2024-11-30 04:30 ص

صحيفة عبرية: كيف قلبت مسيرة العودة حسابات المنطقة؟

2018-04-01
استعرضت صحيفة إسرائيلية، تداعيات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت يوم الجمعة من قطاع غزة، وكيف أدخلت دول المنطقة بمن فيهم "إسرائيل" في دائرة حسابات جديدة، تؤكد أن حركة "حماس" لاعب أساسي لا يمكن تجاوزه.

تحد جديد

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، أن "حسابات الربح والخسارة بدأت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ فالجدار لم يتم اختراقه وهذه نقطة لصالح إسرائيل، و 15 قتيلا فلسطينيا هذا خسارة لحماس".

وأضاف برئيل: "من السهل احتساب المعادلة إذا كانت هذه هي معايير الانتصار والهزيمة، لكن هذه معركة متدحرجة، وعلى الاقل يمكن أن تستمر ستة أسابيع، وبالتالي من السابق لأوانه إجمال دفتر الحسابات"، معتبرا أن "هذه ليست معركة لتصفية إسرائيل، بل نضال شديد بادرت إليه حماس، ولذلك فقد وضعت تحت تحد إسرائيلي، ولكن ليس فقط أمامها".

ولفت إلى أن قيادة حماس مطالبة "بإظهار قدرتها على السيطرة والتجنيد لفترة طويلة، لأن تقليص عدد المتظاهرين سيبقى الحدث كفصل مؤثر ولكن بدون رافعة لتحريك خطوات وتسجيل إنجازات ثابتة، لا سيما في حالة فشل إحداث مقاومة تحظى بالشرعية الدولية".

وبناء على ذلك، "فإن ما يجري هو لعب على عامل الزمن، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية ضد حماس"، وفق الصحيفة التي أكدت أن هناك "نجاحا أوليا سجل لصالح حماس عندما أجبرت محمود عباس على اتخاذ موقف والمبادرة بواسطة الكويت لعقد اجتماع في مجلس الأمن".

وقالت: "صحيح أن المجلس لم ينجح أمس في بلورة مشروع قرار، بسبب تحفظات الولايات المتحدة، لكن المعركة السياسية ما زالت مستمرة، وهي تزيد قوة حماس كلاعبة في الساحة الدولية".

مفترق طرق

وفي المقابل، "أجرت مصر والأردن نهاية الاسبوع محادثات مكثفة شاركت فيها إسرائيل لتهدئة المنطقة"، بحسب "هآرتس" التي كشفت عن وجود "خوف مصري أردني من التأثير المعدي للتمرد الفلسطيني على شعوبها، لكن في هذه الاثناء يتوقع أن يكون لهذه المظاهرات تداعيات هامة أكثر، على الأقل في مصر".

ولفت برئيل إلى أن "ضغوط القاهرة للتوصل لاستكمال المصالحة الفلسطينية تستمر بكامل الزخم حتى بعد حادثة تفجير موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله"، مشيرا إلى أن عباس في الحوار المصري الفلسطيني عباس "يوجد في موقع ضعف، حيث حولته "سياسة التجويع"، التي يفرضها على غزة، إلى عنصر رافض في نظر مصر والسعودية".

وزعم برئيل أن "رفض عباس لاقتراح السعودية والمبادرة الأمريكية (صفقة القرن) أفقده موقع الشراكة في نظر تلك الدول، لكن هذا لا يعني أن حماس تحظى بمكانة الممثل الحصري للفلسطينيين، حيث أن مصر ما زالت تصر على أن السلطة هي التي ستدير المعبر الحدودي مع مصر كشرط لفتحه بصورة دائمة".

ومن الواضح أنه "طالما عززت حماس وجودها السياسي في ساحة غزة بفضل المظاهرات فإنها ستضع مصر على مفترق طرق يحدد مكانة حماس كممثل رسمي في نظرها"، وفقا لبرئيل.

وذكر أنه "في الوقت الذي تتحالف مصر مع إسرائيل وتشجع اتفاق المصالحة، على عباس أن يتشجع جدا لضمان أن لا تضطره التطورات في غزة "فقط" إلى القيام بنشاطات دولية ومبادرات في الأمم المتحدة تخدم حماس، وأن لا تتطور لعصيان مدني في الضفة الغربية والقدس، وهذا تهديد يخشاه الأردن أيضا، حيث سارع وزير الإعلام الأردني إلى إلقاء المسؤولية التصعيد في غزة على إسرائيل".

السنوار وهنية

وقال برئيل إن الأردن يخشى مما يسميه "تدمير سلطة المؤسسات" في غزة والضفة الغربية نتيجة غياب الأفق السياسي، وأن تتحول الضفة لساحة حرب سياسية عنيفة؛ بين تنظيمات وحركات، بصورة تضعضع الوضع الراهن القابل للتحطم والقائم اليوم في الضفة وتحويله إلى فوضى".

ومع ما يجري، "لا يوجد للأردن اليوم أداة ضغط على حماس، وأساس قوته تكمن في القدرة على التأثير على عباس من أجل إلغاء العقوبات على غزة وإنجاح المصالحة، مثلما تفعل مصر، وبهذا ربما تؤدي إلى تهدئة في المنطقة، حيث أن عباس لم يسارع إلى التراجع عن العقوبات التي فرضها على غزة، ورفض بشدة خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تقضي بأن تكون أبوديس هي عاصمة فلسطين"، وفق للكاتب.

وفي "الزاوية المعزولة التي وضع عباس فيها نفسه"، أكد "برئيل"، أنه "ما زال يحتفظ على رأسه بتاج الممثل المعترف به للشعب الفلسطيني، وهو الذي يمكنه تلقي المساعدات من المجتمع الدولي، ويستطيع توزيع الميزانيات والمساعدات كما يريد".

وتساءل: "من سيتراجع الآن أولا، يحيى السنوار وإسماعيل هنية أو محمود عباس؟"، مبينا أن " الاجابة على ذلك ستكون مرتبطة في معظمها بالفترة الزمنية التي ستنجح فيها حماس بالحفاظ على المظاهرات".