نقل مسؤولون أمريكيون أن التوتر بين ترامب وتيلرسون استمر لعدة أشهر، ولكنهما وصلا إلى نقطة الانهيار خلال الأسبوع الماضي. وأضافوا أن رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، اتصّل بتيلرسون يومي الجمعة والسبت، وذلك لتحذيره من أن "الرئيس على وشك اتخاذ إجراء إذا لم يُقدِّم استقالته، وأنه تمّ تحديد بديل... وعندما لم يمتثل تيلرسون، أقاله ترامب". ورغم أن سبب الخلاف الأخير لم يكن واضحاً، إلا أن الرجلين غالباً ما كانا يظهران على خلاف بشأن سياسات مثل الاتفاق النووي مع إيران ونبرة الدبلوماسية الأميركية، وإن كان هناك من اعتبر أنّ القرار جاء عقب تصريح لتيلرسون يوم الإثنين الماضي، وجّه فيه الاتهام إلى روسيا في قتل رجل الاستخبارات الروسي السابق في لندن.
وقد أعلن مسؤول أميركي في سياق تبرير قرار الإقالة أنّ "الرئيس أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات المرتقبة مع بيونغ يانغ"، إلا أن ترامب قال للصحافيين عقب قراره، إنّ لديه "خلافات مع تيلرسون بشأن قضايا رئيسية تشمل الاتفاق النووي الايراني... كان لديه عقلية مختلفة... وأعتقد أن ريكس أكثر سعادة الآن"، من دون الإشارة إلى موضوع كوريا الشمالية.
وجاء التغيير ببومبيو، وهو معارض متهور للاتفاق النووي الإيراني وخصم شرس لإيران، في وقت لا تزال فيه أمام ترامب مهلة تمتد حتى شهر مايو المقبل ليقرر ما إذا كان سيسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية التي أقرّها سلفه باراك أوباما.
وتحدثت، أمس، صحيفة "واشنطن بوست" عن دور وزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو، ضمن حملة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الانتخابية لتولي منصب نائب الرئيس الأمريكي، لكن ما لم تذكره هذه الصحيفة ولا غيرها أن "وجود بومبيو في وزارة الخارجية سوف يُعزز محور "الإنجيليين" المتشددين (أو حتى الصهيونية المسيحية) بزعامة بنس الذي كان له تأثير كبير في نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة".
وتشير تقديرات صحفية إلى أن "بومبيو" معارض شرس لإيران ككل وليس فقط للاتفاق النووي. وكثيرا ما تحرك في أروقة منظمة "آيباك" الصهيونية. ويذكّر عمير تيبون، في تقرير أعادت نشره صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس، بمواقف بومبيو "المؤيدة بشدة لإسرائيل"، ويُقال إن علاقاته بإسرائيل بدأت تتعزز عملياً منذ عام 2015 (ربما تزامنا مع اقتراب التوصل إلى الاتفاق النووي، كما أشارت تقديرات).
وتجدر الإشارة هنا إلى كلام "شمي شاليف"، في صحيفة "هآرتس"، أن إسرائيل وداعميها "سيُسعدون بعملية طرد تيلرسون بهذه الطريقة"، وكتب الصحفي الأمريكي، مايك سيرنوفيتش، يقول: "مايكل فلين وبانون كانا من الصقور في مواجهة إيران، لكن أُطيح بهما. بومبيو وجون بولتون (ربما سيكون مستشار الأمن القومي المقبل) يعودان إلى المباراة. وهذه تغييرات بمثابة مقدّمة للحروب غير المباشرة".