2024-11-26 07:44 م

تصدير السلاح للسعودية إصرار على المشاركة في جرائمها ضد اليمنيين

2018-03-30
طالبت ندوة عقدتها مجلة أوريون 21 في بلدية باريس بالتنسيق مع منظمات غير حكومية بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للحرب في اليمن فرنسا بوقف تصدير السلاح الى السعودية والامارات مؤكدة ان تزويدهما بالسلاح بمثابة اصرار على المشاركة في جرائم الحرب المرتكبة ضد اليمنيين. 

ومن أبرز المنظمات المشاركة منظمة أكت؛(ACAT) المسيحية للدفاع عن حقوق الانسان وإلغاء التعذيب ومنظمة "عدل" (AIDL) التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات وعقدت الندوة تحت عنوان "حصيلة ثلاث سنوات من الحرب داخل الأبواب المغلقة في اليمن والمشاركة الفرنسية شملت 7 محاور ناقشت الجانب التاريخي والأثري والانساني والسياسي والعسكري والجيوسياسي والقانوني. بمشاركة نخبة من الخبراء الفرنسيين والبرلمانيين والعسكريين لتقييم الحرب المميتة في اليمن التي أدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة.
طرح المشاركون تساؤلات هامة أبرزها: ماذا تخبئ هذه الحرب المنسية وما هي تداعياتها على المؤسسات الدينية أو السياسية أو التجارية أو الثقافية المعقدة؟ ما مسؤولية فرنسا؟ ما المستوى الذي تصل إليه الأزمة الإنسانية؟ ما احتمالات السلام؟.
شارك في الندوة المفكر الفرنسي ألان جرش مؤسس مجلة أوريون 21 والنائب سباستيان نادوت في الحزب الفرنسي الحاكم (الجمهورية إلى الأمام) ورفيقه الحزبي فرانسوا بورجات والجنرال فيليب جونيه في القوات المسلحة الجوية الفرنسية وهيلين ليجي عضوة منظمة أكات الحقوقية المناهضة للتعذيب وعبد السلام كليش ومحمد الشمسي عن منظمة "عدل" التحالف الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والحريات وآلان ماسي مخرج فيلم اليمن واطفال الحرب والبروفسورة أن روجور من مركز البحوث الوطنية وغسان أبو شعر عن منظمة اطباء بلا حدود.
اليمن حضارة منهوبة
بدأ المشاركون في سرد تاريخ اليمن ومكانته وكنوزه الاثرية التي نسفت بعضها الحرب وتوقفوا كثيرا على أبرز محطات اليمن التاريخية والحضارية واسهاماتها للإنسانية جمعاء ثم تحدثوا عن ليلة 25 و26 مارس 2015، منذ ان أطلق تحالف عسكري تدعمه الولايات المتحدة بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الضربات الجوية الأولى في اليمن ضد جماعة الحوثيين المسلحة وحلفائها والرئيس السابق علي عبد الله صالح، مما تسبب في صراع مسلح واسع النطاق كان وما يزال له تأثير مدمر على المدنيين. وقالوا بأنه بعد ثلاث سنوات، قتلت الحرب أكثر من 9000 شخص، وأصابت 40.000 آخرين فيما أجبرت أكثر من 2.3 مليون شخص على النزوح.
فرنسا تتحمل المسؤولية 
النائب في البرلمان الفرنسي عن الحزب الحاكم سباستيان نادوت شارك في الندوة بصفته رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية اليمنية في الجمعية الوطنية وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، حيث اكد أنه في عام 2017 أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن تشهد "أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية". فقد زادت الجماعات الجهادية نفوذها في اليمن من خلال الفوضى. وتعارض القوات الموالية للحكومة المدعومة عسكريا من قبل التحالف الذي تقوده السعودية المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على مناطق واسعة من الإقليم، بما في ذلك العاصمة صنعاء. 
وقال إنه طالب في البرلمان الحكومة الفرنسية بإيقاف تصدير السلاح الفرنسي الى السعودية وقال "يجب أن نضع حدًا لسفك الدماء ولن نعتاد على الحرب لأنه لا أحد يفوز في ساحة المعركة. وقال "على فرنسا تحمل المسؤولية وأن تفترض قوتها لأنها أحد مزودي السعودية بالأسلحة الرئيسية" وأعلن أن أبوظبي والرياض وطهران في حاجة قوية الى فرنسا وبالتالي يمكن التأثير عليهم وتتحمل فرنسا مسؤولية مضاعفة لقدرتها على الحوار مع الجهات الفاعلة الإقليمية (المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات). من خلال موقعها داخل أوروبا، من خلال تاريخها مع البلدان المعنية وإمكانياتها للعمل، فيما أيده زميله النائب فرانسوا بورجات وقال بأن فرنسا تعد جهة دبلوماسية أساسية في هذه المنطقة من العالم. وفي وضع يمكنها من ممارسة مسؤوليتها في حماية دول المنطقة وتشجيعها ومساعدتها على الوفاء بهذه المسؤولية ذاتها. وقال النائب بأنه يناضل مع عدد من النواب لكي تشارك فرنسا في إنهاء الحرب في اليمن نهائيا وعودة السلام والاستقرار والرخاء الى شعبها البائس.
الحرب ستطول
فيما تحدث الجنرال فيليب جونيه عن كوارث التحالف العسكرية والاخطاء القاتلة بقصف المدنيين وشرح الموقف على الصعيد الميداني وكيفية تفادي قتل المدنيين وقال بان الغارات لم ولن تفيد التحالف ومن الممكن اطالة الحرب لسنوات طويلة لانها ليست السبيل الفعال لإضعاف قدرات العدو الذي نجح في التمتع بهامش كبير في المناورة. وطالب فرنسا بتقليد نهج كل من كندا وألمانيا اللتين أوقفتا تزويد السعودية بأسلحة وصواريخ وحيا رفض المستشارة الألمانية ميركل ربحا سنويا يقدر بأكثر من 700 مليون يورو من السعودية وأنهت صفقات السلاح معها. 
بنية تحتية فاشلة
آلان جرش قال في كلمته إن كل المؤشرات تدل على أن اليمن كدولة تقريبا قد توقفت عن الوجود. فالبنية التحتية فاشلة ورئيسها لاجئ في المملكة العربية السعودية. وقال بأن الحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية يفاقم الوضع الكارثي بالفعل. وفي مناسبات عديدة، منع تقديم الطعام والدواء والوقود، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات وحرمان المدن من مياه الشرب. وقال بأن الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني. فهناك 2 مليون طفل خارج المدرسة وبعضهم ينضم إلى المقاتلين، وحمل فرنسا مسؤولية خاصة كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وشرح غسان أبو شعر عن منظمة اطباء بلا حدود المأساة الانسانية ونسب الاصابات المرتفعة وتنامي أمراض عفى عليها الزمن مثل مرض الكوليرا والتايفوئيد والجدري وإن المجاعة والامراض قتلتا مئات الاطفال والنساء والشيوخ وقال بأن الحصار السعودي الامارتي منع ارسال المعلومات الاعلامية الحقيقية وكذلك المساعدات الانسانية واعترف بانه من الصعب ايجاد رأي عام في ضوء ضغف المعلومات والصور المفلترة. 
الحرب منسية
فيما أوضحت وهيلين ليجي عضوة منظمة أكات الحقوقية المناهضة للتعذيب أن هذه الحرب منسية لأن الصحفيين لا يعودون من اليمن بصور مفيدة ولا بأخبار حقيقية فلا وجود لحرب بدون صور في ذهنية الرأي العام وكشفت بسبب عودة الصحفيين من اليمن دون صور حربية تعبر عن مآساتها أن السلطات السعودية تقوم بتنظيم جميع الرحلات الاعلامية وتوجه الصحفيين الى مدينة عدن بينما كل المأساة والحرب وقصف المدنيين في مدينة صنعاء كما لا يتم ترك الصحفيين بحريتهم ويفرض عليهم بيانات وصور. 
وبثت المخرجة اليمنية خديجة سلامة فيلما وثائقيا عن اطفال اليمن تحولوا الى مراسلين حربيين يحكون مأساة الحرب وما يعانونه فيها من خلال معايشتهم اليومية للقصف وتبادل النيران والمجاعة وقدمت امام البرلمان الاوروبي عرضا لفيلم آخر امام النواب الاوروبيين يدين السعودية والامارات في هذه الحرب المأساوية. 

وأنهى المشاركون ندوتهم بتوصيات على لسان الناشط اليمني محمد الشمسي رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات "عدل" الذي طالب بانهاء جرائم الحرب في اليمن وضرورة رفع الحصار المفروض على الشعب اليمني من طرف التحالف العربي بقيادة السعودية كونه يعد انتهاكا صارخا لكل المواثيق الدولية والسبب الرئيسي في الكارثة الإنسانية الواقعة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكامل على رأسها الدواء والغذاء. والعمل على إيفاد لجان تحقيق لليمن وتفعيل مختلف الاليات القانونية الدولية وعلى رأسها محكمة العدل والجنائية الدولية لملاحقة مرتكبي الانتهاكات والمتورطين بجرائم الحرب وانشاء لجان لمتابعة الشركات الفرنسية والاوروبية التي تزود السعودية باسلحة تستخدم في قتل المدنيين اليمنيين كما عقدت المنظمات الحقوقية وقفة ثالثة احتجاجية بالتعاون مع منظمة العفو الدولية تندد بمأساة اليمن التي تسببت بها السعودية والامارات.