب العراق إلى أحضان العرب مجدداً.

ونقلت الصحيفة عن صلاح العبيدي -رجل الدين المقرب من الصدر- قوله: «لا نريد للعراق أن يكون سلة مهملات للصراع الأميركي - الإيراني - السعودي».

تتابع الصحيفة: في هذه الأثناء، ترصد إيران المشهد من بعيد في محاولة لتقييم ما إذا كان الوجود الخليجي بالعراق سيخدم مصالحها أم لا. ولفتت «فيننشيال تايمز» إلى أن المشككين في صدق السعودية تجاه العراق يرون أن الرياض عليها أن تُختبر من خلال تغيير تعاملها القمعي مع الطائفة الشيعية داخل السعودية نفسها، بينما يدعوها آخرون إلى إنهاء حرب اليمن، وإلزام رجال دينها بعدم إخراج الشيعة من الملة بفتاواهم.;