2024-11-24 12:57 م

قرار تبكير الانتخابات في اسرائيل في يد نتنياهو.. ماذا ينتظر؟!

2018-03-12
القدس/المنـار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية تشير الى أن الانتخابات القادمة لن تحدث تغييرا في شكل الائتلاف الحكومي القائم اليوم في اسرائيل، اذا لم تقع مفاجآت تتسبب في ابعاد بنيامين نتنياهو عن المشهد السياسي ـ وهذا يعني أن المعسكر الوطني (اليمين) في اسرائيل يدرك جيدا أهمية بقاء نتنياهو في الحفاظ على حكم اليمين في اسرائيل ومنع اليسار من العودة الى مقاليد الحكم.
غير أن السؤال المطروح في الساحة الاسرائيلية، هو هل يرغب نتنياهو الاستمرار في مواجهة محاولات اسقاطه، واستكمال فترة ولايته الى اقرب فترة ممكنة من الموعد الرسمي للاستحقاق الانتخابي، أو استغلال التفاف أغلبية شعبية من حوله والذهاب الى انتخابات مبكرة يعيد من خلالها اسناد رصيده السياسي وزيادة رصيده الزمني، هذه الانتخابات ان تمت ستأتي على خلفية ما يمكن وصفه بـ (الابتزاز) الذي تمارسه الأحزاب اليهودية المتدينة، وتعزيز موقعه لمواجهة تطورات سياسية قادمة على الاقليم.
ويجب التأكيد هنا، على أن شركاء نتنياهو في الائتلاف واغلبية أحزاب المعارضة لا ترغب في الذهاب الى صناديق الاقتراع مبكرا، حيث لم تحقق مكاسب وانجازات واضحة، تذهب معها الى انتخابات مبكرة، كما هو الحال مع حزب (كلنا) برئاسة موشيه كحلون، أما بالنسبة لحزب البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينت، فانه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تبشره بزيادة في قوة الحزب الا أن بينت يخشى مكر نتنياهو وقدرته على ادارة حملة انتخابية تجذب جمهور البيت اليهودي نحو الليكود تحت شعارات عديدة أهمها ضرورة الحفاظ على قوة الليكود ومقاعده في الكنيست حتى يتمكن من تشكيل حكومة اليمين القادمة، وحتى داخل الاحزاب اليهودية المتزمتة، هناك من لا يرغب في الذهاب الى انتخابات مبكرة، فحركة (شاس) برئاسة ارييه درعي تحذر من الذهاب الى انتخابات مبكرة لادراكها أن جزءا من قوتها وجماهيرها تكمن في الشرائح اليهودية ليست الشرقية المتزمتة فقط وانما الشرائح من اليهود الشرقيين من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة من المحافظين، لهذا يخشى درعي من ابتعاد هؤلاء اذا جرت الانتخابات على خلفية أزمة قانون التجنيد، وينسحب موقف شاس هذا على أغلبية أحزاب المعارضة فهي ليست جاهزة لخوض الانتخابات، باستثناء حزب (هناك مستقبل) برئاسة يائير لبيد الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الليكود في استطلاعات الرأي، فأحزاب المعارضة تعيش حالة من التخبط الداخلي.
ان القرار الأول والأخير حول موعد تبكير الانتخابات هو في يد نتنياهو، فاذا رأى أن التبكير يخدم مصالحه فلن يتردد في بعثرة الاوراق والذهاب الى انتخابات مبكرة، لذلك وحسب دوائر اسرائيلية فان زيارة نتنياهو الى الولايات المتخدة سيكون لها تأثيرا كبيرا وعامل حسم في قرار نتنياهو بالذهاب الى انتخابات مبكرة، خاصة اذا ما تبين له أن واشنطن تخطط لأمور في سوريا ولبنان، وأن الادارة الامريكية ستوفر الغطاء لاسرائيل للقيام بهذه المهمة، أما الغطاء المالي فهناك دول خليجية تشترك مع اسرائيل في عدائها لايران وحزب الله جاهزة لتوفير هذا الغطاء، وكذلك التعاون الاستخباري، لذلك ينتظر نتنياهو قليلا ليذهب الى الانتخابات بمزيد من الانجازات العلنية على صعيد المواجهة مع اعداء اسرائيل، وتمكين السيطرة على الضفة الغربية والقدس الشرقية.